تأكيد سعودي لتطبيق توصيات «فاتف» لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

المتحدث باسم البنوك: لا وجود لقائمة سوداء بمعايير توجيه المفوضية

TT

تأكيد سعودي لتطبيق توصيات «فاتف» لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

أكد الأمين العام للتوعية المصرفية في «البنوك السعودية» طلعت حافظ، أن المملكة تطبق توصيات «فاتف» لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعد من بين أفضل وأقوى الدول على مستوى العالم في التزامها بتطبيق الإجراءات والعقوبات الصارمة في حق المخالفين والمتورطين في هذا المجال، منوهاً بالتزامها بالإجراءات والتدابير ذات العلاقة الصادرة عن «فاتف».
ونفى حافظ، المتحدث باسم البنوك السعودية، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وجود قائمة سوداء معيار التوجيه (AMLD4)، أو منع من التعامل بالنسبة إلى الدول التي أعلنت عنها المفوضية ضمن القائمة المقترحة للدول عالية المخاطر في مجال غسل الأموال.
وقد خضعت المملكة للعديد من التقييمات من قبل مجموعة العمل المالي (فاتف)، والتي كان آخرها في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، وشهد لها التزامها بالإجراءات والتدابير ذات العلاقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وبالتوصيات الـ40 المعدلة الصادرة عن «فاتف».
وأوضح حافظ أن للسعودية لجنة دائمة لمكافحة غسل الأموال برئاسة مؤسسة النقد العربي السعودي، وكذلك لجنة أمنية أخرى «وحدة التحريات المالية»، تتبع لجهاز رئاسة أمن الدولة، تعنى بعمليات التحري والتقصي والتحقق من عمليات غسل الأموال، مؤكداً أن السعودية تبذل جهوداً لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث أقرت والتزمت بالقرارات العالمية والأممية.
ونوه حافظ بأنه لن يكون هناك اختلاف كبير على أرض الواقع في التطبيق باعتبار أن المؤسسات المالية في المملكة تقوم بتحديد وتقييم وفهم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تواجهها بما يتفق مع نتائج التقييمات الوطنية للمخاطر وتطبيق إجراءات معززة ومستمرة على العملاء وعلاقات العمل مرتفعة المخاطر.
ووفق حافظ، يتمتع النظام المالي والنظام والمصرفي في المملكة ببنى قوية ومتينة لمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مشيراً إلى أن جميع هذه الجهود للمملكة وغيرها صنّفتها من بين دول العالم الأقوى في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال: «من المعلوم أن دول الاتحاد الأوروبي تخضع حالياً لمعيار التوجيه الرابع لمكافحة غسل الأموال المطبق في دول الاتحاد الأوروبي (AMLD4) الذي يتطلب منها القيام بالعناية الواجبة الموحدة أو المعززة بناءً على مستوى المخاطر التي يمثلها العملاء والعمليات».
وبمقتضى هذا المعيار، وفق حافظ، تصنف دولة ما على أنها تشكل مخاطر عالية في مجال غسل الأموال أو تمويل الإرهاب، ما يتطلب من المؤسسات الخاضعة لمتطلبات المعيار القيام بالعناية الواجبة المعززة بدلاً من العناية الواجبة فقط.
وتابع: «لذلك فإن الأثر الرئيسي في حال أصبح التوجيه نافذاً والسعودية مضافة للقائمة، سيكون الأثر على تطبيق المعيار على الشركات والمؤسسات السعودية التي لها عمليات مع الاتحاد الأوروبي، علماً بأن معظم المؤسسات الأوروبية قامت سابقاً بتطبيق العناية الواجبة المعززة على تعاملاتها، وبالتالي سيكون الأثر محدوداً».
كانت السعودية قد أكدت في بيان صدر عن وزارة المالية، أنها تلتزم بمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، حيث أقرت العديد من التشريعات والإجراءات ذات العلاقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بهدف الحد من تلك الجرائم.


مقالات ذات صلة

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط (واس)

بـ2.4 مليار دولار... السعودية تعلن عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية بالشرق الأوسط

أعلنت السعودية، الأربعاء، عن أكبر مدينة للثروة الحيوانية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، لتعزيز أمنها الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)

الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بعائدات السندات

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار الأميركي يرتفع مدعوماً بعائدات السندات

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي، يوم الخميس، مدعوماً بزيادة عائدات سندات الخزانة، مما أدى إلى ضغط كبير على الين الياباني والجنيه الإسترليني واليورو، الذي بلغ أدنى مستوياته في أشهر عدة، وسط التهديد المتزايد للرسوم الجمركية.

وكان تركيز الأسواق في عام 2025 منصباً على سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)؛ حيث يتوقع المحللون أن تسهم سياساته في تعزيز النمو الاقتصادي مع زيادة ضغوط الأسعار، وفق «رويترز».

