شهادات بالصوت والصورة عن حياة المهجرين الفلسطينيين، في معرض استثنائي يقام لأول مرة في مصر، هي ما يمكنك التعرف عليه عند زيارة معرض «قول يا طير» بـ«قصر الأمير طاز» في القاهرة.
المعرض تنظمه مؤسسة «الرواة للدراسات والأبحاث» ليستعيد فلسطين قبل عام 1948، ويستمر حتى 12 مارس (آذار) الحالي. أدوات طعام وحلي وملابس أطفال ونساء وفساتين زفاف، بل ومخدع كامل، هي مقتنيات هذا المعرض الذي أقيم على هامش أمسية «فلسطين في الذاكرة» نظّمتها لجنة العمارة في المجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، برعاية وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم، وبالتعاون مع السفارة الفلسطينية في القاهرة، وكورال «اتحاد المرأة الفلسطينية» في القاهرة.
«الشرق الأوسط» التقت الكاتبة الفلسطينية د. فيحاء عبد الهادي، المؤسسة والمديرة العامة لمؤسسة «الرواة للدراسات والأبحاث»، التي أشارت إلى أهمية توثيق التاريخ الشفهي، قائلة إنّ «هدفنا الرئيس عرض تفاصيل تجربة التهجير مستهدفين الشباب الذين لم يعايشوا هذه الفترة أو يعرفوها حتى تبقى حية في الذاكرة»، وأضافت: «تعمل معنا 17 باحثة ميدانية في فلسطين والشتات أُشرف عليهن بحثياً، ووثقت المؤسسة 115 شهادة شفوية لمُهجرين من فلسطين عام 1948 حتى عام 2017 الذي تم خلاله توثيق 72 من الروايات عن فلسطين بالصوت والصورة، وهي تحتوي ثروة من المعلومات عن الحياة اليومية في فلسطين قبل الاحتلال». وتلفت: «نعثر على الرواة من خلال المعارف والأصدقاء والمخيمات والقرى عبر عينات عشوائية، ونحرص كمؤسسة على توثيق كلَّ ما يقع لدينا من روايات وحكايات وثائقياً، وأنتجنا بالفعل فيلماً وثائقياً يمثل وثيقة للتاريخ الفلسطيني».
يضمّ المعرض وثائق حكومية فلسطينية وأوراقاً ثبوتية وأوراق هوية لفلسطينيين من مختلف أنحاء فلسطين، والقدس تحديداً. روايات من الضّفة الغربية وغزة ومن فلسطيني 48 وآخرين من الشتات في الأردن ولبنان ومصر وتشيلي.
مفاتيح منازل وأقفال بيوت وأغطية وأدوات نحاسية ومعدات ومجوهرات عروس وملابس أطفال، مقتنياتٌ حملها المهجرون واحتفظوا بها ليروا بها لأبنائهم وأحفادهم حكاية وطن.
«ما زلنا نحمل الأمل في العودة لحيفا ويافا وعكا»، جُملٌ على لسان المهجرين، كتبت تحت صورهم؛ تلك الصور التي لن تجد فيها فلسطين تحت القصف أو صور الأسرى أو الانتفاضة، بل سترى فيها فلسطين بدايات القرن العشرين التي بها فرق كشافة وكرة قدم وعائلات أرستقراطية؛ ألبومات عائلية لم تعرف الشقاء بالبعد عن الوطن بعد. وضم المعرض أيضاً خرائط ولوحات بيانية عن رحلة التهجير الفلسطينية.
من جانبها قالت د. شيماء عاشور، عضو لجنة العمارة في المجلس الأعلى للثّقافة، لـ«الشرق الأوسط»، «لأول مرة يقام معرض بهذا الحجم في مصر، وهو السادس من نوعه في العالم العربي». وأضافت: «نعمل على الفكرة منذ أكثر من عام بهدف الاحتفاء بفلسطين وتراثها ومعمارها، وأيضاً تطور الأمر للحديث عن جوانب أخرى تراثية وفنية وموسيقية». وأكدت أنّ «المعرض ممول من مبيعات الحلي التراثية المستنسخة من الحلي التقليدية الفلسطينية، بهدف سرد التاريخ غير الملموس لفلسطين لتبقى حية في ذاكرة الأجيال الجديدة».
وتضمّنت الأمسية، محاضرة من عالية سامح عكاشة تناولت فيها «محو ذاكرة المعمار»، حول التدمير المتعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتراث فلسطين من الحجر والبشر.
بينما أعلن المعماري المصري حمدي سطوحي عبر محاضرته «استحضار ذاكرة المعمار... التراث المعماري والآثار»، عن تدشين أكبر وأهم مسابقة لإحياء التراث المعماري الفلسطيني بالتعاون مع «الاتحاد الدُّولي للمعماريين»، بهدف عمل حراك معرفي حول القدس وتاريخها، وإثارة زخم حول أهمية المدينة تاريخياً وعمرانياً، وهي تحمل عنوان «إعادة إحياء القدس بعد جلاء الاحتلال»، لتكون ومضة تنبه العالم لتصحيح مساره. وتقدم خمس جوائز للمعماريين، وستُعرض هذه المشروعات في اجتماع «اتحاد المعماريين الدُّوليين» في البرازيل 2020.
مقتنيات تراثية تعكس حياة الفلسطينيين في معرض بالقاهرة
«قول يا طير» يوثق روايات ما قبل 1948
مقتنيات تراثية تعكس حياة الفلسطينيين في معرض بالقاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة