بنك إنجلترا يتيح تحصيناً للمصارف ضد مخاطر «بريكست»

وزارة التجارة تعلن استعدادات جمركية جديدة

بنك إنجلترا يتيح تحصيناً للمصارف ضد مخاطر «بريكست»
TT

بنك إنجلترا يتيح تحصيناً للمصارف ضد مخاطر «بريكست»

بنك إنجلترا يتيح تحصيناً للمصارف ضد مخاطر «بريكست»

أعلن بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) أنه سيتيح للمصارف العاملة في بريطانيا الحصول على أموال إضافية في حالة تأثر مواردها المالية، في ظل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، وقد اتخذ البنك المركزي إجراءات مماثلة خلال استفتاء الانفصال «بريكست» في يونيو (حزيران) 2016 كإجراء وقائي لدعم استقرار النظام المصرفي في المملكة المتحدة.
وقال البنك إنه سيقدم إقراضا أسبوعيا للبنوك في شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) المقبلين، بدلا من الإقراض الشهري المتبع، في مسعى لمنع أي احتمال بأن يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الدافع وراء أزمة مالية أو ضغط على الائتمان.
وقال محافظ بنك إنجلترا مارك كارني، أمام لجنة برلمانية الثلاثاء إن التغيير في المزادات المتكررة جزء من «التخطيط الطبيعي للطوارئ». وأضاف: «لا نرى أي ضغوط على السيولة في السوق»، مضيفاً أن ارتفاع العطاءات في أحدث مزاد كان مجرد نقطتين أساسيتين فوق سعر البنك.
ويعد هذا الإعلان جزءا من إجراءات طوارئ للتحصن ضد أي تقلبات قد يشهدها القطاع المصرفي في حالة الخروج دون اتفاق، فيما سيقدم بنك إنجلترا عمليات إعادة تمويل «ريبو» خلال الشهرين المحيطين بتاريخ الانسحاب، ما يضمن أن البنوك يمكن أن تحصل على السيولة للحفاظ على خدماتها حتى لو قام الكثير من عملائها بسحب الأموال، بحسب «أرقام».
ومن المفترض أن تغادر المملكة المتحدة عضوية الاتحاد الأوروبي في 29 مارس سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، لكن تقارير إعلامية أفادت بأن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي صرحت بأنها تفكر في تأجيل هذا الموعد.
ويوجد حالياً نحو 9.5 مليار جنيه إسترليني من التسهيلات المصدرة، مقارنة بذروة بلغت 22 مليار جنيه إسترليني بعد الاستفتاء، بحسب تقديرات لموقع «مباشر» الاقتصادي. ويسمح الريبو طويل الأجل للبنوك اقتراض أموال إلكترونية من البنك المركزي لمدة 6 أشهر، في مقابل أصول مثل القروض والرهون العقارية التي أصدرها البنك.
وأول من أمس، أكد بنك إنجلترا أن بريطانيا والولايات المتحدة ستواصلان التعاون في مجال المشتقات المالية، بغضّ النظر عن الطريقة التي ستخرج بها لندن من الاتحاد الأوروبي. بينما أكد كريستوفر جيانكارلو، رئيس لجنة تداول السلع في الولايات المتحدة، والذي أعلن الاتفاقية عن الجانب الأميركي في العاصمة البريطانية لندن، أن الاتفاقية تؤكد رسوخ مكانة لندن كمركز مالي عالمي «الآن... ولوقت طويل مقبل».
والهدف من هذا الاتفاق هو «طمأنة أسواق المشتقات المالية بأن الحركة ستستمرّ بشكل اعتيادي كما هي اليوم؛ مهما كان الاتجاه الذي سيتخذه بريكست»، وفق ما أكد حاكم مصرف إنجلترا مارك كارني في مؤتمر صحافي. ويجري التعامل في سوق المشتقات المالية بين الولايات المتحدة وبريطانيا بما يقدر بنحو 2.4 تريليون دولار يوميا، تتصل بأسواق العملات والأسهم والسلع.
ومن جانبه، قال وزير المالية البريطاني فيليب هاموند الاثنين إن «الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هما عنصران أساسيان في الأداء السلس لأسواق المشتقات العالمية التي تبلغ قيمتها عدة تريليونات من الجنيهات، مع وجود نحو 97 في المائة من سوق المشتقات التي يتم معالجتها مركزياً عبر لندن». مؤكدا أن الخطوة التي تم إبرامها أمس من شأنها أن تبث الطمأنينة في الأسواق إلى أن العمليات اليومية ستستمر بسلاسة، وتدل على مدى قوة العلاقة بين الدولتين.
ومن جهة أخرى، قالت الحكومة البريطانية مساء الاثنين إن المملكة المتحدة ستتخلى عن رسوم جمركية مرتفعة على عدد من السلع، من بينها الذرة الحلوة المستوردة من تايلاند، وفاكهة اليوسفي الصينية المعلبة، بعد أن تغادر الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير التجارة ليام فوكس إن بريطانيا ستنقل للقانون البريطاني 43 ‬‬إجراء من بين التدابير التجارية المطبقة حاليا على الواردات القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي، بينما ستلغي 66 إجراء آخر كان هدفها حماية منتجي الاتحاد الأوروبي من المنافسة غير العادلة.
وقال فوكس في بيان إن «القرار بشأن الإبقاء على الإجراءات من عدمه يعتمد على ما إذا كانت تلك الإجراءات تهم المملكة المتحدة. نعمل على إلغاء التدابير التي لا تأتي بفائدة كبيرة على الشركات البريطانية. وسيحقق هذا وفورات للناس في أنحاء البلاد».
وقالت الحكومة إن التعديلات ستُطبّق اعتبارا من 29 مارس إذا غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، أو من نهاية الفترة الانتقالية التالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا جرى التوصل إلى اتفاق.
وقالت وزارة التجارة: «ستحمي التدابير صناعات مهمة وتحافظ على وظائف من خطر الواردات المنخفضة التكلفة التي تقل عن الأسعار العادلة للسوق».



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.