التحالف: جهودنا في اليمن لا تنحصر في العمل العسكري

المالكي تحدث عن 1400 خرق حوثي منذ «استوكهولم»

TT

التحالف: جهودنا في اليمن لا تنحصر في العمل العسكري

أكد المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن جهود التحالف في اليمن لا تنحصر في العمليات العسكرية، وإنما تشمل أيضاً جوانب سياسية وإغاثية واقتصادية.
وكشف المالكي، خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس، عن أن قوات التحالف نفذت الشهر الماضي عمليتين شاركت فيهما القوات الخاصة السعودية والوحدات الأمنية اليمنية، بناءً على معلومات استخباراتية ورقابة دائمة، حيث تم اقتحام منزل قائد ميداني بتنظيم القاعدة في حضرموت، وجرى اعتقال 6 أشخاص من جنسيتين مختلفتين، وعُثر على أسلحة ومتفجرات ومستندات إيرانية المصدر والصنع.
وأشار المالكي إلى الدعم السخي الذي قدمته السعودية والإمارات والكويت إلى اليمن، موضحاً أن آخر الأعمال الإغاثية شملت تقديم 500 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي في اليمن ورواتب العاملين بالمدارس اليمنية ممثلة في 70 مليون دولار. وأضاف أن السعودية قدمت أكثر من 13 مليار دولار منذ 2014، منها 3 مليارات وديعة في البنك المركزي، وإن دعم الاقتصاد اليمني متواصل من خلال اللجنة الرباعية للمحافظة على قيمة الريال اليمني ودعم المشروعات الإنمائية والتنموية والمستدامة عبر تنفيذ العمليات الإنسانية الشاملة لتشمل رفع الطاقة الاستيعابية، وإعادة الطرق وإيجاد الوظائف، وتقييم أهمية تطوير البنى التحتية عبر مراحل لتسهم بذلك في استقرار المواطن اليمني بالداخل. وبيّن المالكي، أن العمليات العسكرية جاءت لإنهاء الانقلاب بعد أن انقلبت الميليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وانتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية؛ مما شكل خطراً على أمن الشعب اليمني والأمن الإقليمي.
وفند المالكي ما تداولته وسائل إعلام بشأن تزويد قوات التحالف للميليشيات الحوثية والقاعدة بأسلحة أميركية، وقال: «هناك مزاعم من وكالة إعلام دولية بأن التحالف زود الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة ببعض الأسلحة الأميركية. هذا غير صحيح إطلاقاً».
وتطرق المالكي إلى الجهود الإنسانية للتحالف في اليمن، وبيّن أن الموانئ الـ22 اليمنية تعمل بطاقتها الاستيعابية، وأن التحالف مستمر في منح التصاريح منذ بدء العمليات العسكرية حتى الآن، وأن عدد تلك التصاريح بلغ 41 ألفاً. وأكد، أن التحالف مستمر في إعطاء أوامر تأمين تحركات المنظمات الأممية في اليمن التي وصلت إلى 20145 أمر تأمين لتحركات الأمم المتحدة والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود ومركز الملك سلمان.
وأضاف أن الجماعة الحوثية تستمر في انتهاك وقف إطلاق النار واتفاق استوكهولم، مضيفاً أن الخروقات بلغت خلال الشهرين الماضيين 1421، وإنها استهدفت الأعيان من المدنيين. وأضاف أن صعدة وعمران لا تزالان نقطة لتحريك وتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية، حيث بلغ عدد الصواريخ الباليستية على السعودية حتى تاريخه 218.
كان آخر هذه الصواريخ خلال الفترة صاروخين، سقط أحدهما داخل اليمن، والآخر تصدت له الدفاعات السعودية واعترضته بعدما أطلق باتجاه نجران.
وتحدث المالكي عن استمرارية الميليشيات في زراعة الألغام في البحر الأحمر وجنوبه إلى مضيق باب المندب عشوائياً، وتهديد طرق المواصلات البحرية والتجارة العالمية، مفيداً بأن جهود التحالف مستمرة في هذا الجانب، ولا سيما أن المجموع الكلي للألغام البحرية التي دُمرت حتى الآن خلال الفترة الماضية 118 لغماً. أما عن إجمالي خسائر الميليشيات الحوثية من الأسلحة والمعدات خلال الأسبوعين الماضيين فبلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية الحوثية 1113 قتيلاً.
وحث المالكي القبائل اليمنية وأبناء اليمن على التكاتف مع الشرعية في تنفيذ كل ما من شأنه حماية الشعب اليمني وبناء اليمن، مؤكداً أن التحالف سيقف إلى جانب أطياف الشعب اليمني كافة، بما في ذلك المناطق التي تتعرض لاعتداءات وحشية من قبل الميليشيات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.