اتسعت دائرة استخدامات الأسلحة النارية الثّقيلة والمتوسطة في ليبيا بشكل ملحوظ، فبجانب أنّه يُحتكم إليها في المعارك والنزاعات خلال الثمانية أعوام الماضية، أصبح البعض يستخدمها في عديد من المناسبات الاجتماعية، حتى اختلط دوي أصواتها في سكون الليل، بين ما هو «عدائي» وما يعبر منها عن السعادة، وغالباً ما تكون النتيجة مزيداً من الجرحى، وكثيراً من التوتر والفزع.
واحدة من هذه الأحداث شهدتها منطقة السلماني في بنغازي (شرق ليبيا) مساء أول من أمس، عندما أطلق أحد المحتفلين طلقة «آر بي جي» بشكل عشوائي فأصاب 5 مواطنين.
وروى المواطن محمد بوشقمة، من سكان المدينة على حسابه عبر «تويتر» أنّه أثناء مرور موكب أفراح أطلق أحد الأفراد مقذوف (آر. بي. جي) في الهواء فسقط على شارع البث في منطقة السلماني مما أدّى إلى إصابة 5 مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة».
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصادر أمنية، أمس، أنّ قذيفتين سقطتا على بعض المواطنين في شارع البث أثناء مرور الموكب، وأن «التحقيقات لا تزال جارية بشأن الواقعة المؤسفة»، مشيرة إلى أنّ مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث في بنغازي، استقبلت ستة جرحى أصيبوا في الحادث.
وليست هذه المرة الوحيدة التي يُطلق فيها قذائف في مناسبات اجتماعية، بل سبقتها عدة مرات استخدم فيها المحتفلون أسلحة متوسطة من نوعية مدافع (14.5)، كما لم يقتصر الأمر على مدينة دون سواها، في ظل انتشار واسع للأسلحة في يد المواطنين.
ونقل سليمان الرزيقي من سكان مدينة سبها جنوب البلاد، أنّ منطقتهم تشهد مثل هذه الظاهرة في مناسبات اجتماعية عدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نعم هناك من يستخدم الأسلحة الثقيلة في الأفراح... أولادنا يفزعون عند سماع دوي قاذفات الـ(آر. بي. جي) ومدافع (14.5)».
وأرجع الرزيقي، وهو محامٍ، تفشي هذه الظّاهرة إلى انتشار مثل هذه الأسلحة في ليبيا، وخاصة في حوزة المواطنين، «مما يخلّف كوارث أحياناً، وينشر مزيداً من الخوف».
وفي أكثر من فاعلية، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة، إنّ «ليبيا بها أكثر من 15 مليون قطعة سلاح».
قاذفات «آر بي جي» ابتهاجاً في الأفراح الليبية
قاذفات «آر بي جي» ابتهاجاً في الأفراح الليبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة