النائب العام السعودي ووزير العدل المصري يبحثان تعزيز التعاون القضائي

المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل المصري والنائب العام السعودي، المستشار سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب  في اجتماع  القاهرة أمس
المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل المصري والنائب العام السعودي، المستشار سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب في اجتماع القاهرة أمس
TT

النائب العام السعودي ووزير العدل المصري يبحثان تعزيز التعاون القضائي

المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل المصري والنائب العام السعودي، المستشار سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب  في اجتماع  القاهرة أمس
المستشار حسام عبد الرحيم وزير العدل المصري والنائب العام السعودي، المستشار سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب في اجتماع القاهرة أمس

استقبل المستشار حسام عبد الرحيم، وزير العدل المصري، في القاهرة أمس، النائب العام السعودي، المستشار سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب، يرافقه وفد قضائي رفيع المستوى من النيابة العامة بالمملكة العربية السعودية، حيث بحث الجانبان «أوجه التعاون المشترك، وكذلك تفعيل الاتفاقيات القضائية الموقّعة بين البلدين في المجال الجنائي».
وقال بيان لوزارة العدل المصرية: إن «اللقاء يأتي تأكيداً على عمق العلاقات المصرية - السعودية، في إطار استراتيجية مشتركة بين البلدين، تستهدف دعم تبادل الخبرات القضائية بين جميع الدول العربية وتعزيز أواصر التعاون العربي مشترك».
ويزور النائب العام السعودي القاهرة، للمشاركة في أعمال المؤتمر الإقليمي الأول للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشأن تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التهديد المتصاعد لعمليات الإرهاب وغسل الأموال.
واختتم المؤتمر، أمس، بمشاركة 41 دولة ومنظمة دولية من دول الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، وآسيا. واستعرض المستشار نبيل صادق، النائب العام المصري، التوصيات في ختام المؤتمر، ومنها زيادة فعالية الصكوك الدولية وتشجيع الدول للتصديق عليها، وتعزيز التعاون الدولي ودعمه من خلال التعاون الجاد لإيجاد تقنيات ذات كفاءة عالية تكفل رصد وتتبع منابع تمويل الإرهاب وتجفيفها بغية منع وصول الأموال والدعم إلى يد الجماعات الإرهابية.
ودعا المستشار صادق إلى تعزيز سبل وآليات التعاون الإقليمي والثنائي لمنع الممارسات الإجرامية ومكافحتها، واتخاذ ما يلزم من تدابير أكثر قدرة على مكافحة الإرهاب ودحضه، مع التأكيد على احترام حقوق الإنسان، ودعم سبل التعاون المشترك وتذليل العقبات التي تعترض سبل هذا التعاون بين بلدان الشرق الأوسط.
وحثّ النائب العام المصري الدول على سرعة الاستجابة لطلبات المساعدة القانونية المتبادلة، وطلبات تسليم المحكوم عليهم في القضايا الإرهابية من خلال تطبيق الاتفاقيات الدولية أو مبدأ المعاملة بالمثل لقبول تلك الطلبات؛ حتى لا يترتب على ذلك إيجاد ملاذٍ آمن لمرتكبي تلك الجرائم. مع الاستفادة القصوى من وسائل تقنية المعلومات على النحو الذي يساهم في تقويض أنشطة الجماعات الإرهابية، وتعزيز مواجهة الجريمة المنظمة، والعمل على منع استخدام عائداتها في تمويل العمليات الإرهابية.
كما أشار النائب العام إلى أهمية تشجيع الدول على تجميد ومصادرة أموال الإرهابيين والكيانات الإرهابية، في إطار الاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة، وإجراء ما يلزم من تعديلات تشريعية وطنية بما يتوافق مع تلك الاستحقاقات الدولية.
وحث النائب العام، على دعم وحدات التحريات المالية في كل دولة؛ بهدف فرض ضوابط على منشأ التحويلات البرقية، واستخدام العملات المشفرة في نقل الأموال بالتجاوز للقيود المفروضة بين الدول، داعياً إلى تسهيل تبادل المعلومات بشأن قوائم الإرهابيين والكيانات الإرهابية بما لا يتعارض مع التشريعات الوطنية في كل دولة.
من جانبه، قال يانغ يون، المسؤول بوحدة مكافحة الإرهاب في منظمة «الإنتربول»: إن مسألة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تعد أحد أهم اهتمامات «الإنتربول»، التي تعمل على مكافحتها ومنعها من الانتشار في العالم.
وأضاف: إن «الإنتربول» تقدم مساعدات مباشرة وغير مباشرة لدول العالم، وأيضاً تتعاون مع الجهات المعنية الدولية والإقليمية من خلال تبادل المعلومات وتحليلها، وأيضاً التحقيق المباشر في الجرائم.
وأكد، أن تحديد الجهات الممولة للإرهاب أو التي تقوم بعمليات غسل الأموال لا تزال هي الإشكالية الكبرى التي تواجه العالم في ظل التطور التكنولوجي الكبير، ونسعى من خلال التعاون مع مختلف الجهات في العالم إلى محاصرة تلك العمليات.



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.