جهاد عقل: مطبخ زوجتي هو المفضّل عندي

جهاد عقل: مطبخ زوجتي هو المفضّل عندي
TT

جهاد عقل: مطبخ زوجتي هو المفضّل عندي

جهاد عقل: مطبخ زوجتي هو المفضّل عندي

يُعدّ عازف الكمان جهاد عقل أحد الموسيقيين الرائدين في العالم العربي، فقد رافق بعزفه فنانين كثيرين، بينهم ماجدة الرومي ووديع الصافي وصباح وغيرهم. اشتهر بعزفه لأغاني الراحلين عبد الحليم حافظ وأم كلثوم. صاحب لقب «عاشق الكمان» يحب تناول الطعام من يدي زوجته ويفضّل السكريات على الموالح، كما يدخل المطبخ بين وقت وآخر ليحضر فطوره.
- طبق السبانخ مع الأرز من أطيب الأكلات التي أحب تناولها، لا سيما في فصل الشتاء، فالسبانخ صحية ومفيدة كون هذه الخضراوات تحتوي على معادن كثيرة تذكرني ببطل الرسوم المتحركة «بوباي» الذي كنت أتابع قصصه على الشاشة عندما كنت صغيراً، فأنا من الأشخاص الذين يحبون تناول الطعام على أنواعه، ونادراً ما أمتنع عن أحدها، لأن شهيتي مفتوحة أمام أي طبق يُحضّر بالطريقة المطلوبة.
- هناك مطاعم كثيرة أحب أن أقصدها في لبنان بلد السياحة والخدمات رفيعة المستوى في عالم المطاعم. وعادة ما أحب تناول الطعام اللبناني في مطعم «الفيّات» في منطقة سن الفيل. فأصحابه هم أفراد عائلة واحدة يحضّرون الأكل على طريقة «ست البيت» اللبنانية. كما أن الجلسة فيه عادة ما تكون حميمة ودافئة لصغر مساحته، التي لا تستوعب عدداً كبيراً من الزبائن. وهي السياسة التي يتبعها هذا المطعم للحفاظ على مستوى الطعام فيه.
- عندما أكون مسافراً أرغب دائماً في تناول أطباق البلد الذي أزوره كي أكتشف مكوناتها ومذاقاتها. لا أبحث عن مطبخ معين، وأحياناً كثيرة أقصد مطاعم البلد الشعبية المكتظة بالزبائن، فأشعر كأني واحد من أهل البلد، كما أن مشاهدتي لهم وهم يتذوقون أطباقاً مختلفة تُسهم في فتح شهيتي من ناحية ثانية.
- مطبخي المفضل هو مطبخ زوجتي كونها تحضر جميع الأطباق بـ«نَفَسها الطيب»، كما نقول في لبنان. فكما الأكلات التراثية من مجدرة ويخاني وكبة وغيرها فإنها تجيد تحضير أطباق غربية مع الباستا والكريما الطازجة والدجاج. فأنا محظوظ بزوجة تجيد تحضير الطعام في زمن أصبحت فيه ربّات المنازل لا وقت لديهن للقيام بهذه المهمة، بسبب وجودهن خارج البيت لوقت طويل في إطار دوام العمل.
- آخر مطعم زرته هو «الفيّات» إذ أحرص على زيارته بين وقت وآخر مع أصدقائي أو مع أفراد عائلتي. فقربه من العاصمة وموقعه بين أحضان الطبيعة في آن يسمحان لي بالتوجه إليه وتناول الطعام بشكل دائم.
- من أفضل المطاعم التي أحب دعوة الأصدقاء إليها مطعم «فخر الدين» في منطقة برمانا، فهو من المطاعم المشهورة في لبنان بلقمتها الطيبة التي لم تتغيّر أو تتبدل بفعل الوقت. فصاحبه يتمسك باللقمة اللبنانية الأصيلة والمؤلّفة من مكونات طازجة يزرعها في أرض ملاصقة للمطعم. وفي هذا المكان تتناول أكلات لبنانية لذيذة جدا قلّما تجدها في أماكن أخرى كالملوخية والفوارغ، وكذلك المازة اللبنانية الغنية بأطباق مصنوعة مع زيت الزيتون. كما أنه يتميز بأنواع مختلفة من المخللات التي يسيل لها اللعاب، والتي يمتنع تماماً عن إضافة أي مواد حافظة عليها.
- أطباق الأسماك وثمار البحر أفضلها على غيرها من الأطباق التي ترتكز على لحوم البقر والدجاج. فالأسماك برأيي مفيدة للصحة، وتندرج على لائحة الأطعمة المنصوح بها من قبل اختصاصيي التغذية، لا سيما أنها تحتوي على فيتامينات ومقويات طبيعية كأصناف أخرى من ثمار البحر.
- علاقتي بالمطبخ عادية جداً، إذ تقع هذه المهمة بشكل أساسي على زوجتي. إلا أنني أحياناً أحب دخوله لتحضير وجبة الفطور المؤلفة من البيض، فأتفنّن في تحضير هذا الطبق مع السماق والجبن والخضار، وأحيانا أضيف إليه بهارات مختلفة، لأنني مغرم بها، كالكمون والنعناع اليابس والبهار الأسود وغيرها. كما أن ابني يطالبني بتحضيرها له بين وقت وآخر فأستمتع بتلك اللحظات لأنني أعرف تماماً أنني لا أكررها كثيراً. ولماذا البيض فقط؟ فلأنه مكون سريع التحضير ومفيد للصحة ويمكن أن أتفنّن في تحضيره على مزاجي ودون قواعد ذهبية تنوط به.
- أفضل تناول السكريات من شوكولاته وجاتوهات وحلويات عربية وغربية وفي مقدمها الكنافة بالجبن. وأبتعد كل البعد عن الموالح، لأنها لا تعني لي الكثير. فأتلذذ بمذاقات حلويات أجنبية تحضرها زوجتي مع عصير البرتقال والكاكاو وأخرى تنتمي إلى مطبخ الحلويات اللبناني العريق كـ«أرز مع الحليب» بنكهة المستكة، والمهلبية مع المكسرات.
- الطبق الذي لا أحب تذوّقه بتاتاً هو (المغربية)، لا سيما أن شكله عامة لا يفتح شهيتي، فأنا من الأشخاص الذين يبتعدون عن تناول الأطباق التي يدخلها البصل المطهو. كما لا أجد الأمر ممتعاً، وأنا ألحق بكريات العجين الذي يتألّف منه. وأحب كثيراً الثوم، وأحاول أن أضيفه إلى أي طبق أتناوله.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».