اليوم الدولي للمرأة: الفجوات بين الجنسين على حالها منذ 20 عاماً

أجر النساء أقل 20% من الرجال وتحقيق المساواة سيتطلب أكثر من قرنين

اليوم الدولي للمرأة: الفجوات بين الجنسين على حالها منذ 20 عاماً
TT

اليوم الدولي للمرأة: الفجوات بين الجنسين على حالها منذ 20 عاماً

اليوم الدولي للمرأة: الفجوات بين الجنسين على حالها منذ 20 عاماً

مع حلول اليوم الدولي للمرأة في 8 مارس (آذار) هذه السنة، أفاد تقرير لمنظمة العمل الدولية، بأن الفجوات بين الجنسين في ميدان العمل لم تشهد أي تحسن يُذكر منذ 20 عاماً، كاشفة عن أن 1.3 مليار امرأة كن يعملن في 2018 مقارنة بملياري رجل. بينما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، العالم الذي «تسوده ثقافة ذكورية»، داعياً إلى زحزحة كفتي الميزان نحو المساواة بين الجنسين.
وجاء في تقرير منظمة العمل الدولية بعنوان «قفزة نوعية من أجل المساواة الجندرية»: إن «النساء لا يزلن غير ممثلات بشكل كافٍ في القمة، وهو وضع لم يتغير إلا قليلاً في السنوات الثلاثين الماضية، على رغم أنهن من المرجح أن يكن أفضل تعليماً من نظرائهن الذكور». وأكد أن «التعليم ليس السبب الرئيسي لانخفاض معدلات عمالة وأجور النساء، لكن بالأحرى لا تحصل النساء على المكاسب ذاتها من التعليم مثل الرجال». واستنتج أن «أجر المرأة يقل بنسبة 20 في المائة عن أجر الرجل، كمتوسط عالمي»، رابطاً هذا التناقض «بعقوبة الأجر في الأمومة» التي تتناقض مع حقيقة أن الآباء يتمتعون «بعلاوة الأجور».
ووفقاً للتقرير، فإن ما يثير القلق أنه في الفترة بين عامي 2005 و2015، كانت هناك زيادة بنسبة 38 في المائة في عدد النساء العاملات اللواتي لم يكن لديهن أطفال صغار، بالمقارنة مع أولئك اللواتي كان لديهن أطفال، على رغم أن تقرير العام الماضي وجد أن 70 في المائة من النساء يفضلن العمل بدلاً من البقاء في المنزل، وهو أمر يتفق عليه الرجال. وقالت مديرة إدارة ظروف العمل والمساواة في منظمة العمل الدولية، مانويلا تومي: إن «هناك عدداً من العوامل التي تعوق المساواة في التوظيف، وما يلعب الدور الأكبر فيها هو تقديم الرعاية»، مضيفة: إنه «في السنوات العشرين الأخيرة، انخفض مقدار الوقت الذي تقضيه النساء في الرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي بشكل حاد، وزاد وقت الرجال بمعدل ثماني دقائق فقط في اليوم. وبهذه الوتيرة من التغيير، سيستغرق تحقيق المساواة أكثر من 200 عام».
وتفيد بيانات للبنك الدولي، بأن ستة اقتصادات فقط حول العالم تعطي النساء والرجال حقوقاً قانونية متساوية في المجالات التي تؤثر في عملهم. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هي عليه، سيتطلب سد هذه الفجوة الاقتصادية بين الجنسين 170 عاماً.
وعام 2018، كانت النساء «أكثر عرضة للعمل في مهن منخفضة المهارة، ومواجهة ظروف عمل أسوأ من الرجال. كما أن النساء أكثر عرضة للوظائف غير الرسمية التي تفتقر إلى الحماية الاجتماعية في أكثر من 90 في المائة من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و89 في المائة من دول جنوب آسيا، ونحو 75 في المائة من دول أميركا اللاتينية.
ومن حيث الحلول التي يمكن أن تساعد في إيجاد مستقبل عمل أفضل للنساء، دعا التقرير إلى «خيارات سياسية» تحويلية تعزز المساواة بين الجنسين. ويشمل ذلك إنشاء أو مراجعة القوانين لإقرار حقوق متساوية للجنسين في عالم العمل، وإلغاء الحظر بشأن دخول النساء في مهن معينة، أو العمل ليلاً أو في الخفاء. وطالب ببذل جهود لإيجاد «وقت للرعاية»، مشدداً على أن «هناك حاجة إلى مزيد من السيادة الزمنية لتمكين العاملات من ممارسة المزيد من الخيارات والتحكم في ساعات عملهن».
من جهته، قال غوتيريش: إن «المساواة بين الجنسين وإعمال حقوق المرأة عنصران أساسيان على طريق التقدم العالمي في مجالات السلم والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة». ورأى أنه لن تتسنى إعادة بناء الثقة في المؤسسات والتضامن العالمي، إلا من خلال التصدي للمظالم التاريخية وتعزيز الحقوق والكرامة للجميع. وتعهد تحقيق تكافؤ الجنسين في منظومة الأمم المتحدة برمتها، بعد تحقيق ذلك على مستوى القيادة العليا. واعتبر أن مشاركة المرأة تجعل اتفاقيات السلام أكثر استدامة، داعياً إلى مضاعفة الجهود من أجل حماية وتعزيز حقوق المرأة وكرامتها وتوليها زمام القيادة.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.