لقاح للإنفلونزا يواجه سلالتها المتحولة

اكتشف باحثون من جامعة ملبورن الأسترالية خلايا مناعية قادرة على محاربة جميع فيروسات الإنفلونزا المعروفة في ما وصف بأنه «انفراجة غير عادية» يمكن أن تؤدي إلى لقاح شامل ضد الفيروس القاتل.
وتصيب فيروسات الإنفلونزا السنوية نحو 3 إلى 5 ملايين شخص، فيما يتراوح عدد الوفيات بسببها ما بين 250 ألفاً و500 ألف وفاة، وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وبسبب سلالات الإنفلونزا المتحولة التي تختلف من دولة لأخرى، فإن تركيبة اللقاح الذي يستهدفها تختلف من دولة لأخرى، كما يجب أن يتم تحديثه بشكل منتظم، لأنه لا يوفر الحماية سوى لفترة محدودة، ولكن باحثي جامعة ملبورن وجدوا أنه يمكن توظيف «الخلايا التائية القاتلة» التي توجد في أكثر من نصف سكان العالم في تطوير طلقة شاملة تستهدف الإنفلونزا، ولا تحتاج إلى تغيير سنوي.
وكانت هناك محاولات سابقة لتوظيف تلك الخلايا (المعروفة باسم خلايا «CD8 + T»)، ولكن وجدوا أنها يمكن أن تشن هجوماً فقط ضد السلالة (A) من الإنفلونزا، وتقف عاجزه أمام السلالات (B) و(C). ولكن باستخدام تقنية جديدة، كشفت دراسة نُشرت أول من أمس في دورية «Nature Immunology» أنه يمكن توظيفها لمحاربة دائمة لجميع السلالات.
ووفق تقرير نشره موقع جامعة ملبورن، بالتزامن مع نشر الدراسة، فإن باحثي الجامعة تعاونوا مع جامعة فودان في الصين لدراسة الاستجابات المناعية لمرضى الفاشية الأولى بالصين لفيروس أنفلونزا الطيور (H7N9)، المستمد من فيروس الإنفلونزا من النوع (A)، حيث تسبب في وفاة أكثر من 35 في المائة من المصابين.
وعمل الباحثون على دراسة المتوفين، والمرضى الذين تعافوا في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع، فوجدوا أن لدى المتعافين استجابة قوية من الخلايا التائية القاتلة (CD8 + T)، في حين أن أولئك الذين ماتوا كان لديهم تضاؤل في وجود تلك الخلايا «القاتلة».
ويقول د. ماريوس كوتساكوس، الباحث الرئيسي بالدراسة، في التقرير الذي نشره موقع الجامعة: «أول من أمس، عثرنا على هذه الحواتم لفيروس الإنفلونزا في عينات الدم المأخوذة من المتعافين من المرض في الصين، وكذلك البشر الأصحاء، والبالغين والأطفال المصابين بإنفلونزا، بما يجعلنا نستخدمها كهدف للقاحات الإنفلونزا».