وأفادت شبكة «سي إن إن»، يوم الأربعاء، بأن ترمب يفكر في إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية لتوفير مبرر قانوني لفرض مجموعة من الرسوم الجمركية الشاملة على الحلفاء والخصوم على حد سواء. ويوم الاثنين، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن ترمب كان يدرس فرض تعريفات دقيقة على بعض المنتجات، لكنه نفى ذلك في وقت لاحق.

وقد أسهم التهديد المتزايد للرسوم الجمركية في ارتفاع عائدات السندات الأميركية؛ حيث بلغ العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4.73 في المائة يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى له منذ 25 أبريل (نيسان)، قبل أن ينخفض إلى 4.6628 في المائة يوم الخميس.

وفي هذا السياق، صرح كيران ويليامز، رئيس قسم آسيا في «إن تاتش كابيتال ماركتس»، قائلاً: «لا شك أن التغيير المتسارع في مواقف ترمب بشأن التعريفات الجمركية قد ترك أثراً واضحاً على الدولار الأميركي. يبدو أن هذه التقلبات ستظل سمة يجب أن تتكيّف معها الأسواق على مدار السنوات الأربع المقبلة».

وأضاف: «على الرغم من أن المناقشات المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تدعم الدولار الأميركي على المدى القصير، فإنها تحمل أيضاً تعقيدات وآثاراً غير واضحة».

وقد أدت عمليات بيع سوق السندات إلى تعزيز قيمة الدولار الأميركي، مما ترك تأثيرات سلبية على سوق العملات.

وتراجعت قيمة اليورو إلى 1.030475 دولار، ليقترب من أدنى مستوى له في عامين، الذي سجله الأسبوع الماضي، مع استمرار قلق المستثمرين بشأن احتمالية تراجع العملة الموحدة إلى مستويات قريبة من الدولار الرئيسي هذا العام، وسط التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية.

كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 1.2303 دولار يوم الخميس، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل، رغم ارتفاع عائدات السندات الحكومية البريطانية إلى أعلى مستوياتها في سنوات عدة.

ورغم أن انخفاض أسعار الجنيه الإسترليني والسندات كانت أكثر حدة في سبتمبر (أيلول) 2022 خلال الاضطرابات التي أعقبت «الموازنة المصغرة» لرئيسة الوزراء السابقة ليز تروس، فإن المشاعر العامة لا تزال متوترة.

وقال كايل تشابمان، محلل أسواق النقد الأجنبي في مجموعة «بالينغر»: «ترتبط التحركات الحالية بالقلق المستمر بشأن مستويات الاقتراض في المملكة المتحدة، لكنني لا أرى سبباً كافياً لهذه التحركات السريعة في السوق».

وتابع: «أعتقد أننا سنشهد بعض التعافي قريباً بمجرد أن تهدأ الأسواق».

واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، عند 109.11، وهو أقل قليلاً من أعلى مستوى في عامين الذي سجله الأسبوع الماضي. وارتفع المؤشر بنسبة 5 في المائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مع استعداد المتداولين لسياسات ترمب، فضلاً عن التوقعات المعدلة لخفض أسعار الفائدة الأميركية بشكل مدروس.

في الشهر الماضي، هز بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسواق بتوقعاته بخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2025، انخفاضاً من 4 تخفيضات، وسط مخاوف بشأن التضخم والسياسات الاقتصادية لترمب.

وأظهرت محاضر اجتماع ديسمبر (كانون الأول)، التي صدرت يوم الأربعاء، أن البنك المركزي أثار مخاوف جديدة بشأن التضخم، وأن المسؤولين لاحظوا خطراً متزايداً من أن السياسات المخطط لها قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وزيادة البطالة.

ومع إغلاق الأسواق الأميركية، يوم الخميس، يترقّب المستثمرون تقرير الرواتب يوم الجمعة؛ حيث سيُحلل هذا التقرير لمعرفة الموعد المحتمل لتخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وأظهر مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية زادت على الأرجح بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر.

من جهة أخرى، ارتفع الين الياباني قليلاً إلى 158.10 مقابل الدولار في اليوم نفسه، بعد أن لامس أدنى مستوى له في 6 أشهر عند 158.55 يوم الأربعاء، ليبقى قريباً من علامة 160 الرئيسية، التي دفعت طوكيو للتدخل في السوق في يوليو (تموز) الماضي.

وانخفض الين الياباني أكثر من 10 في المائة مقابل الدولار خلال العام الماضي، وبدأ عام 2025 بشكل متعثر؛ حيث تظل الأسواق حذرة من احتمال حدوث جولة جديدة من التدخل قبل اجتماع بنك اليابان في وقت لاحق من الشهر.