«متحف الموضة» في تشيلي... قصة حب عائلية حقيقية

يضم أضخم مجموعة من ملابس الأميرة ديانا في العالم

من بين المجموعات الرفيعة بمتحف الموضة هناك رسومات تخطيطية من تصميم «شانيل» وهناك فساتين للممثلة مارلين مونرو والممثلة إليزابيث تايلور (غيتي)
من بين المجموعات الرفيعة بمتحف الموضة هناك رسومات تخطيطية من تصميم «شانيل» وهناك فساتين للممثلة مارلين مونرو والممثلة إليزابيث تايلور (غيتي)
TT

«متحف الموضة» في تشيلي... قصة حب عائلية حقيقية

من بين المجموعات الرفيعة بمتحف الموضة هناك رسومات تخطيطية من تصميم «شانيل» وهناك فساتين للممثلة مارلين مونرو والممثلة إليزابيث تايلور (غيتي)
من بين المجموعات الرفيعة بمتحف الموضة هناك رسومات تخطيطية من تصميم «شانيل» وهناك فساتين للممثلة مارلين مونرو والممثلة إليزابيث تايلور (غيتي)

يعد «متحف الموضة» في تشيلي من أهم معالم الجذب السياحي في العاصمة سانتياغو، وهو لا يعتبر جهة مرجعية للموضة مع معروضات خاصة بمشاهير المصممين فحسب، وإنما هو رحلة عبر تاريخ الموضة، وانعكاس أكيد للمجتمع هناك. ويعرض المتحف تاريخ الموضة خلال القرون الثلاثة الماضية.
أقيم «متحف الموضة» في عام 1999 على أيدي خورخي يارور باسكونيان لمحةَ وفاء وعرفان بالجميل إزاء والديه. وهو ينحدر من أصول فلسطينية، ولقد هاجر أجداده إلى أميركا اللاتينية في عام 1914. ويقول المتحدث باسم المتحف: «ينبع المتحف من رؤية خورخي لإنشاء متحف خاص في المبنى الذي كان من قبل منزلاً لعائلته، وحيث يمكنه اختيار إرث والده من المنسوجات ورؤية والدته للموضة والأزياء». وكانت القطع الأولى المعروضة في المتحف مستمدة من خزانة ملابس والدته الخاصة.
ولم تكن هذه الصناعة جديدة على خورخي. فقد كانت عائلته من الرواد في قطاع النسيج في تشيلي منذ عام 1934. ويقع المتحف داخل منزل فسيح ورائع ومفعم بالذكريات. وهو متحف، كما نتوقع جميعاً، أنيق للغاية ومزرد بديكورات داخلية راقية، مع تصميم محلي حديث، فضلاً عن حديقة غناء فسيحة توفر المهرب المثالي من ضوضاء المدينة وصخبها.
يقول المتحدث باسم المتحف: «يضم المتحف 20 ألف قطعة في مجموعة المنسوجات، والفنون الزخرفية، والمحفوظات الوثائقية، والأرشيف الرياضي لكرة القدم والتنس، ما يسمح بمعرفة قصة الموضة من خلال تاريخ الملابس المعروضة».
ويمكن اعتبار هذا المتحف فريداً من نوعه في قارة أميركا اللاتينية، نظراً لتنوع المعروضات فيه، حيث جرى ترتيب تاريخ الموضة عبر الطوابق، اعتباراً من القرن الرابع عشر الميلادي بعرض قطع أصلية مطرزة يدوياً.
يبدأ بالصدرية الرجالية من عام 1660، ومجموعة كاملة التمثيل من الفساتين النسائية من القرن الثامن عشر (من الأزياء الفرنسية والإنجليزية والبولندية)، مع مجموعة كبيرة من الصدريات الرجالية من القرن نفسه، ومجموعة تمثيلية من ملابس الأباطرة والوثائق التي ترجع إلى القرن التاسع عشر. وهناك أيضاً مجموعة مهمة من ملابس النساء في الفترة بين عام 1850 وحتى 1870، فضلاً عن ملابس النساء من العصر الفرنسي الأنيق.
ومن بين المجموعات الرفيعة هناك رسومات تخطيطية من تصميم «شانيل»، وهناك فساتين للممثلة مارلين مونرو، والأميرة ديانا، والممثلة إليزابيث تايلور، وماريا كالاس، وفرانك سيناترا، وجون لينون، وميك جاغر، وجيمي هندريكس، ومايكل جاكسون، وكيرت كوبين، ومادونا، وإيمي واينهاوس، وغيرهم كثير.
