إدانة برلماني إيراني بتهمة التحرش

القرار غير نهائي ويصدر بعد ثلاثة أشهر من وفاة امرأة تقدمت بدعوى ضده

النائب في البرلمان الإيراني سلمان خدادادي (خانه ملت)
النائب في البرلمان الإيراني سلمان خدادادي (خانه ملت)
TT

إدانة برلماني إيراني بتهمة التحرش

النائب في البرلمان الإيراني سلمان خدادادي (خانه ملت)
النائب في البرلمان الإيراني سلمان خدادادي (خانه ملت)

كشفت تقارير إعلامية عن إدانة برلماني إيراني بتهمة «التحرش الجنسي»، وقال رئيس الجهاز القضائي في طهران غلام حسين إسماعيلي إن «الرأي الصادر جديد وغير مؤكد».
جاء ذلك غداة تقرير بصحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة عن براءة النائب في البرلمان الإيراني من تهمة الاغتصاب، غير أنها أشارت إلى أنه أدين بـ99 جلدة والنفي والفصل من المناصب الحكومية لفترة عامين بتهمة «علاقة غير مشروعة».
ورغم تأكيده إدانة برلماني، رفض رئيس محكمة طهران الكشف عن هوية النائب المدان قبل إصدار القرار النهائي من المحكمة ولكن وكالة «فارس» الناطقة باسم «الحرس الثوري» قالت إن متابعتها تشير إلى إدانة النائب المتهم بالاغتصاب والتحرش.
ونفى متحدث باسم البرلمان الإيراني أن يكون القضاء أبلغ هيئة الإشراف على سلوك النواب بإصدار القرار.
وعثرت السلطات الإيرانية على جثة زهرا نويدبور في بداية يناير (كانون الثاني) الماضي بعدما رفعت دعوى قضائية ضد خدادادي تتهمه بالاغتصاب والتحرش.
وقبل الوفاة كانت نويدبور أعلنت عن تلقيها تهديدات بالقتل من قبل مقربين من النائب بمن فيهم مسؤول في الاستخبارات كما قدمت تسجيلات صوتية للنائب يهددها بالقتل.
واتهمت نويدبور جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات ومجلس صيانة الدستور الذي يبت بأهلية نواب البرلمان، بتجاهل قضيتها عقب تقديمها مستندات.
وقال القضاء الإيراني إنه يشتبه بانتحار نويدبور بمدينة ملكان في محافظة أذربيجان.
وبحسب نويدبور فإنها تعرضت للتحرش من البرلماني الإيراني في مكتبه بعدما طلب منها تقديم وثائق للحصول على وظيفة.
وواجه النائب قبل سنوات تهما مشابهة من امرأتين، إحداهما سكرتيرة مكتبه في البرلمان. وفي المقابل، ينفي النائب التهم الموجهة إليه ويوجه أصابع الاتهام إلى خصومه ومنافسيه.
وحصل خدادادي على عضوية البرلمان الإيراني في الدورة الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والعاشرة، وكان من النواب المقربين للرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وحصل على عضوية لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني.
وبعيدا عن البرلمان شغل منصب قائد «الحرس الثوري»، إضافة إلى منصب قائد جهاز الاستخبارات في محافظة أردبيل ونائب قائد الاستخبارات في محافظة أذربيجان.
وكان مستشارا لوزير الخارجية محمد جواد ظريف قبل فوزه بالانتخابات البرلمانية للدورة العاشرة بعدما رفض مجلس صيانة الدستور ترشحه للدخول إلى البرلمان في الدورة التاسعة.



ربع سكان إسرائيل ونحو 40 % من الأطفال يواجهون انعدام أمن غذائي

متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ربع سكان إسرائيل ونحو 40 % من الأطفال يواجهون انعدام أمن غذائي

متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)
متظاهرون يرفعون لافتات خلال احتجاجات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - أ.ف.ب)

في وقت جنت فيه البنوك والشركات الكبرى ومصانع الأسلحة في إسرائيل أرباحاً كبيرة، أشار تقرير اقتصادي جديد، الاثنين، إلى أن نحو ربع المواطنين يعيشون في حالة فقر وانعدام أمن غذائي، ونحو 34 في المائة منهم من الأطفال في البلاد (وهم 1.075.500) مليون طفل. ولدى الدخول في التفاصيل يتضح أن غالبية هؤلاء الفقراء هم من المواطنين الذين يعيشون في عائلات كثيرة الأولاد، من العرب (فلسطينيي 48) ومن اليهود المتدينين (الحريديم).

وقد وردت هذه المعطيات في تقرير نشرته منظمة «لاتت»، التي تتابع الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية للمواطنين بشكل مستقل عن التقارير الرسمية. وجاء فيها أن الوضع الاقتصادي للأسر التي تدعمها «لاتت» ومنظمات الإغاثة المماثلة، تراجَع لدى 65 في المائة. وأن نحو نصف الأهل الذين يحصلون على المساعدات اضطروا إلى التخلي عن بدائل حليب الأم أو استخدام كمية أقل من الكمية التي أوصي بها، وأن 80 في المائة من الأهل الذين يحصلون على المساعدات لم يكن لديهم المال لشراء ما يكفي من الطعام.

وأكد التقرير أن هذا الوضع ترك أثره حتى على القرارات المتعلقة بصحة المدعومين. وأفاد 86.4 في المائة منهم بأنهم اضطروا إلى التخلي عن المساعدة النفسية، فيما أكد 70.8 في المائة أنهم تخلوا عن شراء الأدوية أو العلاج الطبي اللازم.

وحسب التقرير، يعيش في إسرائيل 2.756.000 مليون شخص فقير، أي 28.7 في المائة من إجمالي السكان، بينهم 1.240.000 مليون طفل، يشكلون 39.6 في المائة من الأطفال. ويحذر التقرير من وجود أسر في الطبقة المتوسطة والمنخفضة خطراً ملموساً من التدهور إلى الفقر. وفي ظل اتساع الأزمة، أفادت 70.9 في المائة من الجمعيات التي تساعد على توفير المواد الغذائية بانخفاض التبرعات العام الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، وفقاً للتقرير، ارتفع الحد الأدنى لتكلفة المعيشة الشهرية للأسرة في إسرائيل في العام الماضي بنسبة 6.9 في المائة، بينما في عام 2023 كان الحد الأدنى لتكلفة المعيشة الشهرية لأسرة مكونة من بالغين وطفلين 12.735 شيقل (الدولار الأمريكي يعادل 3.6 شيقل). وفي عام 2024، وصل إلى 13.617 شيقل، وهذا يعني مبلغاً إضافياً قدره 10.500 شيقل لكل أسرة في السنة.

ومن المؤشرات التي تظهر في التقرير أن 84.8 في المائة من العائلات المدعومة تعاني «نقص الطاقة» وتواجه صعوبات في تدفئة المنزل في الشتاء، وتبريده في الصيف، أو أنه لا يمكنها فعل ذلك أبداً. وجرى قطع التيار الكهربائي عن 22.1 في المائة من العائلات المدعومة في السنة الأخيرة، بسبب عدم تسديد حساب الكهرباء.

وفيما يتعلق بالتعليم، أفاد التقرير بأن التحصيل الدراسي تراجع لدى 44.6 في المائة من الأطفال في العائلات المدعومة، بينما هذه النسبة هي 14.1 في المائة لدى إجمالي السكان. وتسرب 22.8 في المائة من الأطفال في هذه العائلات من المدارس، و18.9 في المائة اضطروا إلى الانتقال إلى مدارس داخلية بسبب الضائقة الاقتصادية.

المعروف أن هذه المعطيات لا تعكس بعد تأثير الحرب وتبعاتها على المجتمع الإسرائيلي. ويُتوقَّع أن تزداد الأوضاع الاقتصادية حدةً مع بدء تطبيق الإجراءات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة لتسديد تكاليف الحرب الباهظة، التي تقدَّر في الحسابات المتفائلة بأكثر من 200 مليار شيقل، حتى الآن، وهي تشمل زيادة ديون الدولة بنسبة 10 في المائة. ولكي تعوض الحكومة هذه الخسائر قررت إجراء تخفيضات كبيرة في خدمات الدولة وارتفاع كبير في الأسعار وزيادة الضرائب وتجميد الأجور والرواتب. وقد رفضت الحكومة إجراء أي تخفيض في ميزانيات الاستيطان، وأقرَّت زيادة كبيرة في ميزانيات الجيش.