عمليات التجميل فن أشبه بالنحت بالإبر

منذ عشر سنوات تقريباً كانت المرأة تُنكر بشدة أن تكون قد خضعت لأي عمليات تجميل. كانت تتوجه إلى مراكز بعيدة، تقضي فيها فترة النقاهة حتى تختفي آثار الكدمات. الآن أصبح الأمر عادياً، تتحدث فيه عن عمليات التجميل كما لو كانت تتحدث عن مصفف شعر أو طبيب أسنان.
السبب أن «التدخلات التجميلية تطورت وأصبحت تأخذ مظهراً طبيعياً» بحسب رأي الدكتور الفرنسي لوران ميراليس، الذي يتنقل حاليا بين باريس والرياض. يقول بأن عمليات التجميل «فن أشبه بالنحت بالإبر لا نحتاج فيه سوى إلى قليل من البوتوكس أو حمض الهليارونيك للحصول على نتائج مبهرة». هذه التدخلات الخفيفة التي تختلف عن عمليات التجميل الجُذرية هي التي شجعت شريحة كبيرة من النساء للإقبال عليها. فقد نُشرت مؤخراً دراسة تفيد بأن عدد الشابات في فرنسا أصبح يفوق عدد المتقدمات في السن إقبالاً عليها. فبالإضافة إلى أنها تعطي نتائج واضحة وآنية من دون كدمات، فهي أيضاً تتم وفق جلسات قصيرة لا تتعدى نصف الساعة أو الساعة تعود بعدها الواحدة إلى بيتها أو مكتبها كأن شيئاً لم يكن باستثناء بعض النضارة الواضحة على وجهها. ويوضح ميراليس أن المظهر الطبيعي هو المطلوب حالياً، وكل الجراحين يعرفون ذلك، المشكلة أنه يحتاج إلى يد قادرة على نحت تقاطيع الوجه والجسم، وإلى عين ثاقبة تحسب وتدرس كل زوايا الوجه بشكل دقيق لتجنب الوقوع في المبالغة. ويضيف أن دور الجراح الشاطر أن يُدرك متى يتوقف، وبأن كل شيء يزيد على حده ينقلب إلى ضده. فمن السهل جداً عندما تُعجب الزبونة بالنتيجة أول مرة أن تطلب المزيد، وهنا يأتي دور الطبيب في الرفض.
اللافت أنه لا يُشجع على استعمال الفيلرز و«السبب أنه لا يناسب كل أشكال الوجوه كما أنه يجعلها تتشابه وغير متوازنة»، ويفضل عليه حمض الهليارونيك لأنه يمكن حقنه في مناطق مركزة من الوجه لرفع الوجنتين ونحتهما وفي نفس الوقت خلق شكل مشدود وطبيعي. ويشرح أن هذا الحمض يتحول في يد جراح ماهر إلى أداة سحرية، ترفع الشفاه من الجانبين وترسمهما بشكل يمكن أن يُغني عن حقن الكولاجين. كما يمكن استعماله في منطقة الذقن لملئها وإبرازها إلى الأمام لمظهر شبابي. نفس الأمر يمكن تطبيقه على منطقة الفك للحصول على شكل منحوت يشبه فك أنجلينا جولي البارز. عند سؤاله إن كانت النجمة واحدة من زبائنه، لا ينفي ولا يؤكد، فقط يرد بأن «الثقة» تتطلب منه السرية واحترام خصوصية الآخر. بيد أنه يتبرع بالقول إن له زبونات شهيرات من العالم العربي، مضيفا بنظرة شقية بأن من يلجأن إليه هن من الفئة التي تميل إلى المظهر الطبيعي.
لكنه يستطرد بأن أياً من هذه التدخلات ليست سحرية. فهي مضمونة النتائج فقط عندما تتم على يد جراح ماهر يتعامل مع عمله بشغف وليس من منظور تجاري. فحتى حمض الهليارونيك، الذي يميل إلى استعماله لا يخلو من مضاعفات. «صحيح أنه يؤخر الحاجة إلى عمليات شد الوجه، لكن المبالغة التي تتم به لرفع الخدود مثلاً، تؤثر على الجزء السفلي عندما لا تُؤخذ مقاييس الوجه ككل بالاعتبار. لهذا يجب أن تبدأ العملية من أسفل الفك والذقن وزاوية الشفتين نحو الأذنين باتجاه الخدود، لخلق التوازن المطلوب وليس العكس».
ويشير أيضا بأن مادة حمض الهليارونيك قد تخيف البعض لكنها آمنة للغاية ومهمة لبشرة نضرة وخالية من الشوائب. فالجسم ينتجها بشكل طبيعي لتخزين الرطوبة، وتُستعمل في عالم التجميل لملء البشرة وحمايتها من أشعة الشمس فوق البنفسجية وما يترتب عنها من تكوُّن بقع داكنة وتلف الخلايا والأنسجة. فحتى إذا لم ترد المرأة حقن وجهها به، يمكنها البحث عنه في مستحضرات التجميل.