أظهرت التصريحات، التي صدرت من بروكسل وروما وميونيخ وواشنطن، خلال الساعات القليلة الماضية، أن هناك توافقاً أوروبياً - أميركياً، على أن مهمة القضاء على تهديد تنظيم داعش لم تنتهِ. ومن روما، رأت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا أن مهمة القضاء على تهديد تنظيم داعش الإرهابي لم تنتهِ بعد، حيث «لا تزال آيديولوجيته في توسع مستمر». وقالت المسؤولة الإيطالية، في مقال نشرته عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»: «في مؤتمر الأمن في ميونيخ، حيث نناقش أهم القضايا على المستوى العالمي، شاركت أيضاً في اجتماع مهم مع وزراء الدفاع في البلدان الرئيسية التي تشكل التحالف المناهض لـ(داعش)». وأردفت: «خلال الاجتماع، الذي دعينا إليه لتقييم الوضع وتحديد التغييرات المحتملة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من سوريا، تم تسليط الضوء على أهم النتائج التي حققها التحالف (القضاء عسكرياً على تهديد داعش) ولكن أيضاً المهمة لم تنتهِ بعد، لأن الآيديولوجية التي يستند عليها (داعش) في توسع مستمر. نحن سنواصل القيام بدورنا في دعم قوات الأمن العراقية في عملها اليومي لمكافحة الإرهاب».
ومن جانبه، أكد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) دعم «الناتو» للقوات العراقية لمحاربة الإرهاب ومن خلال مهمة تهدف إلى مساعدة العراق في عدم عودة «داعش»، مشيراً إلى أن المهمة الجديدة أطلقتها قمة الأطلسي في يوليو (تموز) الماضي لتدريب القوات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي بروكسل أيضاً كان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان قد صرح على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف «الناتو»، بأن تنظيم داعش قد هزم لكن التهديد ما زال موجوداً. وأوضح شاناهان أن «داعش لم تعد لديه جغرافيا ولم يعد يحكم المساحات التي كانت تحت سيطرته وجرى القضاء على تمويله وقيدت قدرته على التواصل عبر وسائط التواصل الاجتماعية، وبذلك فقد هزم». لكن شاناهان أكد أن المرحلة المقبلة «حاسمة» فيما يتعلق بحفظ الأمن. وأضاف: «المهمة العسكرية اكتملت والمرحلة المقبلة حاسمة».
وفي السياق نفسه، تحدث شاناهان في ميونيخ، وقال إن التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، تمكن من استرجاع أكثر من 99 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم. وأوضح في تصريح على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أن قوات التحالف دمرت قدرات التنظيم القتالية وقضت على معظم قادته، إضافة إلى قطعها كل موارده. وأكد شاناهان أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بدعم التحالف، رغم قرار سحب قواتها من سوريا.
ووصف المسؤول قرار الرئيس دونالد ترمب سحب قوات بلاده بأنه «تغيير تكتيكي»، ووعد بالإبقاء على «قدرات مكافحة الإرهابيين في المنطقة والبقاء إلى جانب الحلفاء والشركاء». وجاء ذلك بعد أن حذّر قائد القوات الخاصة الأميركية، الجنرال ريموند توماس، أواخر الأسبوع الماضي، من إعلان «النصر» على تنظيم داعش الذي ما زال يدافع عن آخر جيوبه في سوريا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد لدى إعلانه في ديسمبر (كانون الأول) 2018 عزمه على سحب القوات الأميركية من سوريا والبالغ عددهم 2000 جندي، معظمهم من أفراد القوات الخاصة، أنّ واشنطن «انتصرت» في هذه الحرب.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ، سأل سيناتور الجنرال توماس عن ماهية الانتصار في سوريا، فأجاب: «أنا لا أستسهل استخدام عبارة نصر محل عبارة هدف». وأضاف: «الهدف يتمثّل في تقليص التهديد في تلك المنطقة، ونحن على وشك تقليص هذا التهديد (...) وبصدد تحديد القدرات التي يجب أن تبقى في المكان داخل المنطقة حتى نضمن هذا الهدف».
مسؤولون غربيون: مهمة القضاء على تهديد «داعش» لم تنتهِ
مسؤولون غربيون: مهمة القضاء على تهديد «داعش» لم تنتهِ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة