قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن جميع الاستعدادات للعملية العسكرية في منبج وشرق الفرات اكتملت وإن الجيش بانتظار أمر من الرئيس رجب طيب إردوغان لإطلاقها في أي وقت.
وأضاف أكار، في تصريحات أمس (الأحد)، أن القوات التركية متأهبة ومستعدة تماما للبدء في العملية التي تستهدف مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا «تنظيما إرهابيا». وأكد أن تركيا ليست لديها مطامع في أراضي الدول المجاورة، وفي مقدمتها الجارتان سوريا والعراق، بل تحترم وحدتها، لكنها لن تسمح بظهور أي «ممر إرهابي» شمال سوريا قرب الحدود التركية.
وكان إردوغان، قرر في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إرجاء إطلاق عملية عسكرية شرق الفرات، بسبب إعلان الرئيس الأميركي في 19 من الشهر ذاته عن بدء سحب القوات الأميركية من سوريا. لكن عدم تحديد جدول زمني للانسحاب ولإقامة المنطقة الآمنة في شرق الفرات التي أعلن عنها ترمب والتي ترغب تركيا في السيطرة عليها يثير قلق أنقرة.
ويسيطر تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المكون من مجموعات مقاتلة أبرزها «وحدات حماية الشعب» الكردية، على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي وعلى مناطق واسعة شمال شرقي سوريا قرب الحدود التركية.
وأقرت أنقرة وواشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي خريطة طريق تتضمن سحب عناصر الوحدات الكردية من منبج، والإشراف المشترك على الأمن والاستقرار في المدينة لحين تشكيل مجلس محلي من أهلها لإدارتها، واتهمت تركيا الولايات المتحدة بالتباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
وأجرى وزير الدفاع التركي، مؤخرا، مباحثات في واشنطن مع نظيره الأميركي، صرح بعدها بأن واشنطن وافقت على التسريع بتنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج بغض النظر عن موعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا. وقال أكار إن بلاده ستواصل كفاحها ضد حزب العمال الكردستاني وامتداده في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية) ولن تسمح بأي ممر إرهابي شمال سوريا. وأضاف أن العالم كله يعلم هذا، وقلنا ولا نزال نقول ذلك لنظرائنا في كل لقاءاتنا. من الضروري أن توجد تركيا في هذا الممر. لماذا؟ لحماية أمن بلادنا.
في السياق ذاته، عبرت تركيا عن أملها في أن تدرج الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) على قائمة المنظمات الإرهابية، على غرار التنظيم الأم (حزب العمال الكردستاني).
وأثنى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أكصوي، على قرار واشنطن، إبقاء حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية الأميركية، وتأكيد الخارجية الأميركية عزمها بشأن مكافحة نشاطه، داعيا إلى اتباع النهج نفسه بشأن امتدادات الحزب في سوريا. وقال أكصوي، في بيان: «نتطلع أن تتتبع حليفتنا الولايات المتحدة النهج نفسه حيال امتدادات العمال الكردستاني في المنطقة».
وأعلنت الخارجية الأميركية، أول من أمس، الإبقاء على حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأكدت التزامها القوي بشراكتها مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مكافحة نشاطه. وأشارت الخارجية الأميركية، في بيان، إلى أنها أجرت تقييما لحزب العمال الكردستاني المدرج على قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية منذ العام 1997، لافتة إلى أن الولايات المتحدة عملت مع تركيا وحلفائها منذ أكثر من 20 عاماً ضد تهديدات العمال الكردستاني.
وتجري الخارجية الأميركية تقييما كل 5 سنوات للتنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة.
الجيش التركي ينتظر الأوامر لعملية عسكرية بمنبج وشرق الفرات
الجيش التركي ينتظر الأوامر لعملية عسكرية بمنبج وشرق الفرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة