تونس تتوقع اجتثاث العناصر الإرهابية نهاية السنة

منع 17 ألف متطرف من الالتحاق ببؤر التوتر

TT

تونس تتوقع اجتثاث العناصر الإرهابية نهاية السنة

كشف مختار بن نصر، رئيس اللجنة التونسية لمكافحة الإرهاب (لجنة حكومية)، عن عجز المجموعات الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية للبلاد عن الحركة مثلما كانت عليه سنة 2013 حين نفذت مجموعة من الهجمات الإرهابية والاغتيالات السياسية. وقال أمام البرلمان التونسي إن «التنظيمات الإرهابية لن تُخيف التونسيين، رغم أنها ما زالت تشكل خطرا على أمن تونس واستقرارها».
وأشار إلى وجود عمل كبير من قبل الأجهزة الأمنية التونسية، وتوقع أن يتم اجتثاث العناصر الإرهابية نهاية السنة الحالية؛ على حد تعبيره. ولاحظ في هذا السياق أن تونس منعت نحو 17 ألف شخص من مغادرة البلاد كانوا يعتزمون الذهاب إلى مناطق التوتر خارج تونس والالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
ويقدر خبراء في الجماعات الإرهابية عدد «الخلايا الإرهابية النائمة» في تونس بما بين 300 و400 خلية إرهابية، وهي التي غالبا ما تغذي تلك التنظيمات من خلال عمليات الاستقطاب التي تنفذها شبكات مختصة في تسفير الشباب إلى مناطق المواجهات المسلحة. أما العناصر الإرهابية التي تتحصن في الجبال الغربية للبلاد، خصوصا في ولايات (محافظات) جندوبة والكاف والقصرين وسيدي بوزيد المحاذية للحدود التونسية - الجزائرية، فعددهم لا يزيد، وفق أحدث التصريحات الأمنية، على 185 عنصرا إرهابيا ينتمون «إلى كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية التابعة لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وما تسمى «خلية جند الخلافة» المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد بن نصر أن عدد الإرهابيين التونسيين العائدين من بؤر التوتر بلغ نحو ألف إرهابي أغلبهم رجع بطريقة غير شرعية، وذلك خلال الفترة من 2011 حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال إن تسلم 4 إرهابيين من سوريا بطلب من السلطات التونسية لن يكون الأخير؛ «إذ إن تونس ستتسلم في أطر رسمية عددا آخر من الإرهابيين من بعض الدول تطبيقا لاستراتيجية الأمم المتحدة في هذا المجال».
وقال المصدر ذاته، إن «الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر يقدمون أمام القضاء التونسي ويتم إيداعهم السجن إذا ثبت تورطهم في عمليات إرهابية، أو في حال وجود بطاقة جلب دولية أو أحكام قضائية تونسية غيابية، وفي حال لم تثبت مشاركتهم في أعمال إرهابية، فيتم إخضاعهم للرقابة الإدارية أو الإقامة الإجبارية». وبالنسبة لعودة الإرهابيين التونسيين من بؤر التوتر، أشار بن نصر إلى أن تقلص مساحات الأعمال الإرهابية في عدد من الدول التي تشهد نزاعات، سيلقي بظلاله على الدول التي خرج منها إرهابيون والتحقوا بعدد من التنظيمات الإرهابية.
على صعيد آخر، قال محمد العيادي، عضو الهيئة التونسية لمكافحة الفساد (هيئة دستورية)، إن الهيئة تلقت 142 ملف فساد وجهتها لها الهيئة الوطنية الليبية لمكافحة الفساد. وأكد على هامش ملتقى تونسي ليبي لمكافحة الفساد، أن هذه الملفات تخص تهريب وتبييض الأموال بين ليبيا وتونس، خصوصاً في المناطق الحدودية. كما يتعلق بعض الملفات بتبييض الأموال واستغلالها في دعم الإرهاب.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».