«العين القديمة»... رواية جيل أصيب بالعطب

محمد الأشعري (يمين) وتشن تشنغ وعبد الكريم جويطي خلال تقديم «العين القديمة» بمعرض الدار البيضاء
محمد الأشعري (يمين) وتشن تشنغ وعبد الكريم جويطي خلال تقديم «العين القديمة» بمعرض الدار البيضاء
TT

«العين القديمة»... رواية جيل أصيب بالعطب

محمد الأشعري (يمين) وتشن تشنغ وعبد الكريم جويطي خلال تقديم «العين القديمة» بمعرض الدار البيضاء
محمد الأشعري (يمين) وتشن تشنغ وعبد الكريم جويطي خلال تقديم «العين القديمة» بمعرض الدار البيضاء

ضمن فقرة «في حضرة كتاب»، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، كان الموعد مع رواية «العين البعيدة»، جديد الروائي المغربي والأديب محمد الأشعري.
صدرت الرواية، التي شارك في تقديمها، في حضور كاتبها، الباحثة الصينية تشن تشنغ والروائي المغربي عبد الكريم جويطي، حديثاً عن «منشورات المتوسط» بإيطاليا. وتدور أحداثها، كما جاء في تقديم ناشرها، «بين حياة واقعية وأخرى متخيَّلة، من القهر في قرية صغيرة، إلى حياة جديدة في الدَّار البيضاء، ثُمَّ الهجرة والتصالح مع العالم، فالعودة إلى كَازَا التي لا يُشفى منها أحد. فيما بطل الرواية مسعود، رجل ستِّيني، تنتابه رغبة مفاجئة في القتل، تدفعه إلى ذلك رغباتٌ أخرى متناقضة، وخساراتٌ مجيدة عبر عقودٍ من الزَّمن. وهو في جلساته إلى طبيبه النَّفسي، أو في حديثهِ إلى صديقه (الآخر)، أو ابنته منى، وقبلها شريكته هيلين؛ يكشفُ أسرارَ حياة بأكملها، لها أن تكونَ مجرَّد سلسلة من الأوهام، والذِّكريات المُتلاحقة، التي تغدو جزءاً من المستقبل، تُطاردهُ كلعناتٍ لا تنتهي. خوفٌ وندمٌ وسوءُ ظنٍّ وفسادٌ ورغبة في القتلِ وانتقامٌ من ماضٍ قاتم، هكذا يسرد الكاتبُ حياة مسعود التي تتشابك ومدينته، اليساري غير الفاعل، القادم من ثورة 68 بباريس، وبدايات السبعينيات، الأب الهادئ، البطيء، الذي يقدِّس السهولة، لكنَّه لا يتردَّد في إطلاق صرخته كعصفورٍ كُسرت جناحه منذ أمد بعيد». وختم الناشر تقديم الرواية، بالقول إن «العين القديمة» هي «رواية جيل كامل أصيبَ بالعطب، ولم يستطع ملامسة أحلامٍ كانت أكبر منه».
ونقرأ، ضمن أحداث الرواية: «في تلك الزيارة التي انتزعتْها منه هيلين انتزاعاً، لم يكن مسعود قادراً على تذكُّر الأمكنة ولا الأشخاص... كان فقط يعرف أن الطريق المعبَّدة تصل إلى السوق، ومن السوق يبدأ الممشى الجبلي، تحفّ به أشجار غامقة... ثمّ يصل الممشى إلى الوادي، هناك دورٌ على الضفة الأولى، وفي الضّفّة الثانية يوجد الجامع، أو العكس، لم يعد يعرف، في مكان ما كانت شجرة وارفة تُظلّل صخرة ضخمة، وخلف الصخرة أحراش، وعينٌ لها صوت. والمفروض ألا يكون لها صوت. ولكن الماء ينزل من جنباتها إلى ساقية مرصّعة بأحجار الوادي، فينشأ من ذلك تغريد رتيب. هذا كله كان موجوداً في عين المكان، ولكنه لم يكن مطابقاً تماماً لما يتذكّره، أو لما طواه النسيان... إلا الصوت، فقد كان نصلاً بارداً يخترق جسده، منذ سمعه لأول مرة طفلاً في السادسة، حتّى اليوم، وهو يجلس فوق الصخرة التي تُظلِّلها الشجرة، وينظر بعينَيْن زائِغَتَيْن إلى الطفلين يدخلان إلى أحراش العين».
محمد الأشعري شاعر وروائي مغربي، ولد في زرهون، الواقعة بوسط المغرب، سنة 1951، بدأ نشر قصائده في مطلع سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يصدر ديوانه الأول «صهيل الخيل الجريحة» سنة 1978. ومنذ ذلك الحين، صدرت له الكثير من المؤلفات، بينها ما ترجم إلى لغات كثيرة.
كان الأشعري قد فاز بجائزة «البوكر العربية للرواية» لعام 2011 عن روايته «القوس والفراشة»، مناصفة مع الروائية السعودية رجاء عالم عن روايتها «طوق الحمام».


