السينما والمسرح يهيمنان على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

الفنون تتصدر البرامج... وندوات تبحث قضايا الموسيقى

TT

السينما والمسرح يهيمنان على فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

يواصل معرض الرياض الدولي للكتاب فعالياته الثقافية والفنية، في حين تغص أروقته بآلاف الزوار الذين يتوافدون من مختلف أرجاء المملكة.
وكانت الفعاليات الفنية في طليعة البرنامج ليوم أمس الأحد بينها عرض مسرحية «الجفاف» لفرقة الدمام المسرحية، وعرض فيلمي «بسطة»، وفيلم «لا أستطيع تقبيل وجهي»، وهو الفيلم الحاصل على جائزة مسابقة الأفلام القصيرة عن الأفلام الروائية، كما مساء أمس أمسية شعرية.
ويتواصل البرنامج الفني اليوم بعرض مسرحية «الجفاف» وفيلم «ثوب العرس» للمخرج محمد سلمان، من إنتاج فهمي فرحات ومحمد سلمان، ويشارك فيه كلٌّ من: الفنان السعودي عبد المحسن النمر، شيخة زويد، سالي زاك، وفاطمة البوعينين.
كما يعرض اليوم فيلم «300 كيلو» للمخرج محمد الهليل، من بطولة خالد الصقر وزارا البلوشي وإبراهيم الحجاج، سيناريو وإنتاج وإخراج محمد الهليل.
الفيلم يتحدث الفيلم عن رحلة في طريق سفر على مدى 300 كيلومتر يجمع بين رجل وامرأة ومعها طفل رضيع داخل سيارة صغيرة، ويناقش مفاهيم المجتمع المحافظ.
وكان جمهور معرض الرياض شاهدوا مساء أول من أمس فيلمين سينمائيين من الأفلام السعودية في المسرح الرئيسي، الفيلم الأول «القط»، ويتحدث عن مهارة المرأة في عسير في نقوش (القط) التي تزين البيوت في المنطقة الجنوبية، وتتميز بأدائها فتيات وسيدات المنطقة، وقد حصد الفيلم جائزة المركز الثالث في مهرجان ريغا الدولي للأفلام السياحية عن فئة السياحة الثقافية، كما تسلم مخرج الفيلم فيصل شديد العتيبي الجائزة في الحفل الختامي للدورة العاشرة للمهرجان الذي أقيم في عاصمة جمهورية لاتفيا مؤخراً، وشارك في المنافسة على جوائز المهرجان مع 200 فيلم من حول العالم، وأثار فضول الجمهور وضيوف المهرجان للسؤال عن المملكة وكذلك ثقافة الإنسان السعودي ومدى اهتمامه بالموروث الثقافي.
كذلك تم تقديم فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد»، ويستعرض قصة شخص مجهول عابر سبيل يركب في سيارة، ويبدأ في سرد تفاصيل حياته، والفيلم من بطولة إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري، ومن إخراج بدر الحمود.
يذكر أن فيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» حصد في مهرجان دبي السينمائي عام 2016 جائزة أفضل فيلم، كما حقق في مهرجان بيروت السينمائي جائزة لجنة التحكيم الخاصة 2017.
ويوم أول من أمس استضافت جلسات المجلس الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019. عدداً من المسرحيين، للحديث عن فن المسرح، والتطلعات المأمولة منه، بما يسهم في نقل مسيرة المسرح السعودي وتوثيقها.
وطرح المسرحي عبد العزيز السماعيل في ورقته عدة أسئلة، ناقشت قضايا المسرح السعودي ومسيرته ودوره في تحفيز الوعي الثقافي، كما أشار السماعيل إلى حاجة المسرح إلى تجارب شابة وإلى اهتمام الجهاز المسؤول عنه. وقدّم المسرحي فهد ردة في ورقته استعراضا تاريخيا موجزا عن بداية تأسيس المسرح السعودي منذ عهد الراحل أحمد السباعي، داعياً المهتمين والدارسين والمسرحيين إلى ضرورة توثيق التاريخ المسرحي السعودي.
من جهته، عول المسرحي علي الغوينم على المسرح كرافد اقتصادي، عاداً المسرح إحدى الوجهات السياحية التي يجب الاهتمام بها. وضمن الفعاليات الفنية للبرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، تم تقديم ندوة عن تاريخ الموسيقى السعودية، الجمعة الماضي تم فيها التعريف التاريخي بالفنون والموسيقى في المملكة والمراحل التي مرت بها واستثمارها من خلال الرؤية السعودية 2030.
وأشار الناقد الفني يحيى مفرح زريقان أن تاريخ الفن السعودي قديم منذ الأزل ولكنه في عام 1920 وبعد استقرار توحيد هذه البلاد اكتشفنا انطلاقة الفن السعودية من الحجاز.
وأضاف: في عام 1927 برز الفنان الشريف هاشم عبدلي والشريف محمد الشاهين، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أجيال ساهمت في النهضة الفنية السعودية ووضعت اللبنة الأساسية له.
وأكد الفنان حسن إسكندراني أن النصر بن الحارث كان أول عازف عود في تاريخ الفن السعودي من أبناء المدينة المنورة وبالتالي فإن الأغنية الحجازية أعطتنا الكثير والعديد من الألوان ولكون اللون المكي كان بارزاً منها والأغنية وتاريخها بشكل عام مع الملحنين، مبيناً دور المؤسسين للفن السعودي في الساحة الفنية أمثال طارق عبد الحكيم ومن في جيله آنذاك.
وأشار المتحدثان أن الأقاليم الخمسة في المملكة تمتاز بالفن وبالتالي فإن أصل السامري بدأ من القصيم وانطلق إلى حائل ووادي الدواسر وبيشة وسامري العارض وجنوب الرياض كما شمل حديثهم الألوان في الإقليمي الشمالي والشرقي والجنوبي والأغاني المختلفة باختلاف تنوع التضاريس ويمكن أن يستغل من خلال الرؤية السعودية الجديدة للعمل على توثيق الفن السعودي.
وأوضح يحيى زريقان إلى أن هناك إرثا كبيرا في الفن والموسيقى السعودية يمكن استثماره من خلال العودة إلى الإرث الموجود في التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية، مشيراً إلى أن الدعم قديماً كان ذاتياً ولم يكن مؤسساتي في التاريخ حيث إن هناك أشخاصا قاموا بأدوار عظيمة لتنمية هذا الجانب لا سيما دور الأمير عبد الله الفيصل، وطارق عبد الحكيم، لا سيما انطلاق هذا الاهتمام في الستينات ولذا فإننا نتطلع إلى التطوير المستقبلي الذي يعزز دور الفن السعودي بشكل أكبر من خلال إيجاد كليات متخصصة ومعاهد ومؤسسات تعليمية وبحثية.
من جانب آخر، يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب 2019. يومياً توقيع عدد من المؤلفين لإصداراتهم، ويوم أول من أمس بلغ عدد التوقيعات 27 مؤلفاً (16 مؤلفاً و11 مؤلفة)، تنوعت إصداراتهم ما بين الروايات والقصص والكتب. من بين الموقعين المؤلف القانوني الدكتور محمد بن علي القدادي الذي وقّع كتابه تحت عنوان «موسوعة إنسان»، وهي موسوعة تضم 6 أجزاء، تتحدث عن الأمير خالد الفيصل.
كما وقعت المؤلفة هدي الفردان كتابها (نسائم روحانية)، والكتاب هو باكورة إنتاجها. وشهدت منصة التوقيع تقديم المؤلفة نوف بنت عبد الله الحسين لروايتها (طنين) وهي الإصدار الثالث لها.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».