بدأت اللجنة الأمنية في حضرموت (جنوب شرقي اليمن) بتجنيد مئات الشباب من أبناء المحافظة، لإشراكهم في الحرب التي يخوضها الجيش والأمن ضد تنظيم القاعدة حاليا.
وأقرت اللجنة الأمنية برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر، في سيئون، أمس، إنشاء غرفة عمليات مشتركة تضم جميع الأجهزة العسكرية والأمنية، مؤكدة استمرار الخطة الأمنية لمواجهة التنظيم، وتأمين وادي وصحراء حضرموت. وخففت اللجنة الأمنية من الإجراءات المشددة التي اتخذتها قبل أيام، وأعلنت رفع حظر التجوال للمواطنين ليلا ابتداء من مساء أمس (السبت).
وفي العاصمة صنعاء، بدأت جماعة الحوثيين المتمردة بتطويق العاصمة اليمنية صنعاء بمجاميع قبلية من أنصارها، للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق وإسقاط قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
وهدد قيادي في جماعة «أنصار الله»، كما يطلقون على أنفسهم، بتصعيد احتجاجاتهم إلى المطالبة بإسقاط النظام بشكل كامل، بينما حذر مراقبون من ذلك، وعدّوه مخططا لإسقاط صنعاء وإقامة معسكرات لمسلحيهم.
ويقول القيادي وعضو المجلس السياسي للحوثيين، علي البخيتي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف المعلن لهذه الاحتجاجات هو إسقاط الحكومة وإسقاط الجرعة، وقد نصبت مخيمات اعتصام بمحيط صنعاء، إضافة إلى مخيمات أخرى في صعدة وعمران وعدة مناطق ترفض الجرعة».
ويبرر عضو المجلس السياسي للحوثيين ذلك بالقول: «إنها اعتصامات سلمية»، وأن خيارتهم المقبلة متروكة للزمن، ولن يفصح عنها الآن، جازما بأن الجماعة «لن تلجأ للقوة والسلاح، لتنفيذ مطالب المحتجين».
وسيطر الحوثيون حديثا على محافظة عمران (شمال البلاد)، بعدما خاضوا معارك عنيفة مع الجيش، في حين تخوض الجماعة حاليا معارك مع الجيش المسنود بلجان شعبية في محافظة الجوف المحاذية الشمالية المتاخمة للحدود مع السعودية.
البخيتي يحذر من عدم الاستجابة لمطالب المحتجين، ويقول: «مطالبنا قد تتصاعد، لإسقاط النظام بشكل كامل، إذا لم يستوعب المطالب الاحتجاجية، التي قد تتوسع بدورها وتصبح خارج سيطرة جماعة أنصار الله».
ونفى البخيتي نية جماعته الحصول على حقائب وزارية، وقال: «نطالب بحكومة كفاءات من المستقلين، بعد أثبتت المحاصصة السياسية فشلها».
من جانبه، حذر رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبد السلام محمد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من وجود هذه المخيمات، وقال: «إن الحوثيين يقيمون معسكرات حول صنعاء لبدء حصارها، لكنهم يبررون هذه التحركات العسكرية بأنها ساحات احتجاجات ضد الإصلاحات السعرية التي اتخذتها الحكومة حديثا»، وعدّ ذلك «محاولة لتغطية وسائل العنف التي يستخدمونها، وإرباك الخارج عن الهدف الحقيقي في إسقاط العاصمة والدولة».
يستطرد عبد السلام محمد حديثه قائلا: «إن الحوثيين يتعلقون بأي مبرر لأعمالهم العسكرية التي أدت إلى إسقاط مدن؛ فتارة ثورة ضد الفساد، وتارة ضد الجرعة، ومرة ضد حزب الإصلاح وأخرى ضد الجنرال علي محسن، فضلا عن النظام السابق، لكنهم في النهاية يسيطرون على مدن بقوة السلاح، ويتوسعون على الأرض مع كل مبرر يعلنون عنه».
ويضيف: «الحوثيون معارضة مسلحة، وليس معارضة سياسية، ولذا فكل قضية تعارضها تحقق أهدافا عسكرية بوسائل عنيفة».
وكانت السلطات المحلية في محافظة صنعاء، شكلت قبل أيام غرفة عمليات مشتركة من الجهات الأمنية والعسكرية والاستخبارات، فيما عده مراقبون إجراءات مسبقة لمواجهة أي أعمال العنف أو فوضى يقوم بها أنصار الحوثيين.
إلى ذلك، وصل مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر إلى صنعاء، في الزيارة الـ32 منذ أبريل (نيسان) 2011. وذكر بنعمر لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ) أنه سيحيط مجلس الأمن خلال زيارته للمجلس، في الـ25 أغسطس (آب) الحالي، والالتقاء مع أطراف التسوية السياسية.
تجنيد أبناء حضرموت لمساندة الجيش اليمني في القضاء على «القاعدة»
الحوثيون يطوقون صنعاء ويلوحون بخيارات إسقاط النظام
تجنيد أبناء حضرموت لمساندة الجيش اليمني في القضاء على «القاعدة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة