دراسة أميركية تقارن بين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والقنّب في عقول الشباب

دراسة أميركية تقارن بين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والقنّب في عقول الشباب
TT

دراسة أميركية تقارن بين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والقنّب في عقول الشباب

دراسة أميركية تقارن بين تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والقنّب في عقول الشباب

على خلفية التحذيرات اليومية من تأثير وسائل التوصل الاجتماعي في الأطفال والمراهقين، اختارت طبيبة نفسية من جامعة كاليفورنيا (سان دييغو) أن تقوم بدراسة مختلفة في محاولة لاستكشاف إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر في عقول الشباب في مرحلة المراهقة بقدر التأثير نفسه للقنب (الحشيش)، وذلك حسب تقرير لوكالة «د ب أ».
وترى الطبيبة أنه من الممكن أن يؤدي التوصل إلى وجود علاقة بين الأمرين إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها المتخصصون في مجال الطب إلى استخدام هؤلاء الشباب تطبيقات مثل «إنستغرام» و«سناب تشات»، وغيرهما من منصات التواصل الاجتماعي.
وتقول الدكتورة كارا باجوت، المتخصصة في مجال الأمراض النفسية للأطفال، وأستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا (سان دييغو): «لا يعتبر الأطباء النفسيون الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، سلوك إدمان»، مضيفة: «إذا أظهر ذلك تغييرات مماثلة في تفعيل دائرة المكافأة في الدماغ، حينئذ يمكننا تطوير نموذج علاج».
وفحص باحثون آخرون كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في هؤلاء الشباب، بغض النظر عما إذا كان ذلك التأثير للأفضل أو للأسوأ. ولكن الدراسة التي قامت بها باجوت، هي الأولى التي تقارن بين وسائل التواصل الاجتماعي والقنب.
وتقول باجوت: «هناك بالفعل دراسات تظهر أن (تأثير) ألعاب الفيديو، وألعاب الكومبيوتر، ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستخدام المتزايد للتكنولوجيا مرتبط بنتائج ضعيفة على الصحة البدنية والعقلية وخوض المخاطر... يجب أن يكون لدينا مزيد من النقاشات حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول».
وفي الولايات المتحدة، من المستحيل فعلياً عمل فقاعة خالية من وسائل التواصل الاجتماعي حول الشباب في سن المراهقة. وفي استطلاع رأي أجراه «مركز بيو للأبحاث» في عام 2018، قال 95 في المائة من المشاركين إنهم يملكون هاتفاً ذكياً، وهو الجهاز الأكثر استخداماً في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. وقال 89 في المائة إنهم كانوا متصلين بالإنترنت «بشكل شبه دائم» أو «عدة مرات في اليوم».
وتشير الأدلة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يقدم بعض الفوائد، فرغم تعرض نحو 6 من بين كل 10 من الفتيان للتنمر عبر الإنترنت، يصر 8 من كل 10 على أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهم أكثر ارتباطاً بأصدقائهم.
ولاحظ الباحثون أنه في الوقت نفسه الذي ارتفع فيه حجم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين هؤلاء، فقد تأخر حصولهم على رخص قيادة. كما انخفضت معدلات تناول الكحوليات وتدخين السجائر، وتعاطي المخدرات غير المشروعة، دون السن القانونية.
ومع ذلك، تربط الدراسات أيضاً بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والاكتئاب والأرق والصور السلبية عن الجسم. وعلى الرغم من أن تأجيل بعض الأنشطة، مثل تعلم القيادة، قد يفيد المجتمع وسائقين آخرين، إلا أن باجوت تتساءل عما إذا كان ذلك يعد أمراً صحياً، أم لا.
وتقول: «يتفاعل الأطفال بشكل متزايد مع بعضهم عبر الإنترنت... ولكنهم يتفاعلون بشكل أقل مع الحياة الحقيقية».
وتعتبر الدراسة التي أجرتها باجوت جزءاً صغيراً من «مبادرة تنمية إدراك عقول البالغين» التي يصل المبلغ المرصود لها إلى 300 مليون دولار، وهي تعمل على تتبع نحو 12 ألف طفل على مدار 10 سنوات. وكانت الدراسة، وهي الأكبر على الإطلاق التي تتم على عقول شباب في سن المراهقة، أطلقت في عام 2015، بمشاركة خبراء من أكثر من 20 مؤسسة بحثية، تشمل جامعة كاليفورنيا (سان دييغو).
وسيتم تقسيم 60 من هؤلاء الشباب إلى 4 مجموعات بالتساوي؛ المستخدمون المفرطين للماريغوانا، ومستخدمو الماريغوانا بصورة قليلة، والمستخدمون المفرطون لوسائل التواصل الاجتماعي، ومستخدمو وسائل الاجتماعي بصورة قليلة، لن يسمح أن يكون أي منهم ثملاً أثناء خضوعه للفحص الدماغي.
وتقول باجوت: «نقوم بإجراء اختبار مخدرات لهم قبل دخولهم... نريدهم أن يخضعوا للفحص وهم في كامل الاتزان».


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)

لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في «عملية مراقبة واسعة النطاق» لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».