محكمة بلجيكية تدين فرنسياً بقتل 4 أشخاص في اعتداءات بروكسل 2014

توقع عقوبة السجن المؤبد في ملف الهجوم على المتحف اليهودي

TT

محكمة بلجيكية تدين فرنسياً بقتل 4 أشخاص في اعتداءات بروكسل 2014

زادت فرص صدور أحكام بالسجن المؤبد ضدّ المتورطين في ملف الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل، وذلك بعد أعلنت رئيسة محكمة الجنايات أن الفرنسي مهدي نموش مذنب في عملية قتل أربعة أشخاص في هجوم «إرهابي»، في 24 مايو (أيار) 2014، على المتحف اليهودي في بروكسل.
كما اعتبرت المحكمة ناصر بن درار (30 عاماً)، وهو صاحب سوابق من مرسيليا متهم بتزويد نموش بالسلاح، «شريكاً» في هذا الهجوم. ونفى الرجلان هذه التهم، وهما عرضة لعقوبة السجن المؤبد، بحسب توقعات وسائل الإعلام المختلفة.
وسيتم إعلان الحكم في وقت لاحق، وذلك بعد محاكمة استمرّت شهرين، فيما يُعتبر أول هجوم نفّذه متشدد يحمل جنسية أوروبية بعد العودة من سوريا.
وجرت أمس مداولات جديدة حول تحديد العقوبة، التي يُتوقع أن تصدر الاثنين حين سيقدّم كل من الادعاء العام والدفاع وثائق جديدة، وستعقد المحكمة بعدها جلسة مداولات جديدة.
وتلت رئيسة المحكمة لورانس ماسار القرار، الذي أشار إلى عدم وجود أدلة كافية وذات مصداقية تدعم فرضية وجود مكيدة، وبالتالي وجب استبعاد هذه الفرضية.
وقال أحد المحامين العامين في 26 فبراير (شباط): «إننا مقتنعان كل القناعة بأن المتهمين ارتكبا فعلاً هذا الهجوم». وفي حيثياتهم ذكر المحلفون الـ12 والقضاة الثلاثة أن نموش عند توقيفه في 30 مايو 2014 كان يحمل الأسلحة المستخدمة في الهجوم.
و«سترة النايلون» التي عثر عليها مع أغراضه الشخصية تطابق تلك التي كان يرتديها مطلق النار «وكانت تحمل آثار حمض ريبي نووي مهدي نموش» وكذلك «آثار بارود»، كما قالت رئيسة المحكمة لدى تلاوة القرار. ولدى صدور الحكم لم تبدُ على نموش أي علامات تأثر. وإلى جانبه وقف بن درار ينظر إلى الأرض لدقائق طويلة. وكان الادعاء جمع «23 دليلاً» ضد نموش الذي كان شكله مطابقاً للشخص الذي ظهر على كاميرات المراقبة في المتحف خلال الهجوم.
ويعتبر محامو الدفاع عن نموش أن الهجوم ليس اعتداء من قبل تنظيم «داعش» الذي قاتل موكّلهم في صفوفه بين يناير (كانون الثاني) 2013 وفبراير 2014. ويقولون إن الهجوم هو «اغتيال استهدف عناصر في الموساد» (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي)، عمل عناصر من الاستخبارات اللبنانية أو الإيرانية على توريط موكلّهم فيه من دون علمه.
وجاء ذلك بعد أن خلصت هيئة المحلفين في محكمة بروكسل مساء أول من أمس (الخميس) إلى قرار يعتبر المتهم الرئيسي مهدي نموش مذنباً في جريمة قتل ذات صبغة إرهابية راح ضحيتها أربعة أشخاص، كما اعتبرته مذنباً في حيازة سلاح بشكل غير شرعي، وأما المتهم الثاني ناصر بندرار فقد اعتبرته مذنبا كشريك في الجريمة، وبالتالي أصدرت المحكمة موقفها بناء على رأي المحلفين، وما استمعت إليه ورأته من شهادات الشهود والأدلة طوال جلسات الاستماع سواء من الادعاء العام أو الدفاع.
وضمّت هيئة المحلفين 12 شخصاً ويوجد العدد ذاته في قائمة احتياطية، وجرت الاستعانة بعدد من الاحتياطيين بعد تعذُّر مشاركة أعضاء في القائمة الرئيسية لأسباب مختلفة خلال فترة جلسات المحاكمة التي انطلقت في العاشر من يناير الماضي.
وكانت المحكمة قد استمعت، الأسبوع الماضي، ومطلع الأسبوع الحالي، إلى تعقيب أخير من الادعاء العام والدفاع عن المتهمين والدفاع عن المطالبين بالحق المدني وأيضاً المتهمين. واستغل المتهم الرئيسي في ملف الهجوم على المتحف اليهودي مهدي نموش الفرصة الأخيرة التي أعطتها له المحكمة، للتحدث قبل صدور الأحكام، وتحدث نموش أمام المحكمة بكلمات قالت وسائل الإعلام في بروكسل إنها طرحت كثيراً من التساؤلات بدلاً من أن تقدم إجابات مطلوبة للمحكمة.
وقال نموش: «لقد كنت مخدوعاً، وقد شرح لكم المحامي أسباب عدم التحدث والتزامي بالصمت طوال الفترة الماضية، ولم يكن صمتي عدم احترام للمحكمة إطلاقاً، ولو كان الأمر بإرادتي لكنت فعلتُ أشياء مغايرة، وشكراً لكم على الاستماع إلينا على مدى شهرين». وكان الدفاع عن نموش قد أشار في وقت سابق إلى وجود علاقة بين الهجوم والمخابرات الإيرانية واللبنانية و«حزب الله» وتصفية حسابات مع الموساد الإسرائيلي.
كذلك تحدث نصر بندرار المتهم الثاني، الذي يواجه اتهامات تتعلق بتوفير السلاح لمرتكب الحادث. وقال بندرار من جديد إنه بريء، وإن «المحاكمة بالنسبة لي تمثل كابوساً، ولا أعلم ماذا أفعل هنا، أنا فعلا بريء». وأضاف أمام المحكمة: «لقد طلب مني شخص سلاحاً ولم أعطِه، لقد فعلتُ أشياء غبية كثيرة من قبل، ولكن في هذه القضية ليس لي علاقة، وأنا لم أفعل شيئاً، ومع ذلك أشعر بالخوف لأن المحكمة ستحدد مصيري».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.