47 متحدثاً من 13 دولة يفتتحون منتدى {مسك} للإعلام في الرياض اليوم

جلسات حوارية وورش عمل تحت شعار «التشجيع على الإبداع»

47 متحدثاً من 13 دولة يفتتحون منتدى {مسك} للإعلام في الرياض اليوم
TT

47 متحدثاً من 13 دولة يفتتحون منتدى {مسك} للإعلام في الرياض اليوم

47 متحدثاً من 13 دولة يفتتحون منتدى {مسك} للإعلام في الرياض اليوم

يناقش منتدى مسك للإعلام اليوم، ممارسات تزييف المحتوى الإعلامي، عبر نقاشات بعدد من الخبراء في القطاع الإعلامي والمهتمين بصناعة المحتوى، لإيجاد أفكار وخطط تكفل صد انتشار أشكال وصور التزييف الإعلامي، والحد من انتشاره.
وخلال المنتدى الذي ينظمه مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية»، يبحث مشاركون عوامل صناعة الرأي العام، وإبراز واقع انتقال حال الإعلام من الطريقة التقليدية إلى السريعة، المتمثلة في انتشار المعلومة بشكل أسرع مما هو عليه من ذي قبل.
وعبر منتدى مسك للإعلام الذي يشارك به 47 متحدث من 13 دولة، من بينهم الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، علي الرمحي وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية.
كما من المنتظر أن يشهد المنتدى مشاركات دولية، حيث سيقدم شيف فيكرام كامكا نائب رئيس مجلس الإدارة لمجموعة صن، والخبير الاستراتيجي في مجال الابتكار اندرسون سورمان نيلسون، والناشط الإعلامي عبر الإنترنت زاك كينج، إضافة إلى متحدثين آخرين.
وستتناول عدد من الجلسات نشر الوعي في المجتمعات العربية عبر فتح باب التواصل المباشر بين خبراء الإعلام والمتلقين من جمهور المنتدى المهتمين بصناعة الإعلام، في خطوة تعكس اهتمام مركز المبادرات في مؤسسة «مسك الخيرية» بتوعية الإنسان، ودفعه لأن يكون عنصراً منتجاً وإيجابياً في مجتمعه.
وخلال أكثر من 33 فقرة ما بين جلسات حوارية، وورش عمل، وجلسات خبراء، يضطلع منتدى مسك للإعلام عبر فتح الباب لصناعي الإعلام الرقمي والمحتوى في العالم العربي، البحث في كيفية تحول هذا المجال إلى صناعة فاعلة في صنع حياة الإنسان، والتأثير عليها على حد سواء.
ويسعى المنتدى إلى نقاش إحدى أنجح الحملات التسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2018، والبحث في أبرز خصائص تلك الحملة، وما هي التوجهات الجديدة التي ستحدد ملامح الانتشار السريع لحملات وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2019.
أما تطوير المحتوى في عصر الفيديو، وكيفية تطور المحتوى في عالم الإبهار البصري وتحول الفيديو بشكل متسارع إلى عنصر مفضل للمحتوى الترفيهي لدى الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي، سيبحث المجتمعون قلة من مطوري محتوى الفيديو الذين يتقنون توظيفه بالشكل الأمثل.
وفي ورشة عمل على هامش منتدى مسك للإعلام، يتعرف الحضور على أهمية قرارات التمويل بالنسبة إلى رواد الأعمال، وكذلك مصادر التمويل المختلفة التي يمكنهم اللجوء إليها لتمويل مشاريعهم المبدعة في مجال التواصل الاجتماعي، والسعي وراء اكتشاف أنواع التمويل المتاحة لرواد الأعمال لتحدث فرقاً حقيقياً في آلية سير عملياتهم، وتعزز فرصهم في الحصول على تمويل مستقبلي. كما أن ألعاب الفيديو وما لها من تأثير على حياة صغار السن، ستكون أحد محاور النقاش في جلسة متخصصة.
- 7 ورش عمل تفاعلية لتطوير مهارات الشباب السعودي
> يستضيف منتدى مسك للإعلام الذي تنطلق أعماله تحت شعار «التشجيع على الإبداع» في مدينة الرياض اليوم، مجموعة من أبرز رواد الأعمال والمؤثرين في مجال الإعلام لا سيما الإعلام الرقمي، بهدف إثراء مهارات الشباب السعودي من خلال تشجيع الأفكار الإبداعية واستكشاف الفرص التي يزخر بها مجال الإعلام الرقمي.
ويتحاور مشاركون وخبراء عبر جلسات حوارية في مجال الإعلام الرقمي، إضافة إلى 7 ورش عمل تتيح للشباب فرصة النقاش والتفاعل مع الخبراء لاستلهام التجربة وتخطي التحديات التي تكتنف دروب النجاح.
وفي ظل تنافسية الحملات الرقمية التي نشهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أثبتت فاعليتها في تحقيق الأهداف المرجوة للجهات سواء الحكومية أو الخاصة منها، سيفتتح عبد الرحمن الحسين المشرف العام على الإدارة العامة للتسويق والاتصال في وزارة التجارة والاستثمار، ورشة العمل الأولى حول آفاق الحملات الرقمية الأسرع انتشاراً في 2019.
ويناقش ستيف برازيل مؤسس شركة هيتمان، في الورشة الثانية الرواية المشوقة لقصة العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما ستستعرض تريسي هاملتون الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي في شركة جلوبال كيفية صنع المستقبل في القرن الرقمي.
وفي الورشة الثالثة يشارك مبارك القبيسي الفرص الجديدة التي يزخر بها مجال خدمات بث الفيديو على غرار «نتفليكس» و«برايم فيديو»، وسيطلع الحضور على العوائد المتوقعة من المحتوى الإبداعي المنسجم مع ثقافة الجمهور السعودي، لا سيما في ظل التوقعات التي تشير إلى تفوّق خدمات مشاهدة الفيديو المدفوعة على الخدمات المجانية خلال العقد المقبل.
وفي حين تكتسب الإعلانات الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي انتشاراً متزايداً، تواجه العلامات التجارية وشركات الإعلان تحدياً في بعض الأحيان لتطوير نهج خاص بها بحسب خلدون زغير الرئيس الإقليمي لوسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى ليونيفرسال ماكان، الذي يتحدث في الورشة الخامسة التي تتناول كيفية توظيف الإبداع والبيانات لتبرير ميزانيات الإعلان الاجتماعي.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)