صالح يستقبل جيفري في السليمانية

وسط تناقض المواقف بشأن وجود القوات الأميركية

TT

صالح يستقبل جيفري في السليمانية

في وقت تتضارب المواقف فيه بشأن طبيعة الوجود العسكري الأميركي في العراق، داخل الطبقة السياسية، جدد الرئيس العراقي برهم صالح حرص بلاده على توسيع آفاق التعاون المشترك مع الولايات المتحدة.
وحسب بيان رئاسي، فقد ثمّن صالح خلال استقباله في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، أمس، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمكافحة الإرهاب، جيمس جيفري، «دعم الولايات المتحدة للعراق في مختلف المجالات، لا سيما في الحرب على الإرهاب، ومساهمتها في إعمار المناطق المتضررة».
وأكد صالح خلال اللقاء «حرص العراق على توسيع آفاق التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة‌ في المجالات كافة، وأهمية التنسيق بين الجانبين بشأن المستجدات الأمنية والسياسية»، مشدداً على أن «العراق ينطلق في بناء علاقات مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق المصالح الوطنية العليا».
من جهته، جدد جيفري تصميم بلاده على «استمرار دعمها العراق ومساندتها له في تحقيق التقدم والنهوض في الميادين كافة، وأخذ دوره الريادي في المنطقة»، وأشاد بـ«الانتصار الذي تحقق ضد عصابات (داعش) الإرهابية».
إلى ذلك، كشف النائب عن «تحالف سائرون» بدر الزيادي، أمس، عن إكمال اللجنة المشكّلة من «سائرون» الذي يتزعمه مقتدى الصدر و«تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري، كتابة التقرير النهائي بشأن وجود القوات الأجنبية في العراق، مشيراً إلى أن التقرير سيقدم إلى رئاسة مجلس النواب في الجلسة المقبلة، وموضحاً أن «التقرير يتضمن عدم بقاء قوات برية داخل الأراضي العراقية». وأوضح الزيادي، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن «قضية التدريب والإسناد الجوي منوطة بالحكومة وهي التي تقرر مدى حاجتها».
من جهته، أكد الدكتور حسين علاوي، أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين، لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليست هناك قواعد عسكرية أميركية في العراق؛ بل مراكز ارتباط أمني بين القوات العراقية المشتركة من جميع صنوفها وكذلك القوات الأميركية الاستشارية عبر جهود التحالف الدولي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكذلك القوات الأميركية التي تقوم بالتدريب والاستشارة والتأهيل وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الطرفين»، مبينا أن «ذلك كان قد حقق نتائج مهمة للقوة الجوية العراقية والتحالف الدولي في ضرب أهداف عالية الدقة وعالية الثمن تمثل تنظيم (داعش)».
إلى ذلك، رد «ائتلاف النصر» بزعامة حيدر العبادي على التصريحات التي كان أدلى بها عضو في «كتلة الفتح» والتي اتهم فيها العبادي بأنه هو من أدخل الأميركيين إلى العراق. وقال القيادي في «النصر»، علي السنيد، لـ«الشرق الأوسط» إن «التصريحات التي يطلقها البعض هنا وهناك بشأن اتهام العبادي بأنه هو من أدخل الأميركيين إلى العراق تثير السخرية في الواقع، والهدف منها هو التسقيط والمزايدات». وأضاف السنيد أن «مثل هذه التصريحات تظهر كلما كانت للعبادي مواقف وطنية واضحة باتجاه تعزيز السيادة الوطنية والعمل على الحفاظ على مصلحة البلد وعدم الزج به في سياسة المحاور»، مبينا أن «الجميع يعرف أن العبادي هو من حارب (داعش) وانتصر، وهو من منع التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد وقد دفع ثمن ذلك، لكنه في واقع الأمر لا يبحث عن ثمن ولا يهمه التشبث بالسلطة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.