استضافت العاصمة التونسية، أمس، مؤتمر وزراء الفلاحة في دول الاتحاد المغاربي، بحضور ممثلي المنظمات الأممية، والأمين العام للاتحاد المغاربي الطيب البكوش.
وأسفر المؤتمر عن التوقيع على عدة اتفاقيات، من شأنها أن تسهم في معالجة معضلات الأمن الغذائي، ووضع «استراتيجية للأمن الغذائي، وخطة شاملة للتنسيق الأمني والصحي بين الدول المغاربية في مجال مراقبة الأمراض والأوبئة، التي تهدد الحيوانات والأشجار والزراعات في شمال أفريقيا، والتي تنتقل إلى الإنسان وتتسبب في حدوث أمراض ووفيات»، حسب تصريح وزير الفلاحة والصيد البحري التونسي سمير الطيب لـ«الشرق الأوسط».
من جهته، شدد وزير الفلاحة والتنمية والصيد البحري الجزائري عبد القادر بوعزقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على الصبغة الملحة لتطوير التنسيق والتعاون بين الدول المغاربية عامة، وبين تونس وليبيا والجزائر، خاصة في مجالات مكافحة التصحر والأمراض والأوبئة، التي تصيب الحيوانات والزراعات والتحكم في ثروة المياه.
واعتبر الوزير الجزائري أن أمن الدول المغاربية «رهين بعوامل كثيرة، وعلى رأسها ضمان الأمن الاقتصادي والأمن الغذائي، وتحسين ظروف عيش ملايين المزارعين وسكان الأرياف، وعموم المستهلكين للحوم والألبان والمواد الغذائية الزراعية البرية والبحرية».
في نفس السياق، أعرب أبو بكر المنصوري، وزير الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية الليبي، عن حاجة الشعب الليبي لرفع مستوى الشراكة في قطاعات التغذية والزراعة والطب البيطري، والصحة الحيوانية ومكافحة الجراثيم، التي تصيب الزراعات، قصد تجنب الكوارث التي سجلت خلال الأعوام الماضية، والتي تسببت في إصابة واحات النخيل وغابات الزيتون، والأشجار المثمرة بأمراض أضرت بالمنتوج الفلاحي وبالإنسان على حد سواء.
ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه منذ خمسة أعوام، وجاء تنظيمه بعد مشاورات جرت قبل أسابيع في الجزائر، بمشاركة ممثلي حكومات المغرب وليبيا وتونس وموريتانيا والجزائر، رغم تغيب وفد المملكة المغربية عن مؤتمر أمس.
وخلال مؤتمر أمس، دعا ممثلو المنظمات العالمية للتغذية والزراعة، والمنظمات العالمية للصحة والتنمية حكومات الدول المغرب العربي إلى رفع مستوى التنسيق والشراكة بينها لضمان الأمن الغذائي لشعوبها، والحد من انتشار الأمراض والأوبئة، التي انتشرت خلال الأعوام الماضية، وألحقت أضرارا فادحة بواحات النخيل والزراعات من جهة، وبالأغنام والأبقار وبقية الحيوانات من جهة ثانية. لكن في كثير من الحالات أدت بعض الأمراض إلى إلحاق أضرار جمة بالبشر، مثل انتشار الحمى القلاعية، وجنون البقر والأمراض الجلدية.
من جهة أخرى، أورد «بيان تونس» الختامي، الذي صادق عليه المؤتمر، أن الدول المغاربية توافقت على رفع الشراكة في مجالات مختلفة لها علاقة مباشرة بالأمن الغذائي، من بينها التصدي المشترك للكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، وندرة المياه وتدهور البيئة.
وتحتضن تونس حتى يوم غد السبت «أسبوع الدبلوماسية الزراعية»، الذي يشارك فيه المئات من رجال الأعمال والخبراء ومسؤولين عن قطاعات الزراعة والصيد البحري، ومكافحة التصحر، كما يعرف أيضا مشاركة منظمات التغذية والزراعة والتنمية الأممية، والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
في غضون ذلك، استضافت لأول مرة مدينة الحمامات السياحية (60 كلم جنوب العاصمة) بهذه المناسبة المؤتمر 23 للجنة الإقليمية لأفريقيا التابعة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية. وأعلن وزير الفلاحة التونسي خلال هذ المؤتمر أن هذه التظاهرات ستؤدي إلى تعزيز فرص اكتساح مصدري المواد الزراعية والصناعات الغذائية لأسواق جديدة دوليا، واستقطاب وجلب رجال الأعمال والمؤسسات الأجنبية للاستثمار في تونس والدول المغاربية والأفريقية، وكذلك الترويج للوجهة السياحية الإيكولوجية التونسية.
وزراء الزراعة في «الاتحاد المغاربي» يبحثون معضلات الأمن الغذائي
بمشاركة ممثلي حكومات ليبيا وتونس وموريتانيا والجزائر
وزراء الزراعة في «الاتحاد المغاربي» يبحثون معضلات الأمن الغذائي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة