«الأقصر للسينما الأفريقية» يختتم فعالياته ويكرم آسر وعبد العزيز وفايزة

«دفن كوجو» و«ليل خارجي» و«حتى آخر الزمان» حصدت جوائز المهرجان

تكريم آسر ياسين
تكريم آسر ياسين
TT

«الأقصر للسينما الأفريقية» يختتم فعالياته ويكرم آسر وعبد العزيز وفايزة

تكريم آسر ياسين
تكريم آسر ياسين

شهد ختام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثامنة، تكريم الفنان آسر ياسين والمخرج عمر عبد العزيز، من مصر، والفنانة فايزة عمسيب من السودان، بحضور الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان.
وأعلن خلال حفل الختام الذي أقيم في قصر ثقافة محافظة الأقصر الليلة قبل الماضية، جوائز المسابقات الرسمية، ففي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حصل الفيلم الغاني «دفن كوجو» للمخرج صامويل بازاويل، على جائزة النيل الكبرى، وذلك لمعالجته الشّاعرية والشّخصية لمشاعر الإحساس بالذنب، وأيضاً نظرته السينماتوغرافية المتميزة والعميقة. وحصل الفيلم التّونسي «في عينيا» للمخرج نجيب بالقاضي على شهادة تقدير، وذلك للقيمة الإنسانية لموضوع الفيلم من خلال علاقة الأب بابنه المريض بالتوحد. أمّا الفيلم المصري «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله فحصل على جائزة لجنة التحكيم، وذلك لكشف معاناة وتناقضات الحياة بشكل مبسط وممتع.
وفي السياق نفسه، حصد فيلم «حتى آخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ من الجزائر على جائزة الفبريسي لأسلوبه الإبداعي في استعراض صراع الحضارات، في حين حصل على جائزة رضوان الكاشف الفيلم الموزمبيقي «ماباتا باتا» للمخرج سول دي كارفالو، وهي جائزة تمنح من قبل مؤسسة «شباب الفنانين المستقلين» المؤسسة والمديرة والمنظمة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، لأحسن فيلم يتناول قضية أفريقية.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، حصل فيلم «سيجا» للمخرجة إيديل إبراهيم من الصومال، على شهادة تقدير، أمّا جائزة أفضل إسهام فني فذهبت إلى فيلم «ألس» للمخرج فيصل بن أغرو. وجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم قصير، ذهبت لفيلم الجزائري «الأراضي» للمخرج عز الدين القصري.
واعتذر محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان في كلمته التي وجهها في بداية حفل الختام عن كثرة الأخطاء التي وقعت فيها إدارة المهرجان خلال فعاليات الدورة الثامنة، ووعد بعدم تكرارها مرة أخرى في الدورات المقبلة.
وقال سيد فؤاد، رئيس المهرجان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ أكبر أزمة قابلته خلال التّجهيز للدورة الأخيرة هو ضعف الميزانية المخصص للمهرجان، إذ إن قرار رئيس الوزراء المصري الأخير بعدم حصول أي مهرجان على أكثر من 40 في المائة من ميزانيته السابقة، جاء بشكل سلبي على مهرجان الأقصر، مشيراً إلى أن الدورة الثامنة شهدت عدم توزيع أي جوائز مالية على الفائزين لعدم وجود ميزانية لها، وأنّ إدارة المهرجان قرّرت توفير كل الماديات لصالح الفعاليات والانتقالات وإقامة الضيوف.
وطلب فؤاد أن تكون هناك ميزانية ثابتة للمهرجان مثلما يحدث مع مهرجان «القاهرة الدولي»، خصوصاً أنّ هذا المهرجان يعيد لمّ شمل المصريين مع أشقائهم في القارة السمراء التي ابتعدت مصر عنها كثيراً طيلة السنوات الماضية.
وعلى جانب آخر، نظّم المهرجان ندوة تكريم خاصة للفنان آسر ياسين عن مجمل أعماله الفنية التي قدمها خلال السنوات الـ13 الماضية التي بدأت في عام 2006، بمسلسل «قلب حبيبة». وقال آسر إنّ هذه هي المرة الثالثة التي يوجد فيها بالمهرجان، حيث شارك في لجنة التحكيم في إحدى الدّورات السابقة، وشارك مرة أخرى ضيف شرف، معرباً عن سعادته بهذا التّكريم.


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
رياضة سعودية السباق سيقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات (واس)

«مهرجان الإبل»: تأهب لانطلاق ماراثون هجن السيدات

تشهد سباقات الهجن على «ميدان الملك عبد العزيز» بالصياهد في الرياض، الجمعة المقبل، ماراثوناً نسائياً يُقام في الفترة المسائية على مسافة اثنين من الكيلومترات.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».