غاليري «رؤى32» يستهل العام الجديد بمعرض للحروف لفنانين أردنيين

عدنان يحيى وإبراهيم أبو طوق يقدمان 40 لوحة تحت عنوان «تسونامي الحرف»

غاليري «رؤى32» يستهل العام الجديد بمعرض للحروف لفنانين أردنيين
TT

غاليري «رؤى32» يستهل العام الجديد بمعرض للحروف لفنانين أردنيين

غاليري «رؤى32» يستهل العام الجديد بمعرض للحروف لفنانين أردنيين

يستهل مركز «رؤى32» للفنون نشاطه للعام الجديد 2014، بمعرض مميز للثنائي عدنان يحيى وإبراهيم أبو طوق تحت عنوان «تسونامي الحرف»، مساء يوم الاثنين، 5 يناير (كانون الثاني) 2014.
وكما يشير اسم المعرض فإن الفنانين يحيى وأبو طوق يخضعان لوحاتهما الحروفية إلى ما يشبه موجات المد العالي، التي تتحول أحيانا إلى عواصف وانفجارات تعصف بالحروف والخطوط وتحيلها إلى شظايا لونية.
يضم المعرض المشترك نحو أربعين لوحة خطية، منها 22 لوحة نفذها إبراهيم أبو طوق بالألوان المائية، بينما نفذ عدنان يحيى أعماله بالألوان الزيتية على الخشب، وعددها 15 عملا، بينما تقاسم الفنانان تنفيذ لوحتين بالألوان الأكرليك على قماش.
كما يضم المعرض ستة أعمال نحتية للفنان عدنان يحيى. ويستمر المعرض حتى الـ25 من يناير الحالي.
والجدير بالذكر أن عدنان يحيى هو من مواليد 1960، كان أحد مؤسسي «جماعة الفنانين الشباب» عام 1980، وهو أيضا عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين. عمل وما زال مدرسا للفنون في مدارس التربية الريادية الثانوية، وقد أقيمت لأعماله تسعة معارض فردية، إضافة إلى مشاركته في ثلاثين معرضا جماعيا، داخل الأردن وخارجه.
وكان قد تلقى عدة جوائز فنية، آخرها جائزة معرض الفن الإسلامي المعاصر، وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية 2013. ومن الجوائز التي حصل عليها الجائزة الأولى على مستوى الأردن في الفن التشكيلي بجامعة فيلادلفيا 2012، والجائزة الثانية على مستوى الشرق الأوسط، ومعرض طهران الدولي في مجال التصوير 2011، والجائزة الثالثة على مستوى الشرق الأوسط، ومعرض طهران الدولي في مجال النحت 2011.
أما إبراهيم أبو طوق فهو من مواليد عمان 1958، حاصل على درجة دبلوم هندسة معمارية عام 1977، لديه عشر سنوات خبرة كرئيس للدوائر الفنية في الكثير من الشركات المحلية، ومثلها في مجالي التصميم والطباعة، إضافة إلى خبرة خمس سنوات في صناعة الأثاث والتصميم الداخلي. حاصل على جوائز عدة، من بينها جائزة معرض دبي الدولي لعام 2009، وجائزة البردى، الإمارات العربية المتحدة لثلاث سنوات 2008 - 2009 - 2011، وجائزة ملتقى الشارقة الدولي 2010، وجائزة «أرامكو السعودية» عام 2010، وجائزة تلمسان الجزائر لعام 2011.
ولإبراهيم أبو طوق معرضان شخصيان أقيما في فندق «حياة عمان» 2003، والمركز الثقافي الفرنسي بعمان عام 2007، إضافة إلى مشاركته في 25 معرضا جماعيا داخل الأردن وخارجه.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».