الفنون والحرف اليدوية من جميع أنحاء العالم تجتمع في قرية هندية

من فعاليات معرض سوراج كوند السنوي
من فعاليات معرض سوراج كوند السنوي
TT

الفنون والحرف اليدوية من جميع أنحاء العالم تجتمع في قرية هندية

من فعاليات معرض سوراج كوند السنوي
من فعاليات معرض سوراج كوند السنوي

تتألق مجموعة مذهلة من الألوان، مع احتفالية رائعة من الفنون، والحرف، والموسيقى، والرقص، والمأكولات المحلية والدولية التي تنتظم على قدم وساق في الباحة الخلفية من بحيرة سوراج كوند في ضواحي العاصمة الهندية دلهي ضمن فعاليات معرض سوراج كوند السنوي الذي يجتذب العديد من السائحين والزائرين.
ويحتل ذلك المعرض مكانا متميزا من الفخر والاعتزاز على القائمة السياحية العالمية مع أكثر من 1.3 مليون زائر محلي ونحو 120 ألف زائر أجنبي خلال العام الماضي وحده، إذ يعد المعرض الذي يستمر لمدة أسبوعين في شهر فبراير (شباط) من كل عام، والمنتظم على مدار الـ33 عاما الماضية، واحدا من أكثر الاحتفاليات الثقافية بالتراث الهندي القديم والمعاصر الذي يشهده العالم على الإطلاق.
وتتميز التجربة السياحية الريفية هنا بالسقوف المصنوعة من القش، والديكورات الفخارية ذات الألوان المتعددة. ويجتمع الحرفيون من مختلف أرجاء البلاد في مخيمات مصغرة للتعامل مع مختلف العملاء. وتجد الحرف اليدوية، والأعمال الفنية المتنوعة، والأقمشة، والأعمال الفخارية، والرسومات موئلها الطبيعي هنا بين خبراء المناطق الحضرية.
واختصارا، يعد المعرض معركة مشتعلة من الألوان، مع لمسات الديكورات العرقية والإثنية من كافة أرجاء العالم المزينة بروائح أشهى المأكولات، والنغمات التقليدية من المناطق الهندية النائية.
تتزايد قوة النكهة الدولية في معرض سوراج كوند السنوي مع مرور كل عام والذي يليه. ومن بين الـ25 دولة المشاركة في المعرض، تم اختيار تايلاند لتكون الدولة الشريكة خلال دورة العام الحالي مع الجناح المخصص لعرض الحرف اليدوية، والفنون، والمهارات، والحرير، والمنتجات العشبية، والملابس التقليدية التايلاندية، بالإضافة إلى الهدايا التذكارية من تلك البلاد الجميلة.
ويتميز هذا الركن من أركان المعرض بأنه جنة من اللوحات، والأدوات الموسيقية، والحرير الجميل، والأدوات الفضية، والمنتجات الفخارية، والدمى، وأقنعة خون الشهيرة، ونماذج السفن الحربية، والأدوات البرونزية، والمنحوتات من الصابون، ومن الخشب، والأحجار، والسيراميك، فضلا عن التشكيلات الراقصة، والمأكولات الشهية. ولا تخلو تلك الزاوية من الزائرين أبدا، والمهتمون كثيرا بمنتجات الحقائب اليدوية الصغيرة التي تباع بأسعار تنافسية ممتازة.
تتألق المصابيح التركية الرائعة في جو السماء، المستوحاة من بالونات الهواء الساخن من إقليم كابادوكيا التركي. وهناك المصابيح الزجاجية الجميلة في الركن اللبناني من المعرض التي تجذب أنظار مختلف الزائرين. وركن بنغلاديش الموشى بالمنسوجات المطبوعة الذي برز بين مختلف الزوايا في مواجهة ركن تايلاند المكتظ بالزائرين.
ومن بين مواطن الجذب الرئيسية الأخرى في المعرض هناك الركن التونسي الذي يبيع الحقائب التقليدية بأسعار تتراوح من 400 إلى 800 روبية. ويقدم ركن تركمانستان، على الجانب الآخر، المزهريات الجميلة ذات الوجوه المرسومة عليها ببراعة، مع الأعمال الفنية من الحجر، والسيراميك، والمشغولات الفضية والذهبية التي تتراوح أسعارها من 60 روبية وحتى 160 ألف روبية.
كما جذب ركن الكونغو الكثير من الزائرين إلى المعروضات الواسعة من الأقنعة القبلية، والقبعات، التماثيل، والأزياء التقليدية التي تختلف أسعارها من 100 إلى 3000 روبية.
ويقول راجيش، المسؤول الحكومي الهندي بالمعرض: «في كل عام، نحاول دعوة المزيد من البلدان لحجز أماكنها في المعرض. ولا يمنحهم هذا الفرصة فقط للترويج لثقافتهم التقليدية المحلية، وإنما يعزز من الرواج السياحي الهندي كذلك».
أما بالنسبة إلى زيمبابوي، فهناك الفنان ستيورات ماوزينيو، البارع في فن الزخرفة بالأسلاك، مع الفرصة التي سنحت له للمجيء إلى المعرض الهندي السنوي والتي جلبت عليه ثروة كبيرة مما دفعه إلى إعادة مراجعة الأسعار بعد ما حققت قطعه الفنية شهرة واسعة بين رواد المعرض.
وقال ماوزينيو عن ذلك: «إنني أشعر بسعادة غامرة للمعدل الذي حققته مبيعات قطعي الفنية، وبالنسبة لشخص مثلي لم يسبق له السفر إلى الخارج لبيع المنتجات الفنية، فإن هذا يعتبر من أفضل الأسواق التي شهدتها، حتى أنه أفضل من بعض الأماكن الأخرى التي بيعت فيها أعمالي من قبل».
وتشارك عشرات البلدان الأفريقية في هذا المعرض السنوي، ومن بينها جنوب أفريقيا، وأوغندا، وبوروندي، وسيشل، ومصر، وغانا. فضلا عن دول آسيوية مثل الصين، واليابان، وقيرغيزستان، وسريلانكا، ونيبال، وأفغانستان، وبنغلاديش، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجزر المالديف، وروسيا، وفيتنام، ولبنان، وتونس، وتركمانستان، وماليزيا، من بين دول أخرى كثيرة.
رغم أن عددا كبيرا من الفنانين الشعبيين المحليين والدوليين يقدمون عروضهم الفنية بصفة يومية في المسارح المفتوحة الموجودة في المعرض، إلا أن عرض زيمبابوي كان من أبرزها وأكثرها إبهارا. ولقد جذبت رقصات «سيميوني» الحائزة على الجوائز، مثل رقصة «جيروساريما»، ورقصة «مبيندي»، ورقصة «موشونغويو»، ورقصة «دينهي»، ورقصة «تشوكوتو»، ورقصة «مباكومبا»، ورقصة «غولي»، ورقصة «امابهيزي»، من بين العديد من الرقصات التقليدية الأخرى من جميع أنحاء الجنوب الأفريقي التي جذبت الحشود الكبيرة من الزائرين والمشاهدين كلما شرعت الفرق الاستعراضية في تقديم عروضها الفنية على المسرح الرئيسي وفي جناح زيمبابوي بالمعرض.
يقول ميشيك مؤسس ومخرج المجموعة: «كان من دواعي سرورنا إتاحة هذه الفرصة للقدوم مرة أخرى إلى آسيا، ولقد سبق لنا القيام بجولة في الصين حيث قدمنا عروضا جيدة هناك. ونحن مصممون على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة في الهند. وأغلب رقصاتنا بالأساس ترجع إلى الثقافة التقليدية في زيمبابوي».
