هزيمة «داعش» تمثّل نجاحاً أميركياً في «استراتيجية العمل عبر الوكلاء»

السفير الأميركي ويليام روباك يشارك في احتفال النصر على «داعش» في دير الزور أمس (إ.ب.أ)
السفير الأميركي ويليام روباك يشارك في احتفال النصر على «داعش» في دير الزور أمس (إ.ب.أ)
TT

هزيمة «داعش» تمثّل نجاحاً أميركياً في «استراتيجية العمل عبر الوكلاء»

السفير الأميركي ويليام روباك يشارك في احتفال النصر على «داعش» في دير الزور أمس (إ.ب.أ)
السفير الأميركي ويليام روباك يشارك في احتفال النصر على «داعش» في دير الزور أمس (إ.ب.أ)

رحب قادة غربيون أمس بإعلان «قوات سوريا الديمقراطية» هزيمة تنظيم داعش في سوريا، والسيطرة على آخر معقل للتنظيم على ضفاف نهر الفرات. ولاحظت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا النصر على «داعش» يسمح لوزارة الدفاع الأميركية بالتحدث عن «لحظة تاريخية» في المعركة التي تخوضها منذ سنوات ضد هذا التنظيم الإرهابي.
ومن منظور عسكري على الأقل، بإمكان الولايات المتحدة الحديث عن نجاح استراتيجيتها بالعمل «عبر ومع ومن خلال» قوات تحارب بالوكالة، إذ تحملت فصائل كردية في سوريا وقوات الأمن في العراق وطأة القتال والخسائر البشرية، بحسب ما لاحظت الوكالة الفرنسية. لكن لا يزال لدى تنظيم داعش آلاف المقاتلين المتمرسين في عدة دول في وقت تطرح تساؤلات إن كان من الممكن تحويل الهزيمة التي تعرضت لها الجماعة المتطرفة على الأرض إلى هزيمة دائمة وإن كان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب معظم قوات بلاده من سوريا سابقا لأوانه ويحمل خطر تخريب لعبة النهاية.
وقال قائد القوات الخاصة الأميركية الجنرال ريموند توماس للنواب الأميركيين مؤخرا «لا يمكنني استخدام عبارة (الفوز) دون تردد (...) الهدف هو التمكن من المحافظة على قدرات ثابتة حتى لا ينشأ عن ذلك تهديد خارجي في المستقبل».
ولدى سؤاله بشأن إن كانت الولايات المتحدة وصلت بالفعل إلى هذه المرحلة، قال توماس «لا أعتقد أننا وصلنا إلى ذلك بعد». وستتضاءل قدرة واشنطن في التأثير على الأمور بعد سحب وزارة الدفاع (البنتاغون) معظم عناصر القوات الخاصة الأميركيين من سوريا والبالغ عددهم 2000 عنصر كانوا يساعدون «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد معظم قوامها.
ولدى إعلانه قرار سحب القوات الأميركية من سوريا في ديسمبر (كانون الأول)، أكد ترمب الانتصار على «داعش»، مشيراً إلى أن واشنطن «هزمت» التنظيم «بشدة».
وفي لندن، وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السبت هزيمة «داعش» بأنها «منعطف تاريخي» ودعت إلى مواصلة المعركة ضد التنظيم. وقالت ماي في بيان: «أحيي العمل الدؤوب والشجاعة الاستثنائية للقوات البريطانية وشركائنا في التحالف الدولي الذين حاربوا «داعش» في سوريا والعراق». وأضافت: «تحرير آخر بقعة خاضعة لسيطرة «داعش» هو منعطف تاريخي لم يكن ممكناً من دون التزامهم ومهنيّتهم وشجاعتهم». وتابعت: «يجب ألا نغفل عن التهديد الذي يمثله «داعش» ولا تزال الحكومة (البريطانية) مصممة على القضاء على آيديولوجيته المؤذية. سنواصل القيام بما هو ضروري لحماية الشعب البريطاني وحلفائنا». وتنشر بريطانيا وهي عضو في التحالف الدولي بقيادة أميركا، نحو 1400 جندي لمساندة القوات التي تحارب «داعش».
وفي باريس، كتب الرئيس إيمانويل ماكرون على «تويتر» إن هزيمة «داعش» في الباغوز تعني أنه تم التغلب على خطر مهم على فرنسا، مضيفاً أن «التهديد لا يزال باقياً والحرب على الجماعات الإرهابية لا بد أن تتواصل». وتفيد تقارير بأن مئات الجنود الفرنسيين من وحدات خاصة يقومون بمهام في سوريا.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».