على ضوء الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، الذي قتل 50 مصلياً وجرح نحو 50 آخرين، قال خبراء أميركيون في مجال الإرهاب، إن الدول الغربية لم تهتم بحماية مواطنيها من إرهاب «اليمين المتطرف»، وما سماه الخبراء «إرهاب اليمين المتطرف» و«إرهاب البيض المتطرفين»، يجب أن يحظى باهتمام الشرطة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية في الدول الغربية.
وقال هنري هاسمينغ، متخصص في الإرهاب بـ«جامعة جنوب كاليفورنيا»، إنه يضع الإرهابيين الغربيين في سلة واحدة مع «الداعشيين»، وسمى هؤلاء «الداعشيين البيض»، وقال إن المجموعتين تتشابهان في أهداف الكراهية والقتل.
وقالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، التي نشرت هذا الرأي، إن هذا الرأي يعبر عن «صحوة» وسط خبراء الإرهاب والمسؤولين عن الحرب ضد الإرهاب، الذين كانوا يركزون على إرهاب مسلمين، سواء في الدول الغربية أو في دول العالم الثالث.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الأحد، إن الأميركيين، بصورة خاصة، أهملوا الإرهاب الداخلي، عن جهل، أو عمد. وأضافت: «أمضت الولايات المتحدة، وأقرب حلفائها، ما يقرب من عقدين من الزمن في بناء نظام لتبادل المعلومات الاستخباراتية عن الجماعات الإرهابية الدولية. لكن لا يوجد ترتيب مماثل لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول المنظمات الإرهابية المحلية. ويشمل ذلك المتطرفين اليمينين، مثل المشتبه في قتل 50 من المصلين في مسجدين بكرايستشيرش، في نيوزيلندا». وأضافت الصحيفة: «تستمد المجموعات القومية (البيضاء) في مختلف البلدان إلهامها من بعضها البعض. وتتحد في قضية مشتركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وأشارت الصحيفة إلى أن مرتكب مذبحة مسجدي نيوزيلندا، برينتون تارانت، البالغ من العمر 28 عاماً، نشر في الإنترنت رأياً مليئاً بالغضب والكراهية. وأشار فيه إلى متطرفين يمينيين آخرين كمصدر إلهام له. من بينهم ديلان روف، الذي قتل تسعة من المصلين في كنيسة للسود في بشارلستون (ولاية ساوث كارولاينا) في عام 2015.
وقال بي دبليو سنغر، خبير في الإرهاب في مركز «نيو أميركا» (في واشنطن العاصمة)، «بمزيج من الإلهام العالمي والعمل المحلي، دخل التطرف اليميني مجال عمليات القتل داخل الولايات المتحدة. وذلك بدءاً من إطلاق النار الجماعي والتفجيرات، إلى اغتيالات الزعماء السياسيين». وأضاف: «توضح الأحداث المحزنة في نيوزيلندا لماذا يتعين علينا أن نتحلى بالشجاعة السياسية، ونتوقف عن تجاهل ما يمثل تهديداً إرهابياً حقيقياً أسفر عن مقتل المزيد من الأميركيين، أكثر من الأميركيين الذين قتلتهم (داعش)». وقال نيكولاس راسموسن، المدير السابق لـ«المركز الوطني لمكافحة الإرهاب»، «نتناقش عن صعود الجماعات الوطنية المتطرفة، وتأثير ذلك على السياسات المحلية. لكن الموضوع لا يظهر بشكل بارز عندما نتحدث عن تهديدات هذه الجماعات».
وأضاف: «نتحدث عن كيفية مقارنة عملية التطرف في أشكال مختلفة، وعن علاقات الجماعات المتطرفة مع بعضها البعض. لكننا لا نتناقش بما يكفي عن حالات محددة، أو عن تبادل المعلومات الاستخباراتية».
وقال: «من وجهة نظري الخاصة، يجب استكشاف التعاون بين الأفراد والجماعات المنخرطة في نشاطات التطرف الداخلي والإرهاب في كل بلد من بلداننا. ويجب استكشاف حجم هذا التعاون، لأنه صار واضحاً أن هناك توافقاً للآراء الآيديولوجية وجداول الأعمال».
خبراء أميركيون: على الغرب مواجهة «الارهاب الداخلي»
بعد الهجوم على مسجدي نيوزيلندا
خبراء أميركيون: على الغرب مواجهة «الارهاب الداخلي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة