انطلاق الدورة الأولى لـ«مهرجان لحظات» السينمائي في بيروت

يكرم هند أبي اللمع وختام اللحام

المصحح: علاءحجازي
المصحح: علاءحجازي
TT

انطلاق الدورة الأولى لـ«مهرجان لحظات» السينمائي في بيروت

المصحح: علاءحجازي
المصحح: علاءحجازي

العاصمة اللبنانية على موعد، اليوم 27 وغداً 28 فبراير (شباط)، مع «مهرجان لحظات» السينمائي في دورته الأولى، حيث تتنافس على مدى ليلتين مجموعة من الأفلام القصيرة إلى جانب لفتة تكريمية للممثلة اللبنانية ختام اللحام، والممثلة القديرة الراحلة هند أبي اللمع. صاحب الفكرة ومنظّم المهرجان هو المخرج اللبناني الشاب جو عازوري الذي عمل في حقل التلفزيون، ويترجم عشقه للسينما من خلال هذا الحدث الذي أخذ من وقته أكثر من سنة من ناحية الفكرة والتنفيذ، وهو يتطلّع اليوم إليه بشوق، خصوصاً أنّه يحقق من خلاله حلمه بدعم حقيقي للسينما اللبنانية ومخرجيها الشباب إضافة إلى فرحه الكبير لتحقيقه هذه المبادرة.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» يشير عازوري إلى أنّ ما يميز مهرجان «لحظات السينمائي» هو دعمه الكامل للسينما اللبنانية، وتسليطه الضوء على الأفلام القصيرة، التي اعتبر أنّها تستحق فرصة الظهور في ظل التركيز عادة على الأفلام الطويلة والوثائقيّة، حيث لا يمكن للمرء مشاهدة فيلم قصير في صالة السينما، بل يتاح ذلك من خلال هذا النوع من المهرجانات. ويكمل بالتحدث عن مميزات المهرجان بالقول: «كان الهدف أن نؤسس لمنصّة حقيقية لهذه الأفلام، من أجل الوصول إلى الجمهور، إضافة إلى اللفتة التكريمية لنجمتين في عالم التلفزيون اللبناني وهما ختام اللحام والراحلة هند أبي اللمع. ويبقى الاختلاف أيضاً أنّ هذا المهرجان هو مبادرة فردية مني، لذا أشعر بأنني في حلبة مصارعة من أجل تحقيق نجاحه، خصوصاً أنّ هذا النوع من المهرجانات غالباً ما يكون مدعوما ومنظماً من شركات ضخمة».
يشارك في المهرجان 12 فيلماً قصيراً، حيث سيعرض ستة منها ليلة 27 والستة الأخرى في ليلة 28 فبراير. ويلفت عازوري إلى أنّ الأفلام تحمل توقيع مخرجين لبنانيين معروفين في الوسط السينمائي، ولكن ليس الجماهيري، تتناول مواضيع اجتماعية متنوعة، الحرب اللبنانية، الإدمان على المخدرات، الكوميديا في نطاق مختلف، ومشاكل نفسيّة، مشيراً إلى الأسماء الكبيرة المشاركة في هذه الأفلام مثل وفاء طربيه، كارين رزق الله، رودريغ سليمان، رندا كعدي، باتريسيا نمور، طوني مهنا، سيرينا شامي، جوليان أبو فرحات وغيرهم من الممثلين المعروفين جداً على الساحة الدرامية.
وعن كيفية اختيار الأفلام المشاركة يقول عازوري: «تمّ اختيار الأفلام المشاركة من قبل اللجنة التنظيمية للمهرجان بحسب معايير معينة، كان أبرزها (لبنانية) العمل، حيث تقدّم عدد كبير من الأعمال التي لم يتم قبولها لأنّ الهدف الرئيسي للمهرجان هو دعم السينما اللبنانية، ثمّ المستوى التمثيلي، السيناريو، التصوير، والفكرة الممتعة التي يتقبلها الجميع». أما لجنة التحكيم التي ستقيّم الأفلام فهي تتألف من هادي زكّاك رئيس اللجنة، أنطوان كسابيان، الناقد السينمائي إلياس دمر، المخرج ديفيد أوريان، المخرجة رندلى قديح، الممثّلة بولين حدّاد، إميل عوّاد، والممثلة والإعلامية ماري تيريز معلوف. وهناك أربع جوائز ستوزع على الأفلام المشاركة وهي: أفضل مخرج، أفضل فيلم قصير، أفضل ممثّل، أفضل ممثلّة.
عازوري الذي تأثّر بأعمال الراحلة هند أبي اللمع اعتبر أنّها إضافة حقيقية إلى المهرجان، وقال: «هند أيقونة في عالم التمثيل، تركت بصمة كبيرة في الفن رغم عمرها القصير، وأثراً كبيراً في جيل الشباب الذي تابعها بعد رحيلها، وهنا أود أن أشدد على أنّ تكريم هند أبي اللمع في المهرجان هو تكريم للمهرجان بحد ذاته، وحين يترافق اسمها مع المهرجان ما هو إلا دليل على المستوى العالي الذي حرصنا على العمل عليه. التكريم هو عبارة عن فيلم «دوكو دراما» سيعرض ليل 28 بحضور عدد من أفراد عائلتها وأولادها والمقربين منها، وهو من إعداد ربيع دمج، والإخراج التقني الفني حسن مهدي، وتنسيق عبد جمعة.
وتم اختيار عنوان «لحظات» للمهرجان السينمائي لأنّ كل عمل يتم اختياره ليعرض يترك في النفس إحساساً لحظوياً، سواء كانت «لحظة أمل»، أو «لحظة فرح»، أو «لحظة حزن» وكأنّ كل هذه الأفلام هي لحظات تترك في داخلنا إحساساً مختلفاً عن الأحاسيس الأخرى.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.