إنزال جوي سابع لقبائل حجور... والحكومة تحذر من «جرائم إنسانية»

عملية عسكرية لتحرير دمت وصد هجمات في الجوف وتعز

TT

إنزال جوي سابع لقبائل حجور... والحكومة تحذر من «جرائم إنسانية»

أطلقت قوات الجيش اليمني عملية عسكرية واسعة لتحرير مديرية دمت، شمال محافظة الضالع الجنوبية، في وقت سقط فيه عدد من الانقلابيين الحوثيين بين قتيل وجريح في جبهة الصلو، جنوب شرقي تعز، وشمال محافظة الجوف.
في غضون ذلك، استمر رجال قبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة في تصديهم لزحف الميليشيات الحوثية من جهة الشرق في منطقة العبيسة، في ظل قصف عنيف للميليشيات على القرى السكنية في المنطقة، وصولاً إلى مركز مديرية كشر. وفيما أكدت مصادر قبلية وعسكرية سقوط قيادي حوثي بارز في معارك الأمس مع القبائل، نفذ التحالف الداعم للشرعية إنزالاً جوياً هو السابع لمساعدة قبائل حجور على مواجهة الزحف الحوثي على مناطقهم.
في السياق نفسه، حذّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني من «جرائم إبادة جماعية وفظائع مروعة ترتكبها ميليشيات الحوثي الانقلابية بحق المواطنين في قرى مديرية كشر حيث قبائل حجور».
وقال في تصريح رسمي: «إن العالم سيفيق من غفلته على مأساة إنسانية كارثية هي الأكبر في اليمن، تذكرنا بجرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم (داعش الإرهابي)»، وذلك حسب ما نقلته عنه وكالة «سبأ» الحكومية.
وأوضح الإرياني أن ميليشيات الحوثي كثفت من هجماتها على قرى المديرية وقصفت بالصواريخ الباليستية وبالدبابات والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة بشكل هستيري وعشوائي منازل ومزارع المواطنين والمدارس والمساجد في قرى العبيسة، وأن المعلومات الميدانية تؤكد سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح جراء هذا القصف البربري.
وأشار إلى أن هذه الجرائم تأتي في ظل حصار خانق تفرضه الميليشيات على المديرية، وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء، وغياب لكل مقومات الحياة، وموجة نزوح وتهجير داخلي هي الكبرى في تاريخ اليمن لعشرات آلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ولجأوا للجبال البعيدة عن مناطق القصف. واستغرب الإرياني صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الخاص لليمن من هذه المذبحة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في قرى حجور من قصف عشوائي وقتل للنساء والأطفال بدم بارد.
وقال: «إن ميليشيات الحوثي تقتل المواطنين العزل من دون رحمة، وتتعمد تفخيخ البنية السياسية والاجتماعية، وخلق صراعات، سيدفع ثمنها اليمنيون لعقود قادمة، من ثارات بين القبائل والأسر اليمنية».
وأشار الإرياني إلى أن صمت العالم ومنظمات حقوق الإنسان على هذه المجازر الإرهابية، التي ترتكبها الميليشيات منذ شهرين في حجور، أمر صادم ومروع ووصمة عار في جبين العالم، الذي يتغنى بحقوق الإنسان، ويعطي إشارة سلبية لميليشيات الحوثي الموالية لإيران باعتباره «ضوءاً أخضر» للتنكيل وقتل المدنيين في حجور وباقي مناطق سيطرته.
وفي حين أفادت مصادر قبلية بأن القيادي الحوثي المدعو نجيب حمود الغولي وآخرين معه قتلوا في المعارك مع قبائل حجور، نفت القبائل في بيان لها ما تروج له الميليشيات الحوثية من سقوط عدد من المناطق في حجور، في يد الجماعة، ووصفتها بأنها «انتصارات وهمية».
على صعيد ميداني آخر، أطلقت قوات الجيش الوطني، عملية عسكرية لتحرير مديرية دمت شمال الضالع من الانقلابيين؛ حيث تمكنت أمس من تحرير عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات، أبرزها «تباب الثعيل والمرحوبة، وعدد من المواقع في محيط ووسط قرية الحقب، ومواقع تطل على قرية خاب وكولة الزقري ومعرش».
وبحسب مصادر عسكرية يمنية، فإن العملية «ما زالت مستمرة حتى استكمال التحرير»، في وقت تشتد فيه المعارك حول جبل حصن الحقب المطل على مدينة دمت من الجهة الجنوبية، وسط تقدم قوات الجيش.
وتزامنت هذه التطورات مع سقوط قتلى وجرحى من الانقلابيين في محيط مديرية الصلو، جنوب شرقي تعز، بحسب ما أكده مصدر عسكري في محور تعز.
وفي محافظة الجوف، استمرت المعارك لليوم الثاني على التوالي، بين ميليشيات الانقلاب والجيش الوطني في جبهة الغيل (جنوباً)، عقب تصدي قوات الجيش لمحاولة تسلل عناصر انقلابية، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وبحسب الموقع الرسمي للجيش اليمني، فقد قتل عدد من عناصر الميليشيات الانقلابية، بينهم قيادي ميداني، الأربعاء، عقب تصدي قوات الجيش لمحاولة تسلل باتجاه جبال الربعة، الواقعة بين محافظتي الجوف وصعدة.
وأكد الموقع أن «المواجهات أسفرت عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات، بينهم المشرف الحوثي في الجبهة، المدعو عارف سالم مشير الغري، وهو من مديرية رازح بمحافظة صعدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.