ازدهار سياحة عمليات التجميل في دمشق

إقبال اللبنانيين والعراقيين عليها سجّل ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الأخير

ازدهار سياحة عمليات التجميل في دمشق
TT

ازدهار سياحة عمليات التجميل في دمشق

ازدهار سياحة عمليات التجميل في دمشق

في مركز تجميلي وسط العاصمة دمشق، كانت سيدة لبنانية متوسطة العمر تشرح لسيدة أخرى أسباب مجيئها من جنوب لبنان لإجراء عملية تجميل الثدي بدمشق، بأن الكلفة أقل مما لو قررت إجراءها في بيروت، التي قد تتجاوز الثلاثة آلاف دولار، بينما يصل ثمنها في دمشق نحو 1200 دولار، ولولا ذلك ما اقتنع زوجها وأرسلها بتاكسي ذهاب وإياب من الجنوب إلى دمشق لزيارة المركز. وتقول إنها منذ 3 سنوات تفكر في إجراء العملية، ولولا تحسن الوضع الأمني بدمشق لم تأت.
وحسب مصادر طبية في دمشق، كان لاستقرار الأوضاع الأمنية بعد استعادة النظام سيطرته على دمشق وريفها انعكاساً إيجابياً على عيادات ومراكز التجميل، إذ سجل إقبال اللبنانيين والعراقيين عليها ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الأخير، وازدهرت «السياحة العلاجية»، رغم عدم انقطاعها خلال سنوات الحرب، حيث تقدم الكثير من مكاتب السفريات بين العراق وسوريا، عروضاً مغرية لرحلات مدتها أسبوع في دمشق بتكاليف لا تتجاوز 400 دولار مع الإقامة. في حين لا يحتاج اللبناني إلى تلك العروض، إذ بإمكانه الذهاب والإياب خلال يوم واحد بـ50 دولاراً.
شاب لبناني من الهرمل قصد عيادة طبيب سوري لإجراء ترميم لأثر جرح عميق بالوجه، قال إنه تفاجأ بأسعار العلاج في سوريا؛ في لبنان معاينة الطبيب وحدها بمائة دولار، وكل زيارة متابعة بمائة دولار، لافتاً إلى أن العملية التي ينوي إجراءها عموماً ستكلفه نحو 200 دولار.
رانيا موظفة استقبال في مركز تجميلي بحي المزرعة كشفت عن تزايد إقبال اللبنانيين على مركزهم، وقالت إن نحو 60 في المائة من مراجعي المركز لبنانيون، أغلبهم يأتون بناءً على نصيحة من شخص سبق وزار المركز أو تعالج بدمشق، لافتةً إلى أن هناك نسبة من العراقيين يطلب غالبيتهم عمليات تجميل وتبييض وزرع الأسنان، أما اللبنانيون، وأغلبهم نساء من عمر 25 ـ 50، فتتنوع طلباتهم ما بين تصغير الأنف وتجميل الثدي وشد البطن، لانخفاض تكاليفها في سوريا قياساً إلى دول الجوار، مؤكدة على أن الغالبية العظمى من زوار مركزهم من متوسطي الحال، أو ربما فقراء في بلدهم.
في عيادة سنية ضمن مركز لطب الأسنان بحي العدوي بدمشق، علقت على الجدار لوحة خط تتضمن شكراً وتقديراً لأحد الأطباء قدمها مواطن عراقي تعالج في المركز، يقول الطبيب: «نتائج المعالجة كانت مفاجأة لي قبل أن تفاجئ المريض، فقد كانت أسنانه مخربة بالكامل لكن جذورها جيدة، فأعدت ترميمها، خلال فترة زمنية قياسية، وبكلفة كانت بالنسبة للمريض أقل بكثير مما توقع، كونه كان يفكر بخلعها، وزرع بديل لها، الأمر الذي سيكلفه مبلغاً باهظاً». وتلاحق وزارة الصحة في سوريا عيادات ومراكز التجميل، وتمنعها من القيام بعمليات جراحية تتطلب تخديراً عاماً، أو تقديم خدمات غير مرخصة، وشهد العام الماضي إغلاق 6 مراكز تجميل، عادت إلى العمل لاحقاً بعد تقديم تعهد خطي بعدم تقديم أي خدمات تجميلية دون ترخيص. ويبلغ عدد مراكز التجميل المرخصة من قبل الحكومة في سوريا، ثمانية، منها أربعة في دمشق، وثلاثة في حمص، ومركز واحد في طرطوس، وتحوي بعض المراكز عيادات تجميلية.
وحسب القانون، يتضمن ترخيص مركز التجميل 3 تراخيص تخص مواصفات المكان والمدير الذي يشترط أن يكون طبيباً ممارساً ومسجلاً في وزارة الصحة، والعاملون يشترط أن يكون الأخصائيون منهم أطباء. كما تخضع غالبية الخدمات التجميلية لتسعيرة محددة من قبل وزارة الصحة منذ عام 2004.


مقالات ذات صلة

صحتك تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

خلص خبراء إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».