إطلاق اسم ستافرو جبرا على أحد شوارع بيروت

محافظ بيروت زياد شبيب أثناء حفل تدشين شارع ستافرو جبرا في بيروت
محافظ بيروت زياد شبيب أثناء حفل تدشين شارع ستافرو جبرا في بيروت
TT

إطلاق اسم ستافرو جبرا على أحد شوارع بيروت

محافظ بيروت زياد شبيب أثناء حفل تدشين شارع ستافرو جبرا في بيروت
محافظ بيروت زياد شبيب أثناء حفل تدشين شارع ستافرو جبرا في بيروت

في الذكرى الثانية لغياب رسام الكاريكاتير اللبناني ستافرو جبرا، أُطلِق اسمه على شارع في بيروت يقع بموازاة ساحة ساسين في الأشرفية.
ويأتي هذا الحدث بمثابة تكريم لأحد رسامي الكاريكاتير الرواد في لبنان، لا سيما أن الرسام هو ابن بيروت، وقد عمل في وسائل الإعلام المرئية والمسموع في هذا المجال، التي كانت تعكس الظروف والأحداث الراهنة في لبنان والشرق الأوسط والعالم.
وبحضور محافظ بيروت زياد شبيب وعدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية ونقيب المحررين جوزف القصيفي، أُزيح الستار عن اللوحة التي تحمل اسم المكرّم. وأشار شبيب في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى أن ستافرو جبرا مبدع من مبدعي لبنان طبع بأعماله الكثيرة والمتنوعة والعميقة حقبة من تاريخه الحديث، وقال: «إن حب بيروت نقطة مشتركة بيننا وبين ستافرو جبرا. التقيته مرة ورأيت ما يتمتع به من شغف وحب واندفاع لمهنته. لقد أمضى حياته على هذا المنوال وأعطى بيروت سواء أكان في مجال التصوير الفوتوغرافي أو الرسم الكاريكاتيري كل الحب الذي تستحقه، والذي عبر عنه بالتمسك بها في أصعب الظروف». وأشار إلى أن «الصورة والرسم لدى ستافرو جبرا يختصران موضوعاً وفكرة، ويجسدان المستوى العالي من الأهمية الإبداعية، وهذا ما أوصله إلى العالمية».
وبموازاة هذا الحدث، يُنظم معرض لأعمال جبرا من مشواره الفني على مدى 50 سنة في «فيلا ليندا سرسق» في بيروت. ويتضمن رسوماً كاريكاتيرية لسياسيين وفنانين لبنانيين إضافة إلى صور فوتوغرافية لعمارات بيروت المدمرة بسبب الحرب، وكتب من تأليفه. كما ينطوي المعرض على صور التقطها من جولاته الصحافية أثناء تغطيته لمهرجانات عالمية.
ورأت ابنته باميلا جبرا أن هذا التكريم جاء ليخلد اسم ستافرو جبرا للأجيال المقبلة. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عندما قمنا بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لشكره إثر تقليده ستافرو (وسام الأرز) عند رحيله، طرحنا عليه فكرة تسمية شارع باسمه فوافق، وأُنجزت المعاملة بسرعة. وقررنا أن نقيم الحفل في هذا الوقت بالذات، لأنه يصادف مرور سنتين على رحيله».
وتحدثت جبرا عن المعرض الذي يُقام لأعماله في «فيلا ليندا سرسق»: «إنه يتضمن أعمالاً لم يسبق أن نشرها والدي، مثل صور فوتوغرافية التقطها، وبقيت سلبية (نيغاتيف) على الشريط المصور. وكذلك عرضنا طبعات من كتبه العشرين التي لم تعد موجودة اليوم في المكتبات. ونحن بصدد البحث عن مكان محدد لاستضافة أعمال ستافرو جبرا في معرض دائم، وعلى مدار أيام السنة. وقد لمح محافظ بيروت خلال تدشين الشارع إلى ذلك، ونتمنى تحقيق هذه الفكرة قريباً».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».