سجل صحي إلكتروني لـ40 % من سكان السعودية مطلع العام المقبل

60 % من السعوديين يهملون الرياضة... و«الصحة» تطلق اليوم حملة «امش 30»

جانب من ندوة في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية
جانب من ندوة في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية
TT

سجل صحي إلكتروني لـ40 % من سكان السعودية مطلع العام المقبل

جانب من ندوة في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية
جانب من ندوة في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية

تسابق وزارة الصحة السعودية الزمن لإتمام مشروعها في الصحة الإلكترونية الذي يهدف إلى توفير سجل صحي موحد لأربعين في المائة من سكان السعودية مطلع عام 2020، وذلك حسبما كشف الدكتور خالد الشيباني، وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتحول.
وأفاد الشيباني بأن السجل الصحي الإلكتروني الموحد يشمل جميع البيانات المتعلقة بالصحة من الولادة إلى الوفاة، من خلال التركيز على الأنظمة ذات الأولوية.
وأضاف: «سيتضمن الحصول على سجل سريري واحد على الأقل، لكل مستهلك يتفاعل مع النظام الصحي بحلول عام 2020».
من ناحية ثانية، كشف الشيباني في ندوة في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، عن بعض الممارسات غير الصحية التي يعيشها بعض السعوديين، وتطرق لعدد من الإحصاءات بأن أكثر من 75 في المائة لا يجرون فحوصات منتظمة، و60 في المائة يعانون من زيادة في الوزن، و60 في المائة لديهم انخفاض في النشاط البدني، و18 في المائة هم من المدخنين.
وتناول وكيل وزارة الصحة، بإسهاب، التحدي الاقتصادي الذي يواجه الوزارة، والذي ينتج عن زيادة الأمراض المزمنة، وارتفاع تكلفة التقنيات الطبية وأسباب أخرى كثيرة، وأضاف: «لدينا أكثر من 5 ملايين حالة مرضية مزمنة، ونتوقع ارتفاعها إلى ثمانية ملايين حالة مرضية مزمنة بحلول 2030».
وأشار الشيباني إلى أنه بعد اكتمال التحول المؤسسي والمتوقَّع قبل نهاية العام المقبل، فإن ذلك يتضمن: فصل وظائف تقديم الخدمات عن وزارة الصحة والمديريات الصحية ونقلها لفروع الشركة القابضة، وأن تكون وزارة الصحة ومديريات الشؤون الصحية في المناطق بمثابة جهة تنظيم أساسية، وأن تتولى خمسة فروع للشركة القابضة إدارة التجمعات الصحية المبدئية والمنشآت الأخرى غير المجمعة.
وتعوّل الصحة على القطاع الخاص، حيث يوضح وكيل الوزارة للتخطيط: «سيلعب القطاع الخاص دوراً محورياً عبر تسع مبادرات في الموجة الأولى، و40 مبادرة مستقبلية»، وأوضح أن مشاركة القطاع الخاص تشمل التأهيل، والرعاية المنزلية، والرعاية الممتدة، والرعاية الأولية، والمستشفيات، والمدن الطبية، والمختبر، والأشعة، والصيدلية علماً بأن السجلّ الصحي الموحد هو سجل إلكتروني مدى الحياة لبيانات المستهلك المتعلقة بالصحة، التي يمكن مشاركتها مع مقدمي الرعاية الصحية والمستهلكين والمنظمين وأصحاب المصلحة الآخرين، والسجل الصحي الموحد هو أيضاً مبني على أساس قوي من معايير المعلومات والترميز المشتركة.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة تطلق، اليوم (الجمعة)، الحملة التوعوية الأولى للمشي في جميع مناطق ومحافظات السعودية، تحت شعار «امش 30»، التي يشارك فيها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة. وأوضحت الوزارة أن انطلاق الفعالية سيبدأ من داخل ميدان جامعة الأميرة نورة في الرياض بعد العصر، كما ستنطلق فعاليات متزامنة بالشراكة مع عدد من الجهات في المدن والمحافظات، وتستمر لمدة شهر.
وأفادت وزارة الصحة بأن الحملة تهدف لزيادة الوعي العام تجاه المشي لتعزيز الصحة العامة ونمط الحياة الصحي في المجتمع، والمحافظة على صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة، والمساعدة في نزول الوزن، وتقوية العظام والمفاصل.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».