الشرطة السودانية تهاجم مسجد «أنصار المهدي» في أم درمان بالغاز

مظاهرات في عدد من أحياء ومدن السودان عقب صلاة الجمعة

سودانيون يتظاهرون ضد نظام البشير أمام مقر الامم المتحدة بجنيف أمس (أ.ب)
سودانيون يتظاهرون ضد نظام البشير أمام مقر الامم المتحدة بجنيف أمس (أ.ب)
TT

الشرطة السودانية تهاجم مسجد «أنصار المهدي» في أم درمان بالغاز

سودانيون يتظاهرون ضد نظام البشير أمام مقر الامم المتحدة بجنيف أمس (أ.ب)
سودانيون يتظاهرون ضد نظام البشير أمام مقر الامم المتحدة بجنيف أمس (أ.ب)

هاجمت قوات الشرطة السودانية المصلين بمسجد «أنصار المهدي»، الواقع في مدينة أم درمان غرب نهر النيل، وأطلقت الغاز بكثافة في اتجاهه بعد تنظيم المصلين داخله، مظاهرة منددة بحكومة الرئيس عمر البشير، تطالب بتنحيه على الفور، فيما دعا تجمع المهنيين السودانيين والقوى الحليفة له لمقاطعة اقتصادية وإعلامية لشركات وأجهزة إعلامية، قال إنها تدعم جهاز الأمن السوداني.
وخرج المصلون من مسجد السيد عبد الرحمن بحي «ود نوباوي»، بأم درمان، الذي يعد معقلا لأنصار المهدي، في مظاهرة عقب صلاة الجمعة أمس، وهو معقل حزب الأمة المعارض، وطائفة الأنصار التي يتزعمها المعارض البارز الصادق المهدي. ونقل شهود، إن المئات من المصلين في المسجد، رددوا هتافات الانتفاضة السودانية: «حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب، رص العساكر رص الليلة تسقط بس»، قبل أن تنهال عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة عليهم بكثافة، ولم تتوقف عن إطلاق القنابل حتى بعد أن لجأ بعضهم لداخل المسجد.
وقال شهود وأحزاب معارضة، إن أحياء المهندسين والشعبية وشمبات والطائف وبري، خرجت في مظاهرات حاشدة أمس الجمعة، وتبادل النشطاء صورا وتسجيلات فيديو لهذه المظاهرات، التي أعقبت مظاهرات الخميس التي أطلق عليها «مواكب العدالة».
من جهتها، أعلنت قوى «الحرية والتغيير» أمس، عن برنامج للمظاهرات يستمر للأسبوعين المقبلين حتى يوم 6 أبريل (نيسان) المقبل، في كل مدن البلاد، لينتهي بذكرى ثورة أبريل الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري في 1985. وأطلق تجمع المهنيين السودانيين والقوى الحليفة له، حملة «مقاطعة اقتصادية» تشمل عددا من المؤسسات والشركات والبنوك وصحفا وقنوات فضائية، اتهمها بأنها لعبت دوراً في قمع المتظاهرين، وتقديم الدعم للأجهزة الأمنية.
ودعا التجمع المواطنين إلى ما سماه «إشهار سلاح المقاطعة الاقتصادية»، بوجه تلك المؤسسات، التي تسهم عائداتها في تمويل جهاز الأمن السوداني في حملات القمع التي ينظمها ضد المتظاهرين السلميين، وقال: «المقاطعة الاقتصادية عمل سلمي اجتماعي، ونجاحه يعتمد بشكل كبير على المشاركة الجماعية».
وفي الأثناء، ينتظر أن يواجه العشرات من الشباب والشابات، ألقت القبض عليهم سلطات الأمن على مشاركتهم في احتجاجات الخميس، أحكاما بالسجن والغرامة، التي ينتظر أن يصدرها عدد من محاكم الطوارئ في العاصمة الخرطوم.
وتعرض عدد من المقبوض عليهم لضرب مبرح من قبل القوات الأمنية، قبل أن تسلمهم لمراكز الشرطة، وفتح بلاغات وفقاً لقوانين وأوامر الطوارئ التي أعلنها الرئيس عمر البشير في 22 فبراير (شباط) الماضي، وأطلق سراح بعضهم بالضمان لحين تقديمهم للمحاكمات، بانتظار عقوبات بالسجن والغرامة لا تقل عن ستة أشهر.
وعدل الرئيس البشير بأمر طوارئ، أحكام الطوارئ إلى السجن ما لا يقل عن ستة أشهر إلى عشر سنوات مع الغرامة، بعد أن كان الأمر السابق ينص على السجن فترة لا تزيد على عشر سنوات مع الغرامة، وبموجبها أصدرت معظم محاكم الطوارئ أحكاماً مخففة في حق المتظاهرين والمتظاهرات، تراوحت بين أسابيع وأشهر.
ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018 احتجاجات ومظاهرات متواصلة، بدت منددة بالغلاء، قبل أن تتطور لتعبر عن أهداف سياسية، على رأسها تنحي الرئيس عمر البشير وحكومته، وإقامة حكومة انتقالية تهيئ البلاد لانتخابات حرة.
وواجهت سلطات الأمن الاحتجاجات بقوة مفرطة، ما أدى إلى مقتل 32 شخصا بحسب حصيلة رسمية، (51 قتيلا بحسب إحصائية منظمة العفو الدولية الصادرة 11 فبراير الماضي)، إضافة إلى مئات الجرحى والمصابين وآلاف المعتقلين من قادة القوى السياسية والنشطاء والمهنيين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.