منتجات الألبان... «تحت المجهر»

أكثر أنواع المجموعات الغذائية إثارة للجدل

منتجات الألبان... «تحت المجهر»
TT

منتجات الألبان... «تحت المجهر»

منتجات الألبان... «تحت المجهر»

هل منتجات الألبان صحية أم من الأفضل الحد منها أو حتى تجنب تناولها تماماً في النظام الغذائي؟ فيما يلي نظرة عامة على الإجابات العلمية للأسئلة ذات الصلة.

- أغذية «مثيرة للجدل»
تعد منتجات الألبان من أكثر المجموعات الغذائية الموجودة المثيرة للجدل. هل هي آمنة، أم تحفها المخاطر الصحية؟ يتوقف الأمر في حقيقته على احتياجاتك الشخصية من تلك المنتجات.
تقول الدكتورة فاسانتي مالك، العالمة المختصة في أبحاث التغذية بكلية تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد: «لا يمكننا اعتبار منتجات الألبان من ضروريات النظام الغذائي من أجل الصحة المثلى. ولكنها تعد، بالنسبة إلى الكثير من الناس، من أيسر السبل للحصول على الكالسيوم، وفيتامين (دي)، والبروتينات اللازمة للمحافظة على صحة القلب، والعضلات، والعظام، وربما مواصلة الحياة والعمل بصورة سليمة».

- دور منتجات الألبان
تعد منتجات الألبان، من شاكلة اللبن الحليب، والزبادي، والجبن، والجبن القريش «الأبيض» cottage cheese، هي من مصادر الكالسيوم الذي يساعد في المحافظة على كثافة العظام ويقلل من مخاطر التعرض للكسور.
ويحتاج الرجال من الشريحة العمرية بين 51 و70 عاما إلى 1000 مليغرام من الكالسيوم بصفة يومية، أما كبار السن ممن تزيد أعمارهم على 70 عاماً فإنهم في حاجة إلى 1200 مليغرام بصفة يومية. (يحتوي الكوب الواحد من الحليب على 250 مليغراما من الكالسيوم استناداً إلى نوع اللبن المقدم وما إذا كان كامل الدسم، أو قليل الدسم، أو منزوع الدسم).
ويحتاج كبار السن من الرجال أيضاً إلى البروتينات للوقاية مما يسمى «داء ضمور اللحم» sarcopenia - وهو الفقدان الطبيعي لكتلة العضلات وقوتها والمرتبط بالتقدم في السن - ومن شأن منتجات الألبان أن تكون من المصادر المناسبة لتوفيرها. وتبلغ الكمية الموصي بالنسبة لكبار السن هي 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم الكلي. بمعنى أن الرجل البالغ وزنه 180 رطلا (81.65 كيلوغرام) سوف يحتاج إلى 65 غراما من البروتين بصفة يومية كحد أدنى، في حين أن محتوى البروتين في الكوب الواحد من أي نوع من أنواع الحليب لا يتجاوز 8 غرامات تقريبا.

- فوائد وتحذيرات
ويطرح التساؤل: ما هو المقدار الزائد عن الحاجة؟ عندما يتعلق الأمر بالأثر الصحي لمنتجات الألبان، فإن العلوم الحالية معنية بالوضوح بقدر ما يتعلق الأمر بكوب الحليب. وتحذر بعض الدراسات البحثية من تناول الكثير من منتجات الألبان، في حين تظهر دراسات أخرى بعض الفوائد المرجوة من تناول منتجات الألبان على نحو منتظم.
على سبيل المثال، تناول تقرير طُرح أخيرا أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بعام 2018 البيانات الصحية لما يقرب من 25 ألف شخص، نصفهم من الرجال تقريباً، وخلص التقرير إلى أن استهلاك منتجات الألبان يرتبط بانخفاض مخاطر الوفاة من السكتة الدماغية وأمراض السرطان.
كما وصل الأمر لدرجة أن بعض العلماء قد أشاروا إلى أن تناول الأنواع الصحيحة من منتجات الألبان قد يحول دون الإصابة بأمراض القلب. وعلى سبيل المثال، خلصت دراسة شملت نحو ألفي رجل ونُشرت بتاريخ 29 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018 وظهرت على صفحات «بريتيش جورنال أوف نوتريشين» أو «المجلة البريطانية لعلوم التغذية» أن أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من منتجات الألبان المتخمرة قليلة الدسم، مثل الزبادي والجبن، كانت لديهم مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي أقل من الرجال الذين يتناولون كميات أقل من هذه المنتجات.
وتدعم هذه النتيجة الدراسات السابقة التي أثبتت أن منتجات الألبان المتخمرة هي ذات آثار صحية إيجابية بأكثر من غيرها من منتجات الألبان على تكوينات نسبة الدهون في الدم ومخاطر الإصابة بأمراض القلب.
واقترحت دراسة أخرى بعض الفوائد غير أنها كانت غير مكتملة. وتقول الدكتورة مالك: «رغم الجهود التي تبذلها صناعة الألبان في الولايات المتحدة وغيرها في الترويج لمنتجات الألبان على المستوى الاستهلاكي كإحدى الأدوات المثالية لإنقاص الوزن، فإن الأبحاث العلمية لم تؤيد من ذلك من شيء إلا مع تقييد المحتوى المتناول من السعرات الحرارية».