ومن أبرز نجاحات المتحف كان المعرض المخصص للأميرة ديانا، وهي أيقونة الموضة والأزياء العالمية من دون شك. ويمكن هنا الاستمتاع بمشاهدة ثوبها الأسود الرائع الذي ارتدته في حفل أثناء زيارتها لواشنطن.
إن معرض الأميرة ديانا في المتحف يعد تكريماً لائقاً لهذه السيدة الفريدة، التي بسحرها وبساطتها وإنسانيتها أحيت التقاليد الملكية في بريطانيا وقربتها إلى الشعب الإنجليزي وإلى العالم بأسره. ولقد نجحت في الإعراب عن مشاعرها من خلال خزانة ملابسها، ما جعلها أيقونة الموضة العالمية التي تتحدد الاتجاهات وفق الفساتين المصممة خصيصاً لها مع الجينز والقمصان البيضاء.
وأضاف المتحدث الرسمي: «يملك المتحف أكبر مجموعة خاصة من فساتين الأميرة ديانا في العالم، ما يعكس أغلب فترات حياتها بين 19 و36 عاماً من عمرها. وتعكس هذه القطع مدى تطورها بشكل جيد، ومدى قربها إلى الناس، ورؤيتها للكيفية التي ينبغي لها أن تخدم بلادها بها، وأن تتحول إلى رمز من رموز بلادها حول العالم. ويسمح المعرض مراحل تطور حياتها كامرأة، منذ ذلك الظهور الأول تحت مراقبة الرأي العام في سن 19 عاماً، عندما كانت فتاة صغيرة، ثم المرور بمختلف المراحل حتى بلوغ مرحلة الأمومة، ثم المرأة العاملة، على وعي وإدراك منها بدورها الاجتماعي المميز، وكيف تمكنت من توجيه صورتها العامة صوب الخدمات الخيرية التي كانت تدعمها». يضم المتحف كذلك قطعاً حصرية وفريدة من نوعها لأسماء بيوت أزياء عالمية مثل «هيرميس» و«شانيل» و«جيفينشي» و«كريستيان ديور» و«إيف سان لوران» و«إيميليو بوشي» و«جيورجيو أرماني» و«جياني فيرساتشي» و«بيير بالمان».
مع ذلك، وفي الآونة الراهنة، هناك نقاش كبير في جميع أنحاء العالم بشأن الموضة، وهل لا تزال فناً من الفنون، أم صارت شكلاً من أشكال الاستهلاك التجاري الهادف لبيع المزيد ثم المزيد تحقيقاً للمكاسب المادية البحتة.
ويوضح المتحدث الرسمي ذلك الأمر بقوله: «الموضة هي فن من الفنون، لأنها تعكس جزءاً أساسياً من الوجود، وهي نوع من الاستهلاك في الوقت نفسه، خصوصاً في أيامنا التي توسع الإنتاج فيها بشكل كبير. ولكن قبل كل شيء، فإن الموضة تعد انعكاساً للمجتمع. وهي تعتبر صدى للواقع الجاري عبر الأزياء، وصوتاً لمن يستخدمها، وبالتالي فهي نمط من أنماط التعبير الاجتماعي والثقافي».
والموضة هي انعكاس للمجتمع بأي طريقة سهلة وذكية وبسيطة. ولا شك في أن هذا المتحف هو من الطرق الرائعة للتعلم بمختلف الوسائل. ويمكننا أن نرى من خلال الموضة والأزياء تعبيراً عن الوضع الراهن اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، حيث يقدم من يستخدم الموضة والأزياء «بياناً» عن ذلك، حتى وإن لم يكون يقصد فعل ذلك. وتعكس الملابس التغيرات داخل القصة المروية، وأنها أمر ثقافي بالمقام الأول. وكانت فرنسا قد فرضت الموضة والأزياء في العالم منذ الملك لويس الرابع عشر وحتى الآن، من خلال صناعة الملابس الهائلة هناك، كما أوضح المتحدث الرسمي باسم المتحف.
وسوف يتعاون «متحف الموضة» في تشيلي خلال العام الحالي مع «قصر كينسينغتون»، ومتحف «فيكتوريا آند ألبرت» في لندن، وكذلك مع متحف «متروبوليتان» في نيويورك.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».