صُنّاع السينما السعوديون فوق السجادة الحمراء في مهرجان أفلام السعودية

انطلق مساء أمس في الظهران بشعار جديد «أحلام تتحقق»

بوستر فيلم المسافة صفر الذي افتتح به مهرجان افلام السعودية مساء امس
بوستر فيلم المسافة صفر الذي افتتح به مهرجان افلام السعودية مساء امس
TT

صُنّاع السينما السعوديون فوق السجادة الحمراء في مهرجان أفلام السعودية

بوستر فيلم المسافة صفر الذي افتتح به مهرجان افلام السعودية مساء امس
بوستر فيلم المسافة صفر الذي افتتح به مهرجان افلام السعودية مساء امس

تماشياً مع التغيرات والقرارات المهمة التي اتخذتها الحكومة السعودية ومن أبرزها السماح بافتتاح دور السينما تغير شعار المهرجان من «في لمح البصر» إلى «أحلام تتحقق» وامتدت السجادة الحمراء في مدخل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مساء أمس حيث سار فوقها صناع الأفلام السعوديون، ونجوم الفن السابع الذين تقاطروا على المهرجان من أرجاء المملكة ودول الخليج.
وفي رده على «الشرق الأوسط» أكد أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية أن المهرجان يتطور من حيث الشروط ونوعية المشاركة منذ دورته الأولى، وأضاف: «تلقينا 345 مشاركة، منها 160 فيلما، و154 سيناريو، ولدينا 40 فيلما مرشحا للمسابقة، و19 فيلم عرض موازيا، و20 عرض أول، و22 مخرجا و18 مخرجة، و1045 ساعة تدريبية».
يقول الملا نحن متفائلون لذا رأينا أن نغير من شعارنا في المهرجان ومن أسلوبنا وسيكون ذلك واضحاً في المهرجانات المقبلة.
ويشدد الملا على أن هدف المهرجان هو تطوير صناعة السينما المحلية، ورفع مستوى جودة الأفلام السعودية من ناحية الجودة ومن ناحية القصة.
وتابع «المهرجان يرفع سقف الشروط وصناع الأفلام يتفوقون»، مشيراً إلى أن الأفلام تحصد الجوائز دائما في المهرجانات الخليجية.
تنطلق دورة المهرجان الخامسة بتنظيم مشترك بين جمعية الثقافة والفنون بالدمام مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء».
بدوره أكد عبد الله الراشد نائب مدير البرامج في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» أن المركز من أكبر منتجي الأفلام السينمائية السعودية حيث أنتج 18 فيلما خلال العامين الماضيين.
وشهد اليوم الأول استقبال السجادة الحمراء ثم حفل الافتتاح والذي يتضمن فيلم «المسافة صفر» من إخراج عبد العزيز الشلاحي وإنتاج «إثراء».
كما سيضم المهرجان سوق الإنتاج الذي يجمع صناع السينما السعوديين بالمنتجين، كذلك سيتم ربط الرواية السعودية بالسينما وستعقد ورشة تجمع روائيين مع صناع أفلام.
وكانت جمعية الثقافة والفنون في الدمام قد أعلنت قبل نحو أسبوع عن مشاركة 143 فيلما وسيناريو في المهرجان، تأهلت وفق معايير خاصة وقواعد للمشاركة في المهرجان.
وسيكرم المهرجان في دورته الخامسة شخصيتين خدمتا المجال السينمائي المحلي والخليجي وهما: الفنان السعودي الراحل لطفي زيني، والسينمائي الإماراتي مسعود أمر الله آل علي، وذلك انطلاقاً من تقليد درج عليه المهرجان في تكريم شخصيات رائدة في مجال السينما، احتفاء بها وتقديمها كنموذج يحتذى به لصنّاع الأفلام الشباب.
وتم اختيار 54 فيلما من أصل 154 فيلما تقدمت للمشاركة في المهرجان، حيث أجازت لجنة المشاهدة 40 منها لدخول المسابقة بينما تم اختيار 14 فيلما للمشاركة في العرض الموازي في المهرجان.
وضمت القائمة 22 فيلما تعرض للمرة الأولى، في حين بلغ مجموع مدة الأفلام المشاركة في المهرجان 21 ساعة عمل عليها 12 مخرجة و42 مخرجا، وتم تصنيف الأعمال السينمائية المشاركة إلى 31 فيلما روائياً، و9 أفلام وثائقية، و14 في قسم أفلام الطلبة. كما سجل المهرجان مشاركة 186 عملاً في مسابقة السيناريو غير المنفذ، ترشح منها 89 سيناريو للمشاركة في المهرجان، منها 17 سيناريو طويلا و72 سيناريو قصيرا، شارك بها 23 كاتبة و66 كاتبا.
وتتنافس المشاركات المرشحة في أربع مسابقات هي مسابقة الأفلام الروائية، مسابقة الأفلام الوثائقية، مسابقة أفلام الطلبة، ومسابقة السيناريو غير المنفذ للحصول على جائزة النخلة الذهبية.
وستشهد الدورة الحالية مناقشة عدة قضايا مثل: تمويل الأفلام وعلاقة السرد الأدبي بالأفلام وطرح تجارب محلية ودولية للأفلام العربية، والعروض السينمائية المخصصة للأطفال وطلاب المدارس، وإصدار 5 كتب جديدة، بالإضافة إلى العروض الموسيقية، وسوق الإنتاج.
وسيكون المهرجان منصة تجمع بين صناع الأفلام السعوديين وجهات تمويل الأفلام والإنتاج من المنظمات وشركات الإنتاج لخلق الفرص أمام صناع الأفلام لتنفيذ مشاريعهم أو الانضمام إلى مشاريع أخرى، إضافة إلى إثراء المواهب الجديدة بالمعرفة عن آليات العمل والعقود في القطاع الإعلامي والفني.
وستعقد على هامش المهرجان ورش تدريبية تتناول أهم المجالات التي يحتاجها صانع الفيلم، بالإضافة إلى ورش عمل لتطوير السيناريو للوصول إلى مرحلة الإنتاج، ودعم الأفلام الفائزة.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.