إن أبرز ما يميز معرض سوراج كوند السنوي هو أن إحدى الولايات الهندية ينسب إليها الشرف في أنها الولاية الضيف لدورة المعرض من هذا العام. والولاية التي حظيت بهذه المكانة هذا العام هي ولاية ماهاراشترا، والتي حازت على فرصة نادرة لعرض منتجاتها من الحرف اليدوية، والمنسوجات اليدوية، وفنون العمارة المختلفة، والفنون الأدائية، والمأكولات والمشروبات المحلية، وإمكاناتها السياحية، وذلك للعرض على قطاع عريض وهائل من السكان والزوار وبطريقة فاخرة ورائعة.
وفي المعرض، يجري الترحيب بالزائرين عبر فكرة مبتكرة أطلق عليها مسمى «أبنا غار أو بيتنا الخاص»، والتي تعكس الشخصية الريفية الأصيلة لقرية هاريانا بالولاية الضيف على المعرض في دورته الحالية.
وتعكس الديكورات الداخلية في ذلك المنزل الريفي البسيط الأدوات الزراعية، والملابس المحلية التقليدية، وخلاف ذلك من المعروضات. ويتجول الزائرون بين أرجاء المكان في حالة من الذهول، والإعجاب. وتساور البعض أحاسيس الحنين إلى الماضي وجذوره، بينما يشكل المكان للكثيرين الآخرين تجربة ثقافية جديدة ورائعة. ويتلقط الزائرون الصور رفقة العديد من الأعمال والحرف اليدوية المتنوعة، كما يتفاعلون بغير طريقة مع الحرفيين التقليديين في «أبنا غار».
ويقدم موهوخان، من قرية هاريانان، عرضا حيا لطيفا لأدوات النسيج التقليدية خاصته، وهو يقول أنه يملك خبرات واسعة في مجتمعه في الأعمال والحرف اليدوية، وهم جميعا متخصصون في صناعة شراشف الأسرة والأغطية الخفيفة.
وعلى نحو مماثل، فإن الولاية الضيف على المعرض قد أنشأت منزل «ماراثي» تقليديا تُقدم الولاية من خلاله النمط التقليدي للعمارة والبناء في الولاية، مع الشرفة الخارجية الواسعة التي تعبر عن التصميم المركزي ومناطق المعيشة ثم الغرف المحيطة بها.
والاصطدام بأكتاف الآخرين والدوس على الأقدام هي من الأمور الشائعة أثناء التجوال بين ممرات المعرض المختلفة. إلى جانب ضجيج الباعة أثناء إبرام المقايضات والصفقات. والمشي خطوة إلى الأمام تجد ركنا جميلا يبيع الأقمشة والمنسوجات حيث تذوب في الداخل ذوبانا بين خزانات كاملة من مختلف الملابس بمختلف الأشكال والألوان الزاهية الرائعة. وتعد كل خطوة هي تجربة جديدة في عالم رائع من المنتجات.
وتقدم قاعة الطعام مختلف المأكولات والأطباق الشهية من مناطق الهند المختلفة. ويحتوي الجناح الدولي على مأكولات المطبخ اللبناني، من بين مختلف الأطباق الأخرى المتوفرة هناك.
وتبيع أكشاك الطعام المأكولات الهندية اللذيذة القادمة من مختلف الولايات الهندية. على سبيل المثال، يمكنك تناول (ليتي تشوكا: عبارة عن كرات العجين المحشوة بالحمص مع الباذنجان أو البطاطا المهروسة) من ولاية بيهار، وهناك (ماكي كي روتي) مع (كا ساغ) وهو عبارة عن خبز الذرة مع الخضراوات والخردل من إقليم البنجاب، وكذلك (راوا دوسا: وهو الكريب مع سميد الخبز) من جنوب الهند، وغير ذلك الكثير.
ومن أهم الأشياء، في مثل تلك الأجواء الاحتفالية الرائعة ذات السمعة الدولية الراقية، هو عرض اللوحات، والملصقات، والأفلام الوثائقية بشأن التنمية، والرعاية الاجتماعية، والقضايا الهندية ذات الأهمية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.