فرنسا تعتزم فرض 5 % ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة

فرنسا تعتزم فرض 5 % ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة
TT

فرنسا تعتزم فرض 5 % ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة

فرنسا تعتزم فرض 5 % ضرائب على شركات الإنترنت العملاقة

أعلن وزير المالية الفرنسي برونو لومير، أن بلاده تعتزم فرض ضرائب على عائدات نحو 30 من شركات الإنترنت العملاقة مثل «أمازون»، وذلك في مسعى لضمان «العدالة المالية».
ونقلت صحيفة «لوباريزيان» أمس الأحد، عن الوزير القول إنه من المتوقع أن تحصّل الدولة نحو 500 مليون يورو (570 مليون دولار) من هذه الضريبة. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن لومير القول إنه وفقا للخطة، التي ستناقشها الحكومة يوم الأربعاء القادم، فإن الضرائب ستطبَّق على أي شركة تتجاوز عائداتها العالمية 750 مليون يورو وتتجاوز مبيعاتها في فرنسا 25 مليون يورو.
ووفقا للصحيفة الفرنسية، فإن معايير فرض الضرائب قد تنطبق على شركات أميركية وصينية وأوروبية، وعدد قليل من الشركات الفرنسية.
وتسعى حكومات مختلفة لفرض ضرائب على عمالقة الإنترنت العالميين الذين يجنون عائدات محلية ضخمة من أصول مادية محدودة. وتعمل إسبانيا والمملكة المتحدة على خطة مماثلة لفرض ضرائب على المبيعات الرقمية، كون أوروبا لم تتمكن حتى الآن من التوصل لطريقة لفرض ضريبة على مستوى القارة.
وتعتزم فرنسا فرض ضرائب على إيرادات الإعلانات الموجهة للداخل، والأسواق، وإعادة بيع البيانات الشخصية.
وشدد الوزير الفرنسي على أنه ليست هناك مخاوف من أن تتعارض التدابير الجديدة مع الاتفاقية الضريبية بين فرنسا والولايات المتحدة. وقد بحث الخطة مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين خلال زيارة الأخير لباريس الشهر الماضي.
وقد واجهت شركات مثل آبل وأمازون وغوغل مشكلات تتعلق بهذا الأمر في وقت سابق، حيث تم اتهمت جميعها بالحصول على مزايا ضريبية غير قانونية تارة والتهرب الضريبي تارة أخرى، وسجلت هذه الشركات في الكثير من الحالات أرباحاً منخفضة بشكل يبعث على السخرية في معظم البلدان الأوروبية، في حين كانت ترسل جميع أرباحها إلى دول توفر لها ملاذات ضريبية.
واتفقت فرنسا وألمانيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على إدخال تدبير مشترك جديد في العام 2021 الأمر الذي من شأنه أن يمنح منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الواقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، الوقت للعمل على حل عالمي جديد، حيث تعمل المنظمة، التي تضم اقتصادات العالم الرئيسية، على اقتراح لوضع خطة دولية جديدة لتنظيم الضرائب على شركات التكنولوجيا. وواجه صانعو السياسات في جميع أنحاء العالم صعوبة في فرض الضرائب على الشركات العملاقة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، والتي تهيمن على المستوى الدولي، وقد يكون الدافع وراء تحرك فرنسا لإدخال الضريبة بسبب مخاوف تتعلق بالميزانية المحلية، حيث تبحث وزارة المالية عن مصادر جديدة للإيرادات والمدخرات.
وفي الوقت الذي تعتزم فيه الحكومة الفرنسية فرض ضريبة محلية على متاجر التجزئة الإلكترونية، طالب ألكسندر بومبارد الرئيس التنفيذي لشركة كارفور إس إيه، أن تتساوى منصات التجزئة الإلكترونية مثل علي بابا وأمازون في المعاملات الضريبية مع متاجر التجزئة الأخرى.
وقال بومبارد لصحيفة «جورنال دو ديمانش»: «علينا أن ننهي الاختلالات النقدية بين متاجر التجزئة مثلنا والمنصات العالمية الأميركية أو الصينية».
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بومبارد القول: «مع التساوي في المبيعات، نحن نوفر وظائف أكثر أربع مرات من المنصات الإلكترونية، التي تقوم ببيع منتجاتها من دون حتى دفع ضريبة القيمة المضافة أو أي ضرائب. لا أطلب معروفا، ولكن أطلب أمرا واحدا بسيطا: نفس الإيرادات، نفس الضرائب».
وأشار بومبارد إلى أن كارفور تأثر: «بصورة قوية» جراء حركة السترات الصفراء الاحتجاجية التي تشهدها باريس وتتحول بعض الأحيان لأعمال عنف، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأضاف بومبارد «البيئة العالمية الغامضة بصورة استثنائية خاصة في أوروبا، والوضع الاجتماعي المعقد والإصلاحات الصعبة المستقبلية، من العوامل التي ربما تؤثر على المستقبل في فرنسا، ولكن خفض معدل البطالة وتبني قواعد أكثر بساطة ربما يسهمان في تخفيف حدة هذه التحديات».


