السعودية ترفع كفاءة إعادة تأهيل أطفال الحرب في اليمن

د. عبد الله الربيعة في إطلاق ورشة العمل في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
د. عبد الله الربيعة في إطلاق ورشة العمل في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

السعودية ترفع كفاءة إعادة تأهيل أطفال الحرب في اليمن

د. عبد الله الربيعة في إطلاق ورشة العمل في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
د. عبد الله الربيعة في إطلاق ورشة العمل في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

تعمل السعودية على رفع كفاءة تأهيل الأطفال الذين جندتهم ميليشيات الحوثي في الصراع داخل اليمن، حيث أقام مركز الملك سلمان للإغاثة في الرياض، أمس الأربعاء، ورشة عمل بعنوان «تطوير مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن».
وحضر الورشة الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني. وقال الربيعة في بداية الورشة إن الهدف من الورشة هو رفع كفاءة المشروع للخروج بتوصيات محكمة تسهم في تحسين أداء البرنامج وتعظيم مخرجاته وفق التطلعات.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال وإشراكهم في العمل الحربي عمل غير إنساني وغير حقوقي، وإن الأمم المتحدة تجرم مثل هذا العمل من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران وتشيد بجهود السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان بإعادة تأهيل الأطفال المجندين، وأضاف أن الأمم المتحدة تريد أن يكون هذا النموذج دوليا لتستفيد منه أربع قارات، وأشار إلى أن السعودية مرجع في هذا المجال.
وأضاف الربيعة أن للمشروع في نسخته الأولى مخرجات مهمة تمثلت في إعادة تأهيل 400 طفل نفسيا واجتماعيا وتعليميا وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية، مبينا أنه صاحب ذلك توعية ودعم لأكثر من 9600 من أولياء الأمور، مشيرا الربيعة إلى أن المشروع حظي بإشادة من الأمم المتحدة لأهدافه الاستراتيجية في دعم الاستقرار في العالم، وأشار إلى أن المركز تم اختياره من الأمم المتحدة ليكون عضوا في تشكيل فريق دولي للتعاون في مجال إعادة تأهيل الأطفال المجندين من أربع قارات حول العالم يتكون من 16 متخصصا لديهم الخبرة والممارسة الكافية.
ويأتي انعقاد الورشة في ظل تقارير تتحدث عن إقحام الانقلابيين أكثر من 20 ألف طفل في أتون الحرب داخل اليمن؛ لافتا الربيعة إلى أن للطفولة أهمية كبرى في الحفاظ عليها لبناء مستقبل الأجيال، حيث قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتبني تمديد مشروع إنساني نوعي يركز على إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالأزمة في اليمن، حيث إنه يعد أولوية قصوى ضمن أجندة المركز الإنسانية.
إلى ذلك، وجه الدكتور محمد عسكر وزير حقوق الإنسان في اليمن، في بداية ورشة العمل شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على جهودهم المبذولة في إعادة تأهيل الأطفال في اليمن، وأضاف أن الحكومة اليمنية أولت ملف تجنيد الأطفال أهمية بالغة منذ الأشهر الأولى للحرب، وقال إن وزارة حقوق الإنسان نسقت مع وزارة الخارجية اليمينة في بداية الحرب إلى جانب مطالبة الأمم المتحدة بتفعيل الخطة الأممية التي وقعت في 2014. مضيفا أن التواصل أسفر عن إعادة تفعيل العمل بالخطة المشتركة وتفعيل اللجنة الأممية الحكومية المشتركة المعنية بإدارة وتنفيذ الخطة.
وتابع الربيعة حول مشروع «مسام» المعني بنزع الألغام في اليمن، بأنه مبادرة سعودية يقوم بها المركز، مضيفا أن الميليشيات الحوثية زرعت أكثر من مليون لغم، وهذا أكثر مما زرع أثناء الحرب العالمية الثانية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.