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يوميات الشرق المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

يسعى «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير 2025 إلى إبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة.

«الشرق الأوسط» (جيزان)
يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
TT

ديمي مور «في حالة صدمة» بعد فوزها بأول جائزة تمثيل خلال مسيرتها

مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)
مور مع جائزة «غولدن غلوب» (أ.ف.ب)

حصلت الممثلة ديمي مور على جائزة «غولدن غلوب» أفضل ممثلة في فئة الأفلام الغنائية والكوميدية عن دورها في فيلم «ذا سابستانس» الذي يدور حول ممثلة يخفت نجمها تسعى إلى تجديد شبابها.

وقالت مور وهي تحمل الجائزة على المسرح: «أنا في حالة صدمة الآن. لقد كنت أفعل هذا (ممارسة التمثيل) لفترة طويلة، أكثر من 45 عاماً. هذه هي المرة الأولى التي أفوز فيها بأي شيء بصفتي ممثلة»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

الممثلة ديمي مور في مشهد من فيلم «ذا سابستانس» (أ.ب)

تغلبت الممثلة البالغة من العمر 62 عاماً على إيمي آدمز، وسينثيا إيريفو، ومايكي ماديسون، وكارلا صوفيا جاسكون وزندايا لتفوز بجائزة أفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي، وهي الفئة التي كانت تعدّ تنافسية للغاية.

وقالت مور في خطاب قبولها للجائزة: «أنا في حالة صدمة الآن. لقد كنت أفعل هذا لفترة طويلة، أكثر من 45 عاماً. هذه هي المرة الأولى التي أفوز فيها بأي شيء بصفتي ممثلة وأنا متواضعة للغاية وممتنة للغاية».

اشتهرت مور، التي بدأت مسيرتها المهنية في التمثيل في أوائل الثمانينات، بأفلام مثل «نار القديس إلمو»، و«الشبح»، و«عرض غير لائق» و«التعري».

وبدت مور مندهشة بشكل واضح من فوزها، وقالت إن أحد المنتجين أخبرها ذات مرة قبل 30 عاماً أنها «ممثلة فشار» أي «تسلية».

ديمي مور تحضر حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» الـ82 في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا (رويترز)

وأضافت مور: «في ذلك الوقت، كنت أقصد بذلك أن هذا ليس شيئاً مسموحاً لي به، وأنني أستطيع تقديم أفلام ناجحة، وتحقق الكثير من المال، لكن لا يمكن الاعتراف بي».

«لقد صدقت ذلك؛ وقد أدى ذلك إلى تآكلي بمرور الوقت إلى الحد الذي جعلني أعتقد قبل بضع سنوات أن هذا ربما كان هو الحال، أو ربما كنت مكتملة، أو ربما فعلت ما كان من المفترض أن أفعله».

وقالت مور، التي رُشّحت مرتين لجائزة «غولدن غلوب» في التسعينات، إنها تلقت سيناريو فيلم «المادة» عندما كانت في «نقطة منخفضة».

وأضافت: «لقد أخبرني الكون أنك لم تنته بعد»، موجهة شكرها إلى الكاتبة والمخرجة كورالي فارغيت والممثلة المشاركة مارغريت كوالي. وفي الفيلم، تلعب مور دور مدربة لياقة بدنية متقدمة في السن على شاشة التلفزيون تلتحق بنظام طبي غامض يعدها بخلق نسخة مثالية من نفسها.