محبو مايكل جاكسون ينتقدون الفيلم الوثائقي والمخرج «دان ريد»

دافعوا عن المغني الراحل بشراسة من خلال تغريدات تؤكد براءته

مزرعة ليفينغ نفرلاند لمايكل جاكسون في سانتاينز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
مزرعة ليفينغ نفرلاند لمايكل جاكسون في سانتاينز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

محبو مايكل جاكسون ينتقدون الفيلم الوثائقي والمخرج «دان ريد»

مزرعة ليفينغ نفرلاند لمايكل جاكسون في سانتاينز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
مزرعة ليفينغ نفرلاند لمايكل جاكسون في سانتاينز بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

أدى الإعجاب الشديد بشخص مشهور إلى نشوء مجموعات تدافع بشراسة عن بعض الفنانين، أبرزها بيهايف (بيونسيه) وبيليبرز (جاستن بيبر) وعصابة باردي (كاردي بي)، مهما كان الحادث أو الظرف الذي يشوه سمعتهم. وبعد عرض فيلم وثائقي للنجم الراحل مايكل جاكسون يتهمه فيه شخصان بانتهاكات جنسية، دافع كثير من محبيه عن إرثه الكبير.
وبحسب الطبيبة النفسية سو فارما: «عندما يواجه المشاهير اتهامات بارتكاب جرائم شائنة كما هي الحال مع مايكل جاكسون، تزداد الرغبة في الرد». وأوضحت أن هذه الظاهرة تنبع من «الخيال والحاجة إلى الهروب وإيجاد شخص نطمح في أن نكون مثله… هي حالة من الإنكار». ووفقا لفارما: «إنهم (المشاهير) جبابرة ونحن نريد أو نحتاج إلى تصديق أنهم لا يرتكبون الأخطاء»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
واجتاح محبو مايكل جاكسون الرافضون للاتهامات الموجهة إليه مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث وثائقي «ليفينغ نفرلاند» المثير للجدل، وبدأوا يدافعون عن معبودهم بشراسة من خلال تغريدات (مايكل جاكسون بريء).
وقال مخرج الوثائقي دان ريد إنه تلقى رسائل لاذعة من محبي جاكسون لأشهر. وأوضح «لديهم تفانٍ أعمى له… أشبه بعبادة دينية».
الإعجاب الفائق بشخصية ما الذي غالبا ما يستحيل هاجسا ليس ظاهرة جديدة، كما يقول المتخصص في وسائل الإعلام بول بوث من جامعة ديبول في شيكاغو، لكن وسائل التواصل الاجتماعي سلّطت عليه الضوء.
وقد صرح: «دائما كان للمعجبين اعتراضات وأحقاد، لكن الفرق اليوم هو أنه بات في وسع الأشخاص الذين ليسوا من المعجبين متابعة أنشطة هؤلاء». وقال: «عندما يتعرّض موضوع إعجابنا الذي ربطناه بهويتنا إلى حدّ بعيد لانتقاد لاذع، نميل إلى إنكاره بشكل من الأشكال لأنه يبدو أنه ينعكس علينا».
وبالنسبة إلى مايكل جاكسون، أعاد «ليفينغ نفرلاند» إلى الواجهة اتهامات التحرش بالأطفال بعد عقد تقريبا على وفاة الفنان نتيجة جرعة زائدة من مادة بروبوفول المخدرة، ما يزيد من الرغبة في حماية إرثه، وفقا لفارما.
وأضافت: «قد يكون الأشخاص أساطير خلال حياتهم ولكن بطريقة ما يصبحون ملائكة بعد الموت»، مثل إلفيس بريسلي والأميرة ديانا.
وأوضحت: «تربينا على فكرة ألا نتحدث بطريقة سيّئة عن الموتى، وبطريقة ما نريد فقط أن نبرّئهم».
وأشاد ورثة جاكسون الذين دحضوا كل الاتهامات والذين يلاحقون قناة «إتش بي أو» قضائيا بتعويض مقداره 100 مليون دولار، بالتعليقات على الإنترنت التي دافعت عن ملك البوب.
وكانت أسرة مايكل جاكسون قد وصفت ردود الفعل على الفيلم الوثائقي بأنها «إعدام علني دون محاكمة» وقالت إنه «بريء مائة في المائة» من تلك الاتهامات، حسب «رويترز». جاء بيان أسرة المغني الأميركي الراحل بعد العرض الأول لفيلم «ليفينغ نيفرلاند» (الخروج من نيفرلاند) في مهرجان صندانس السينمائي يوم الجمعة. ويقول رجلان، في الثلاثينات من العمر حاليا، في الفيلم، إن جاكسون تحرش بهما جنسيا حين كان عمر أحدهما سبع سنوات والآخر عشر سنوات. وتوفي جاكسون في عام 2009. وبرأته محكمة في كاليفورنيا عام 2005 من تهمة التحرش بفتى آخر عمره 13 عاما في ضيعته في نيفرلاند. وذكرت أسرة جاكسون في بيانها أنها «غاضبة من الإعلام الذي اختار، دون أدنى برهان أو دليل مادي واحد، أن يصدق كلام شخصين كاذبين على كلام مئات الأسر والأصدقاء من أنحاء العالم الذين قضوا وقتا مع مايكل، مرات كثيرة في نيفرلاند، ونعموا بعطفه البالغ وسخائه الواسع». وأضاف البيان: «لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يجري هذا الإعدام العلني دون محاكمة». ويتضمن فيلم (ليفينغ نيفرلاند) مقابلات مع ويد روبنسون وجيمس سيفتشاك، اللذين يتحدثان عن علاقاتهما مع جاكسون بالتفصيل، وكيف كانا يحبانه وهما صغيران. ووصفت فارايتي الفيلم الذي تبلغ مدته أربع ساعات بأنه «مدمر». كان روبنسون وسيفتشاك قد رفعا دعويين قانونيتين على ورثة جاكسون بعد وفاته، متهميه بارتكاب انتهاكات جنسية معهما. لكن تم رفض الدعويين. وانتقد ورثة جاكسون الفيلم أيضا وأصدروا بيانا وصف بأنه «متحيز بشكل صارخ» ويفتقر إلى الأصوات المستقلة. وقال مخرج الفيلم دان ريد إنه لا يساوره أدنى شك في صحة روايتي الرجلين.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».