المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس يحتفي بإسبانيا في دورته الـ18

جانب من اللقاء الصحافي في مكناس
جانب من اللقاء الصحافي في مكناس
TT

المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس يحتفي بإسبانيا في دورته الـ18

جانب من اللقاء الصحافي في مكناس
جانب من اللقاء الصحافي في مكناس

انتقى المهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس 53 شريطاً من بين 300 شريط مرشح من مختلف أنحاء العالم لتعرض خلال دورته لهذه السنة، التي ستنظم ما بين 22 و27 مارس (آذار) الحالي.
واختار المهرجان هذه السنة أن يحتفي بالتجربة الإسبانية في مجال سينما التحريك من خلال حضور ثلاث شخصيات إسبانية بارزة في هذا المجال، وهي: ألبرتو فاسكيز، صاحب شريط «بسيكونوتاس»، وكارولينا لوبيز، مديرة المهرجان الدولي لسينما التحريك بكاتالونيا، إضافة إلى منتج ومخرج أفلام سينما التحريك الإسباني إميليو دي لاروزا.
وقال مردوشي دافيكو، رئيس مؤسسة عائشة التي تشرف على تنظيم المهرجان، خلال لقاء صحافي، مساء أول من أمس، في الدار البيضاء: «على مدى 16 سنة من الوجود اكتسب المهرجان سمعة جيدة على المستوى العالمي، ويمكن القول اليوم إنه أصبح من أبرز المواعيد في مجال سينما التحريك عالمياً، إضافة إلى كونه المهرجان الوحيد لسينما التحريك في العالم العربي وأفريقيا».
وأضاف مردوشي أن عدد الأفلام المرشحة، التي ناهزت 300 فيلم من 16 دولة، يُعتبر مؤشراً قوياً على الإشعاع الذي أصبح يتمتع به المهرجان.
وجرى انتقاء الأفلام المشاركة في هذه الدورة من طرف لجنة تحكيم ترأسها المخرج الهولندي مايكل دودوك دو وايت، الحاصل على كثير من الجوائز العالمية، بينها جائزة الأوسكار في عام 2001 عن «أب وابنته». وضمّت لجنة التحكيم سامية أقريو، الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية، ومارك دو بونتافيس، رئيس شركة مختصة في الرسوم المتحركة.
ومن بين شخصيات عالم سينما التحريك المرموقة التي ستحضر المهرجان، الرسام الأميركي بيتر سيف، الذي سيعرض نحو 40 لوحة من أعماله الفنية، إضافة إلى تنشيط دورة تدريبية لفائدة الشباب، ضمن الورشات التدريبية التي ستنَظّم على هامش المهرجان.
وأشار مردوشي إلى أن فعاليات المهرجان لن تقتصر على مدينة مكناس فحسب، بل سيطوف بعشر مدن مغربية خلال 20 يوماً حاملاً الفرجة والثقافة للجميع. وأشار إلى أن جمهور الدورة الماضية بلغ 21 ألف شخص في مكناس، ونحو 3 آلاف شخص خلال جولة المهرجان بالمدن المغربية الأخرى.
ويضيف ماردوشي أن المهرجان يحمل طموحات كبيرة لمدينة مكناس، وقال: «هناك عدة مدن عبر العالم جعلت من الثقافة رافعة للتنمية. وأشير على الخصوص إلى هوليوود التي جعلت من السينما قاطرة لاقتصادها، وأيضاً مدينة أنغوليم التي جعلت من سينما التحريك قطاعاً أساسياً في اقتصادها».
وفي هذا السياق، أعلن ماردوشي عن تخطيطه لإنشاء معهد لفنون سينما التحريك في مكناس، إضافة إلى بحثه عن مستثمرين لإنشاء استوديو للإنتاج السينمائي بالمدينة.
من جانبها، أعلنت ليليان دوسانتوس، مديرة المعهد الفرنسي بمكناس، الذي يشارك في تنظيم المهرجان، أن المعهد يضع منشآته بمكناس، البالغ عددها 12 منشأة، رهن إشارة المهرجان، مشيرةً إلى أن كل منشأة ستعرض 5 أفلام مشاركة في المهرجان. كما أشارت إلى دعم 3 مشروعات سينمائية شابة من المغرب والسنغال والكاميرون تم انتقاؤها خلال مسابقة، من طرف الإقامة الفرنكوفونية لكتابة أفلام التحريك. وأشارت إلى أن مهرجان سينما التحريك بمكناس سيواكب هذه المشاريع الثلاثة، ويدعمها إلى أن تكتمل.


مقالات ذات صلة

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق «إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا.

انتصار دردير (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».