«الحلم بدايته رحلة» يفتتح مهرجان «المسرح العربي» في القاهرة

كرّم ماجد الكدواني وعمداء معهد الفنون المسرحية السّابقين

جانب من عرض مسرحية «الحلم بدايته رحلته» (المصدر: إدارة المهرجان)
جانب من عرض مسرحية «الحلم بدايته رحلته» (المصدر: إدارة المهرجان)
TT

«الحلم بدايته رحلة» يفتتح مهرجان «المسرح العربي» في القاهرة

جانب من عرض مسرحية «الحلم بدايته رحلته» (المصدر: إدارة المهرجان)
جانب من عرض مسرحية «الحلم بدايته رحلته» (المصدر: إدارة المهرجان)

افتتح العرض المسرحي المصري «الحلم بدايته رحلته»، فعاليات الدورة 36 لمهرجان المسرح العربي - زكي طليمات»، الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية في أكاديمية الفنون، ويستمر حتى 25 مارس (آذار) الجاري. ويحتفي العرض الذي ألفه وصممه وأخرجه محمد عبد الصبور، بنجوم فن «الزمن الجميل» المصريين، مثل إسماعيل ياسين، وشكوكو، وشويكار، وغيرهم.
وعقب العرض، صعد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون إلى خشبة المسرح برفقة الدكتورة غادة جبارة نائب رئيس الأكاديمية، ووزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، لتسليم التكريمات لعدد من عمداء المعهد على مدار السنوات الماضية، منهم الفنان سناء شافع، والمخرج جلال الشّرقاوي، والدكتور عبد المنعم مبارك، وعبد الناصر الجميل، وحسن عطية، ومصطفى سلطان، وأحمد سخسوخ، وجلال حافظ، وسمير أحمد، وفوزي فهمي، كما كُرّم عدد من خريجي دفعة 2002. وفي مقدمتهم الفنانة مروة عبد المنعم، والفنان أحمد صفوت.
وبينما تغيب الفنان أحمد حلمي عن تسلم تكريمه، حرص الفنان ماجد الكدواني، على الحضور ليتسلم التكريم وسط حالة من الاحتفاء الشديد، باعتباره أحد خريجي المعهد عام 1995، وخلال كلمته، أعرب الكدواني، عن «سعادته بالتكريم على خشبة مسرح المعهد التي شهدت ذكريات جميلة جمعته بزملائه، وكذلك برؤية أساتذته سناء شافع وجلال الشرقاوي»، مؤكداً أنّ «جميعهم أصحاب فضل عليه».
وشدّد الكدواني، على أنّ «الفن رسالة مقدّسة، يحملها الفنان لإسعاد الجمهور، وسيسأل عنها أمام الله، لأنّه يستطيع أن يتحكّم في مشاعر الناس سلباً وإيجاباً»، مؤكداً أنّه «مع مرور الوقت يعرف قيمة هذه المهنة، وقيمة الفنان ودوره الكبير في المجتمع».
من جانبه، قال الدكتور أشرف زكي، رئيس الأكاديمية، والمشرف على المهرجان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «المهرجان فرض نفسه على الساحة المسرحية منذ 36 سنة، وأطلق عليه (زكي طليمات)، احتفاءً بذكرى مؤسس معهد الفنون المسرحية زكي طليمات، ويكرم كل عام إحدى دفعات المعهد».
وعن سبب تسميته بمهرجان «المسرح العربي»، رغم أنّه لطلاب أكاديمية الفنون في مصر، قال زكي، إنّ «هذا المهرجان متخصّص في أعمال المسرح العربي، وكل ما يقدم على خشبته لا بد أن يكون مأخوذاً عن نصوص أدبية وليست عالمية، وهذا مبدأ رسّخه مؤسس المهرجان الدكتور فوزي فهمي، حفاظاً على الهوية العربية، وحتى لا ينسى الطّلاب، الكتاب المصريين والعرب الذين أبدعوا نصوصاً في غاية الأهمية».
وأوضح زكي أنّ فعاليات المهرجان، تشهد عرض 12 مسرحية، هي «الأدهم» إخراج منار شملول، و«الهالك» إخراج محمود جاميكا، و«الشاطئ» إخراج ضياء زكريا، و«أغنية على الممر»، إخراج بدر أحمدي، و«السردار» إخراج إسماعيل إبراهيم، و«حلاوة شمسنا» إخراج نور صالح، و«جبر الخواطر» إخراج محمد الخلزة، و«وليمة عيد» إخراج محمد عادل، و«خسوف» إخراج عبد الرحمن السبكي، و«الجميلة والوحش» إخراج مصطفى حسني، و«يوم من زمانهم» إخراج منير يوسف، و«طوق» إخراج محمد علي.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».