شيرين تعتذر بعد وقفها عن الغناء في مصر

أكدت أنها لن تغادر البلاد وشددت على حسن نيتها

شيرين
شيرين
TT

شيرين تعتذر بعد وقفها عن الغناء في مصر

شيرين
شيرين

واصلت الأزمة التي تواجهها الفنانة المصرية، شيرين عبد الوهاب، تفاعلها، أمس، وذلك على خلفية قرار نقابة المهن الموسيقية بوقفها عن الغناء لحين التحقيق معها بشأن تصريحات عدّها محامون، تقدموا ببلاغات ضدها، «مسيئة لمصر».
وتوجهت شيرين باستغاثة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالبة منه التدخل، وطلبت من مواطنيها قبول اعتذارها عن تصريحات في حفلها الأخير ضمن مهرجان حفل ربيع الثقافة الرابع عشر في دولة البحرين، وربطت فيها بين التعبير عن الرأي والسجن، وفي حين قالت إنها كانت تقصد تعرضها هي لدعاوى قضائية قد تعرضها للسجن، أشار مقدمو البلاغات بحقها إلى أنها كانت تسيء للبلاد وتعرّض بحالة الحريات.
وقالت شيرين، مساء أول من أمس، مخاطبة رئيس البلاد: «أنا أحس بالاضطهاد في بلدي، وأنت أبونا كلنا»، وأضافت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي المصري عمرو أديب، عبر فضائية «إم بي سي مصر»: «إنت أبونا كلنا، وأنا زي بنتك، وحاسة إني بتعرض للاضطهاد، واللي بيحميني جيش بلدي، ومصر بالنسبة لي خط أحمر».
واعترفت شيرين خلال المحادثة بـ«الخطأ الكبير» الذي وقعت فيه، مشددة على أنها «لم تكن تقصد مصر مطلقا» بتلك الجملة. وكشفت شيرين عن أن هناك بعض أصدقائها نصحوها بـ«الرحيل من مصر» والانتقال إلى لبنان لكي «تبتعد عن المشاكل التي تثار حولها من فترة لأخرى»، غير أنها شددت على أنها لن تترك مصر مطلقا، وأنها خلال الأيام الماضية لم تتعرض لأي ضرر نتيجة الأزمة، قائلة: «أنا في بيتي، ومفيش أي حاجة». وقال الفنان حسام حبيب زوج شيرين لـ«الشرق الأوسط»: «شيرين مواطنة مصرية، وتعشق تراب تلك البلاد، ولم تخطئ مطلقا في حق بلدها أو شعبها، وهناك حملة ممنهجة ضد شيرين من أجل التقليل من وطنيتها ومكانتها لدى جمهورها الكبير».
وتابع: «شيرين لم تقم بجريمة، وكل ما قالته في الحفل كان المقصود به المحامين مدعي الشهرة الذين يقيمون ضدها البلاغات والدعاوى القضائية بمجرد أن تتحدث».
أما الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين فقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه ليست المرة الأولى التي تفتعل فيها شيرين عبد الوهاب أزمة، ولو كانت شيرين تمزح مع جمهورها بتلك الكلمات فلا بد أن يكون هناك وقفة معها لكونها ليست المرة الأولى لها، فهي أخطأت أكثر من مرة في حق مصر في حفلاتها حتى على سبيل الدعابة، وأنا حذرتها من خطورة هذه الدعابة عليها، ولا بد أن تتحكم فيما تقوله».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».