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

العالم أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي (رويترز)

إيلون ماسك يجري مقابلة اليوم مع زعيمة حزب ألماني شعبوي على منصة «إكس»

يعتزم رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك إجراء مقابلة مع أليس فايدل زعيمة حزب «البديل لأجل ألمانيا» اليميني الشعبوي على منصة «إكس»، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)

ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

كشف البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عن ملصق جديد لتصنيف معايير السلامة الإلكترونية للأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل منظمات الحرارة الذكية وأجهزة مراقبة الأطفال…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا علما تايوان والصين يظهران في صورة مركبة (رويترز)

تايوان تتهم الصين باستخدام معلومات مضللة «لتقويض ديمقراطيتها»

كشفت تايوان أن الصين تضاعف جهودها لتقويض الثقة في ديمقراطية الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي وعلاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة من خلال نشر المعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
أوروبا صورة ملتقطة في 17 ديسمبر 2024 بالعاصمة الألمانية برلين تظهر فيها أليس فايدل زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب «البديل من أجل ألمانيا» خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

إيلون ماسك سيستضيف زعيمة اليمين المتطرف الألمانية في مقابلة مباشرة

أعلنت المرشحة الرئيسية للانتخابات البرلمانية الألمانية عن حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، أنها ستُجري حواراً مباشراً عبر الإنترنت مع إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق تاريخياً كانت المواقع تتطلب كلمات مرور معقدة بمزيج من الأحرف والرموز الأبجدية الرقمية (رويترز)

كلمات المرور المعقدة قد لا تكون فعالة كما تعتقد... ما السبب؟

وجد المعهد الوطني للمعايير والتقانة أن «فائدة مثل هذه القواعد أقل أهمية مما كان يُعتقد في البداية»، حيث إنها تفرض عبئاً «شديداً» على ذاكرة المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ألمانيا تسجل أعلى عدد من إفلاس الشركات منذ 2009

الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
TT

ألمانيا تسجل أعلى عدد من إفلاس الشركات منذ 2009

الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
الحي المالي في فرانكفورت (رويترز)

سجلت ألمانيا أعلى عدد من حالات إفلاس الشركات منذ عام 2009 في الربع الأخير من العام الماضي، وهو مؤشر على تأثير ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة الأسعار، بحسب دراسة أجراها معهد «هالي» للأبحاث الاقتصادية، يوم الخميس.

وخلال الربع الرابع من عام 2024، تم الإعلان عن إفلاس 4215 شركة، مما أثر على نحو 38 ألف وظيفة، وهو مستوى لم يُسجل منذ الأزمة المالية في منتصف عام 2009، وفق «رويترز».

ووفقاً لحسابات المعهد، فقد ارتفع عدد حالات الإفلاس في نهاية العام الماضي بنسبة 36 في المائة مقارنة بالربع الرابع من عام 2023.

وأشار المعهد إلى أن هذا التطور السلبي يرجع جزئياً إلى الأزمة الاقتصادية الحالية وزيادة تكلفة الطاقة والأجور.

وقال ستيفن مولر، رئيس أبحاث الإفلاس في المعهد: «لقد حالت سنوات أسعار الفائدة المنخفضة للغاية دون حدوث حالات إفلاس، وفي فترة الوباء، لم تُسجل حالات إفلاس بسبب الدعم الحكومي مثل إعانات العمل بدوام جزئي».

وأضاف مولر أن ارتفاع أسعار الفائدة وإلغاء الدعم أديا إلى ظهور تأثيرات تعويضية في حالات الإفلاس بدءاً من عام 2022.

وعلى صعيد القطاعات، شهد قطاع الخدمات أعلى زيادة في حالات الإفلاس، حيث ارتفع بنسبة 47 في المائة على أساس سنوي، في حين بلغ النمو في قطاع التصنيع نحو 32 في المائة.