«جي ستريت» تنظم رحلات للشباب اليهودي للتعرف على «الاحتلال وموبقاته»

TT

«جي ستريت» تنظم رحلات للشباب اليهودي للتعرف على «الاحتلال وموبقاته»

في مقابل الرحلات الكثيرة التي ينظمها اليمين الإسرائيلي والأميركي، وبموجبها يصل عشرات ألوف اليهود الأميركيين إلى إسرائيل لتعميق جذورهم، باشرت حركة «جي ستريت»، ترتيب رحلات شبيهة، لكنها تشمل جولة في الضفة الغربية في سبيل تعريفهم على الاحتلال وموبقاته، وضرورة انضمام اليهود الأميركيين إلى النضال ضده.
وحركة «جي ستريت» هي منظمة يسارية يهودية تعمل في مواجهة منظمات اليمين اليهودية في الولايات المتحدة، وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقاطعتها بسبب انتقاداتها سياسته. وقد بدأت حملتها بين صفوف الطلاب الجامعيين تدعوهم للتسجيل إلى رحلة في إسرائيل لمدة 10 أيام، يتعرفون خلالها على حقيقة إسرائيل وعلاقاتها الإقليمية بشكل متوازن «بلا ديماغوغيا ولا تضليل». وستقام الرحلة الأولى في شهر يوليو (تموز) المقبل وستضم 40 شخصاً، يزورون البلدات الإسرائيلية الكبرى وإحدى المستوطنات، وكذلك الخليل ورام الله. وسيتخللها لقاءات مع أنصار السلام الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال زاخري سبيتش، مدير المشروع في «جي ستريت»، إن منظمته قررت الانطلاق إلى هذه الرحلات لكي تتيح لليهود الأميركيين أن يتعرفوا على حياة الإسرائيليين بعمق وبصدق. عليهم فهم طبيعة الصراع وتفاصيله، من المصدر الأول، أكان فلسطينياً أو إسرائيلياً، يسارياً أو يمينياً. وقال: «من الضروري أن يتعرف اليهودي الأميركي على حقيقة حياة الفلسطينيين تحت سلطة الاحتلال العسكري». ورداً على سؤال قال: إن الحكومة الإسرائيلية لم تعطِ موافقتها بعد على دخول الوفد الضفة الغربية، لكن الحركة توجهت رسمياً بطلب الحصول على تصريح، مع العلم بأن الفلسطينيين أبدوا استعدادهم لضمان الأمن في هذه الرحلات.
المعروف أن هناك مشروعاً يدعى «تغليت» (اكتشاف)، ينظمه اليمين الإسرائيلي منذ سنة 1999 للشباب اليهودي الأميركي، وبواسطته تقوم عشرات ألوف الرحلات إلى إسرائيل. وتتم هذه الرحالات تحت شعار «حماية اليهودية ومكافحة الاختلاط»، لكنها في السنوات الأخيرة تحولت إلى رحلات ترويج للاستيطان وتجنيد للجيش الإسرائيلي. ويمولها رجل الأعمال الأميركي اليهودي اليميني المتطرف، شلدون أدلسون، وهو الذي يصدر صحيفة مجانية ويومية لخدمة بنيامين نتنياهو. وفي السنتين الأخيرتين تم إلغاء اللقاءات التي كانت تنظم مع مواطنين ومثقفين عرب من مواطني إسرائيل (فلسطينيي48).
واعترف سبيتش بأن فكرة تنظيم رحلات «جي ستريت» جاءت بسبب قرار «تغليت» قطع اللقاءات مع عرب. وأكد أن كل من يوافق على الرحلة يوقع على تعهد بأنه معني بالتعرف على الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بالتساوي، ويصل إلى البلدات الفلسطينية ويتعرف على مباذل الاحتلال.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.