الروس بين مؤيد ومعارض للمساواة بين الجنسين

الروس بين مؤيد ومعارض للمساواة بين الجنسين
TT

الروس بين مؤيد ومعارض للمساواة بين الجنسين

الروس بين مؤيد ومعارض للمساواة بين الجنسين

تبقى قضية المساواة بين المرأة والرجل مثار جدل في عدد من المجتمعات، بما في ذلك في روسيا، التي أظهرت دارسة أعدها «صندوق عموم روسيا للرأي العام» أنّ نظرة مواطنيها إلى هذه المسألة تتراوح ما بين تأييد للمساواة بشكل عام وقناعة بإمكانية تحقيقها، ورفض لها وقناعة بأنّها غير ممكنة. وحسب نتائج استطلاع للرأي أجراه «صندوق الرأي العام»، عبر 46 في المائة من المواطنين الروس (نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء في سن 23 - 34 سنة)، عن قناعتهم بأنّ المساواة بين الرجل والمرأة ممكنة، لكن في مجالات محددة فقط، بينما قال 38 في المائة (نصفهم من الرجال) إنّ المساواة ممكنة في جميع المجالات.
ومع التباين في التقديرات لإمكانية تحقيق المساواة، عبر الجزء الأكبر، أو 62 في المائة من المواطنين الروس المشاركين في استطلاع الرأي، عن قناعتهم بضرورة السّعي لتحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة. في المقابل قال 13 في المائة من المواطنين إنّ المساواة غير ممكنة بشكل عام. وكانت هذه القناعة بارزة بشكل أكبر لدى الفئة من عمر 35 حتى 44 سنة، إذ قال 16 في المائة من هؤلاء إنّ المساواة بين الجنسين غير ممكنة.
وفي الإجابة على المساواة في الحقوق وفي الواجبات، رأى 35 في المائة أنّ المساواة في الواجبات بين الجنسين أمر ممكن، لكن في مجالات محددة، بينما قال 32 في المائة إنّها ممكنة بشكل عام وفي جميع المجالات. وكان هناك توافق بين وجهتي النظر حول ضرورة السّعي نحو مثل تلك المساواة. وحسب استطلاع الرأي، عبر 59 في المائة من المواطنين الروس عن قناعتهم بضرورة العمل لتحقيق مساواة تامة في الواجبات بين الرجال والنساء.
ووجه القائمون على استطلاع الرأي سؤالاً للمشاركين حول موقفهم من الحركات والمنظمات الحقوقية النسائية، التي تعمل على تحقيق مساواة بين الجنسين في شتّى المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكانت النتيجة أن عبر 31 في المائة فقط من المواطنين عن دعمهم لتلك الحركات، بينما عبر 55 في المائة عن عدم تقبّلهم ورفضهم لها. وتفاوتت نسبة الدعم والرفض حسب الفئات العمرية، إذ أكد 44 في المائة من المواطنين من جيل الشباب في عمر 18 حتى 24 سنة دعمهم لتلك الحركات، في المقابل عبر 55 في المائة من المواطنين في عمر من 45 حتى 59 سنة عن معارضتهم لها.
ويتمتع موضوع المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع الرّوسي بأهمية خاصة، نظراً للدور الكبير الذي تلعبه ممثلات الجنس اللطيف في سوق العمل، فضلاً عن الدور الاجتماعي، وتحملهن غالباً الجزء الأكبر من المسؤوليات في الأسرة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.