- خيار شخصي
تبدو خلاصة القول في أن منتجات الألبان ليست بطلة منتجات الغذاء كما أنها ليست قائدة أشرار الغذاء.
إن إضافة بعض منتجات الألبان إلى نظامك الغذائي اليومي - مثل كوب من الحليب يُصب على صحن من حبوب الإفطار، أو تناول قطعة من الجبن مع شطيرة - من شأنه أن يساعدك في الحصول على بعض العناصر الغذائية الحيوية التي تحتاج إليها.
وتقول الدكتورة مالك: «دائما ما نتذكر أن اتباع نظام غذائي متوازن العناصر الذي يحتوي على الكثير من الخضراوات الورقية، والمكسرات من شأنه أن يساعد المرء بصورة أفضل في الحصول على الكالسيوم والبروتينات التي يحتاج إليها بدلا من الاعتماد المفرط على منتجات الألبان من دون ضرورة لذلك».
وحتى الآن، لا تزال الدكتورة مالك تفضل التزام أغلب الناس بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم، لأن ذلك يساعد على تقليل المحتوى المتناول من الدهون المشبعة، لكنه لا يزال يوفر كميات جيدة من العناصر الغذائية. وعلى نحو بديل، يمكنك اختيار البدائل من حليب اللوز وحليب الصويا - ولكن تذكر دائما أن محتوى البروتين المتضمن فيها هو أدنى من الحليب العادي.
وتقترح الدكتورة فاسانتي مالك تناول الزبادي اليوناني (المتوسطي) على اعتباره مصدرا واحدا ومعتبرا من منتجات الألبان. وهي تقول عن ذلك: «يحتوي الزبادي اليوناني على البروتين بنسبة أكبر من الحليب العادي، كما يحتوي أيضاً على (بروبيوتكس أو المتممات البكتيرية) التي تساعد في المحافظة على صحة الأمعاء. وهو منتج متعدد الاستخدامات، إذ يمكنك تناوله بمفرده أو مضافا إلى أطباق أخرى مثل العصائر المثلجة».
ومع ذلك، حاول تجنب تناول الأنواع المنكهة من الزبادي اليوناني، إذ تُفضل الأنواع العادية عليها، لاحتواء الأولى على نسب مرتفعة من السكر المضاف.

- عدم تقبل اللاكتوز مقابل الأطعمة المختمرة
فقد نحو 25 في المائة من المواطنين الأميركيين بعض، أو جُل قدرتهم الطبيعية، على إنتاج اللاكتيز lactase، وهو الإنزيم الطبيعي الذي يمكن الأمعاء من تحطيم اللاكتوز lactose (سكر اللبن) في منتجات الألبان. وهم يعانون من آلام في المعدة والانتفاخ، والغازات، والإسهال في أغلب الأحيان بعد تناول كميات كافية من معظم منتجات الألبان.
وتقول الدكتورة فاسانتي مالك: «قد ترتفع حساسية بعض الأشخاص إلى بعض منتجات الألبان بأكثر من غيرهم، وليست لديهم مشكلة في تناول منتجات بعينها وبكميات منخفضة، مثل الزبادي وغيرها من الأغذية المختمرة، حيث إن عملية التخمير ذاتها تعمل على تقليل كمية اللاكتوز».

- رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.