الصومال: حركة «الشباب» تقتحم مباني حكومية وتخلف 15 قتيلاً

قتلت مساعد وزير العمل ونائباً برلمانياً و4 موظفين > ارتفاع عدد قتلى قبائل الفولاني في مالي إلى 110

الصومال: حركة «الشباب» تقتحم مباني حكومية وتخلف 15 قتيلاً
TT

الصومال: حركة «الشباب» تقتحم مباني حكومية وتخلف 15 قتيلاً

الصومال: حركة «الشباب» تقتحم مباني حكومية وتخلف 15 قتيلاً

قتل 15 شخصاً على الأقل، من ضمنهم مساعد وزير العمل الصومالي، في هجوم عنيف شنه مقاتلون من «حركة الشباب» أمس (السبت)، استهدف مباني حكومية في العاصمة مقديشو بسيارة مفخخة، تبعها إطلاق نار ومواجهات مباشرة مع قوات الأمن الصومالية استمرت لعدة ساعات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية صومالية أن الحصيلة الأولية تشير إلى سقوط 15 قتيلاً على الأقل في الهجوم الذي بدأ صباح أمس، واستمر حتى المساء، وكان من ضمن ضحاياه مساعد وزير العمل، والنائب البرلماني صقر إبراهيم عبد الله، رفقة 4 موظفين آخرين.
وأعلنت الشرطة الصومالية أن الهجوم بدأ بانفجارين انتحاريين، استخدمت فيهما سيارات مفخخة، قرب وزارتي الأشغال العامة والعمل، في شارع كبير بالعاصمة مقديشو. وبعد الانفجارين، اقتحم مسلحون المباني، ودخلوا في مواجهات مباشرة مع عناصر الشرطة.
وقال مسؤول أمني صومالي إن الشرطة منذ بداية الهجوم عملت على إجلاء المواطنين من المباني، قبل أن تقوم بعملية تمشيط واسعة، ودخلت في مواجهات مباشرة مع المهاجمين. وقال محمد حسين: «أغلب المبنى الحكومي تم تأمينه، ولكننا نعتقد أن هناك متشددين آخرين مختبئين».
وأضاف المسؤول الأمني الصومالي أن الشرطة قتلت اثنين من مسلحي حركة «الشباب» اقتحما المبنى الحكومي بعد التفجير الانتحاري.
وفي غضون ذلك، أعلنت حركة «الشباب»، التابعة لتنظيم «القاعدة»، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إن أحد عناصرها اقتحم المبنى الحكومي بسيارة ملغومة، مما سمح لمقاتلين آخرين بدخوله، وقال عبد العزيز أبو مصعب، وهو المتحدث باسم الحركة الإرهابية، في تصريح في أثناء الهجوم: «نحن داخل المبنى، والقتال مستمر. سنذكر التفاصيل لاحقاً».
وكثفت حركة «الشباب» من هجماتها خلال شهر مارس (آذار) الجاري، إذ تبنت هجوماً مطلع الشهر، قتل فيه 20 شخصاً، كما تبنت اعتداء بسيارة مفخخة، استهدف مطعماً بالقرب من القصر الرئاسي بمقديشو، خلف 4 قتلى و9 جرحى.
وتسعى «حركة الشباب» للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية المدعومة من الغرب. ورغم أن الحركة طُردت من مقديشو عام 2011، ومن معظم معاقلها الأخرى في أنحاء البلاد بعد ذلك، فإنها حافظت على نفوذها في مناطق شاسعة أخرى، حيث تقود تمرداً وهجمات انتحارية تستهدف مقرات حكومية وأمنية أو مدنية.
وتتمركز في الصومال قوات دولية تابعة للاتحاد الأفريقي، يصل قوامها إلى أكثر من 20 ألف جندي مهمتهم هي الدفاع عن الحكومة المركزية في الصومال، ومساعدتها في الحرب على حركة «الشباب» الإرهابية.
وعلى صعيد آخر، أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وهي جماعة مرتبطة هي الأخرى بتنظيم «القاعدة»، ولكنها تنشط في منطقة الساحل الأفريقي، وتحديداً في دولة مالي، مسؤوليتها عن هجوم استهدف يوم الأحد الماضي ثكنة عسكرية تابعة للجيش المالي أودى بحياة قرابة 30 جندياً مالياً.
وما تزال حصيلة هذا الهجوم غير محددة بشكل رسمي، إذ لم يعلن الجيش المالي عن حصيلة نهائية، فيما تشير المصادر الأمنية المالية إلى أن هنالك 26 قتيلاً في صفوف الجيش، بينما قالت «نصرة الإسلام والمسلمين» إن القتلى في حدود الثلاثين.
وقالت الجماعة الإرهابية، في بيان، إن الهجوم كان بقيادة «أمادو كوفا»، وهو أمير «جبهة تحرير ماسينا»، وسبق أن أعلن الفرنسيون والماليون مقتله نهاية العام الماضي، ولكنه عاد للظهور مؤخراً، مكذباً الروايات الفرنسية والمالية.
وتعيش مالي منذ 2012 مواجهات مسلحة مع جماعات متشددة، قادت قبل 6 سنوات لتدخل عسكري دولي، بقيادة فرنسا، طرد الإسلاميين من المدن الكبرى في الشمال، ولكنه لم يتمكن من استعادة الاستقرار في البلاد.
إلى ذلك قال مولاي جيندو رئيس بلدية مدينة بانكاس في مالي لـ«رويترز» إن عدد القتلى جراء هجوم مسلحين أمس السبت على رعاة من قبائل الفولاني ارتفع إلى 110 وإنه يجري اكتشاف مزيد من الجثث. وهذا الهجوم، الذي نفذه رجال كانوا يرتدون الزي التقليدي لقبائل عرقية الدونزو، هو الأكثر دموية في وسط مالي حيث أودى العنف العرقي بحياة مئات المدنيين العام الماضي.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.