ليبيا: اشتباكات بين ميليشيات طرابلس... وترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج

انتشار لعناصر الميليشيات في طرابلس السبت
انتشار لعناصر الميليشيات في طرابلس السبت
TT

ليبيا: اشتباكات بين ميليشيات طرابلس... وترتيبات لاجتماع بين حفتر والسراج

انتشار لعناصر الميليشيات في طرابلس السبت
انتشار لعناصر الميليشيات في طرابلس السبت

قبل اجتماع محتمل وجديد بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، اندلعت مساء أول من أمس، اشتباكات مفاجئة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج في العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ترتيبات تتم حالياً لعقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل، بين حفتر والسراج استكمالاً للتفاهم الذي تم بينهما أخيراً خلال لقائهما الذي عقد في أبوظبي بالإمارات، واتفقا فيه على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام الحالي، موضحة أن هناك مساعي مصرية وإماراتية لضم المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي لحضور الاجتماع الذي لم يُقرر بعد ما إذا كان سيعقد في القاهرة أو أبوظبي.
وكشفت المصادر النقاب عن أن الاجتماع المرتقب بين حفتر والسراج سيناط به تحديد المرشح الجديد لرئاسة حكومة الوفاق الوطني وعلاقة الجيش الوطني بها، إضافة إلى كيفية تأمين الانتخابات المقبلة لاختيار الرئيس المقبل للبلاد.
وطبقاً لما أعلنه رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا غسان سلامة، فقد اتفق السراج وحفتر في ثاني لقاء من نوعه بينهما في العاصمة الإماراتية نهاية الشهر الماضي على «ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية» عبر إجراء انتخابات عامة في البلاد التي تعاني من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة السراج المعترف بها دولياً، وحكومة موازية يدعمها مجلس النواب والجيش الليبي في شرق البلاد، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
إلى ذلك، وفي أحدث مؤشر على انهيار الهدنة الهشة التي رعتها البعثة الأممية بين الأطراف التي تتنازع على مناطق النفوذ والسلطة في طرابلس، جرت مساء أول من أمس اشتباكات عنيفة وسط دوي انفجارات في محيط منطقتي السياحية وجنزور غرب العاصمة.
ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا خلال هذه الاشتباكات التي تعد الأحدث من نوعها هذا العام بالعاصمة طرابلس، فيما التزمت البعثة الأممية وحكومة السراج الصمت حيالها.
وطبقاً لما نقلته وسائل إعلام محلية أمس عن كمال الفاندي مدير مديرية أمن جنزور، فقد اندلعت الاشتباكات بسبب إطلاق للنار على أحد عناصر كتيبة فرسان جنزور من قبل مجموعة مسلحة تتمركز في محيط كوبري الغيران.
وقال قيادي في كتيبة ثوار طرابلس إن الوضع الأمني بغرب العاصمة عاد للهدوء بعد ليلة من الاشتباكات التي دارت بين كتيبة فرسان جنزور وجهاز الأمن العام بقيادة عماد الطرابلسي.
لكن جهاز الأمن العام والتمركزات الأمنية نفى أمس، مشاركة أي من أفراده في الاشتباكات التي وقعت بمنطقة السياحية (كوبري الغيران)، موضحاً في المقابل أنه كان طرفاً للتوصل إلى التهدئة عن طريق التواصل مع طرفي الاشتباك.
وروى الجهاز في بيان له سبب الاشتباكات، حيث قال إنه عند تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، قامت مجموعة من سيارات الدفع الرباعي تتبع لما يسمى «القوة الوطنية المتحركة» يفوق عددها 20 سيارة بالدخول إلى منطقة السياحية دون تنسيق مسبق مع الغرفة الأمنية المشتركة ببلدية حي الأندلس الكبرى واستفزت عناصر الدوريات المتمركزة بجزيرة دوران «الغيران»، لافتاً إلى أنه «مع كل هذا لم يتم التعامل معهم من قبل الدوريات والأفراد التابعين للجهاز»، مضيفاً: «أثناء مرور مجموعة السيارات استوقفتهم مجموعة أفراد تابعين لجهة أمنية أخرى، وتم تبادل إطلاق النار، ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بينهم».
وأكد الجهاز «عدم مسؤوليته عن مثل هذه الأعمال التي من شأنها ترويع المواطنين والإخلال بالأمن داخل المناطق المكلف بتأمينها».
وكانت الأمم المتحدة وحكومة السراج أعلنتا التوصل إلى هدنة جديدة لوقف إطلاق النار، عقب الاشتباكات الدامية التي شهدتها طرابلس نهاية أغسطس (آب) الماضي. وعلى مدى نحو 10 أيام، دارت معارك بين قوات تابعة لحكومة السراج وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة جنوب العاصمة، خلفت 78 قتيلاً و210 جرحى، بحسب إحصائية رسمية.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي أن قواته نفذت عملية خاصة لتحرير رهائن جنوب البلاد، أسفرت عن مقتل وأسر مسلحين وتحرير عدد من المختطفين. وقال العقيد ميلود الزوي المتحدث باسم القوات الخاصة التابعة للجيش، إن «عملية قتالية أسفرت عن مقتل 3 عناصر من المرتزقة وأسر اثنين آخرين وإطلاق سراح عدد من المخطوفين»، مشيراً إلى القضاء على عناصر إرهابية ومرتزقة أقدمت في وقت سابق على قتل شخص على الطريق الرابطة بين بلديتي الجفرة ووادي البوانيس أمام ابنه، وخطف 4 مواطنين آخرين من المارة وطلب فدية 100 ألف دينار للفرد الواحد لإطلاق سراحهم.
ولم يكشف الزوي عن جنسيات وهويات المسلحين الذين تم القضاء عليهم، لكنه أوضح في المقابل أن وحدة التمركزات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة وكتيبة خالد بن الوليد التابعة للجيش شاركت في هذه العملية القتالية وقامت بملاحقة الخاطفين.
من جانبها، دانت وزارة الداخلية بحكومة السراج مقتل عنصر أمني أول من أمس، في هجوم مسلح استهدف دورية تابعة لقسم شرطة النجدة بمديرية أمن مدينة سبها. وقالت الوزارة في بيان لها إن أحد المهاجمين يخضع حالياً للعلاج بمركز سبها الطبي، مشيرة إلى اعتقال عنصرين آخرين ممن وصفتها بالعصابة الإجرامية التي ارتكبت هذا العمل الجبان.
وتعهدت الوزارة بأن هذا العمل الإجرامي الجبان «لن ينال من عزيمتها وإصرارها على دحر الجريمة وملاحقة المجرمين العابثين بأرواح المواطنين وممتلكاتهم للعدالة».

وأعلنت منطقة سبها العسكرية بدء تنفيذ خطة لتأمين المدينة والتعامل بقوة وحزم مع الإجرام والمجرمين، وذلك عقب اجتماع عقده اللواء المبروك الغزوي رئيس الغرفة الأمنية المشتركة مع مدير أمن سبها وآمر الشرطة العسكرية.
وفرض الجيش الوطني الليبي سيطرته على معظم مدن الجنوب، ولم يتبقَ أمامه سوى مناطق وقرى صغيرة لينهي أعماله العسكرية رسمياً، بعدما أطلق قائده المشير خليفة حفتر عملية عسكرية منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، لـ«تطهير» جنوب البلاد «من الإرهاب والجريمة».



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.