جولة على أهم زيوت الطبخ

من جوز الهند إلى الخردل والأفوكادو

جولة على أهم زيوت الطبخ
TT

جولة على أهم زيوت الطبخ

جولة على أهم زيوت الطبخ

كثرت أنواع الزيوت التي نستخدمها للطبخ والأكل هذه الأيام مع انفتاح الدول بعضها على بعض وتحرير التجارة في الكثير من مناطق العالم، ولم تعد الأنواع التي نستخدمها حكراً على الزيت النباتي وزيت الزيتون وبعض الأنواع المعروفة.
وصار من السهل العثور على زيت الخردل إلى جانب الأنواع الكثيرة من زيت الزيتون والزيت النباتي، بالإضافة إلى زيت جوز الهند وزيت البلح وزيت الأفوكادو وزيت السمسم وزيت الفول وزيت اللوز وزيت الجوز وزيت الفستق وغيرها من الزيوت التي تستخدم للغايات الطبية.
بالطبع يُكثر الناس من استخدام زيت الزيتون –ولأسباب جغرافية وبيئية– في العالم العربي ودول البحر الأبيض المتوسط أكانت أفريقية أم أوروبية جنوبية. كما يُكثر أهل آسيا وفي الهند خصيصاً من استخدام زيت الخردل والسمسم والسمن.
وتعرِّف الموسوعة الحرة زيت الطهي على الشكل التالي: «لزيت الطهي عدة مصادر: مصدر نباتي أو حيواني أو صناعي، واستخدامات مختلفة، فهو يستخدم في القلي أو الخبز وغيرها الكثير. ومن الأصح أن يسمى بزيت الأكل لاستخدامه في تحضير الطعام وتنكيهه دون الحاجة إلى تسخينه مثل إضافته إلى السلاطة أو لتغميس الخبز».
ومن الأنواع تذكر الموسوعة: زيت الزيتون وزيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت الكانولا (زيت بذور اللفت) وزيت بذور اليقطين وزيت الذرة وزيت زهرة الشمس وزيت القرطم وزيت الفول السوداني وزيت بذور العنب وزيت السمسم وزيت الأركان وزيت نخالة الرز...
- زيت الخردل
من الزيوت المهمة التي تدخل في عالم الطبخ في آسيا وأطباق الكاري في شمال الهند بشكل خاص. وقد استُخدم الخردل وزيته منذ قديم الزمان، وعرفه الفراعنة وجاء ذكره في الكتابات القديمة والقرآن والإنجيل وذكره المؤرخ الروماني الشهير بليني في كتاباته. ولا يستخدم هذا الزيت لطعمه الطيب فحسب بل لفوائده الطبية الجمة ومنها فتح الشهية وتنبيه القلب وعلاج الروماتيزم وعمليات التطهير والتعقيم وفي علاج الجلد والتهابات الرئة والفم وتصلب الشرايين وغيره.
- زيت الأفوكادو
يستخدم هذا الزيت في الطبخ والسلطات والتزييت ومواد التجميل لاحتوائه على كمية كبيرة من الماء. يقارنه البعض بزيت الزيتون، ويعصره الناس في أستراليا في معاصر زيت الزيتون أيضاً.
يعد هذا الزيت من زيوت الطهي الصحية للغاية، إذ يحتوي على مستويات جيدة من مضادات الأكسدة وغيرها من المركبات الصحية. كما يتمتع بنقطة تسخين مرتفعة للغاية مما يجعله مثالياً في عمليات القلي.
- زيت جوز الهند
من الزيوت الطيبة والمهمة والمستخدمة كثيراً في عمليات الطبخ خصوصاً أطباق الكاري والأطباق الآسيوية المعروف أيضاً. يستخدم هذا الزيت كوقود وكمادة للإنارة كما هو الحال في الهند والفلبين، وإنتاج الصابون ومواد التجميل والعناية بالشعر. ورغم أنه يحتوي كمية كبيرة من الدهون المشبعة، مما يجعله بطيء التأكسد، فإن الخبراء يعتبرونه واحداً من أكثر الزيوت صحية وأقلها ضرراً للجسم، ويدخل في عمليات الطبخ والخبز والحلويات وإنتاج البوشار.
- زيت السمسم
واحد من أقدم الزيوت في العالم وأطيبها وأفخرها. وتقول الموسوعة الحرة بشأنه، إنه من زيوت الطهي المعروفة في القارة الآسيوية وجنوب السعودية وبالأخص في منطقة بارق، و«غالباً ما يستخدم على أنه محسن للنكهة في الصين واليابان وكوريا... ولزيت السمسم شعبية في الطب البديل -من التدليك والعلاجات التقليدية إلى البدع في العصر الحديث. يستخدم زيت السمسم في الممارسة الطبية التقليدية للأيورفيدا الهندي لتهدئة أعراض الإجهاد... وتؤكد البحوث الحديثة أن المواد المضادة للأكسدة والدهون غير المشبعة التي يحتوي عليها زيت السمسم قد تساعد في السيطرة على ضغط الدم.
- زيت النخيل
وهذا زيت أيضاً من الزيوت الغنية بالدهون المشبعة، وهو نوعان يستخدم الأول في الطهي والطعام والآخر في عمليات التجميل والعلاج. ولأنه غنيّ بمادة البيتا كاروتين فإن لونه يميل إلى الحمرة. وتعد إندونيسيا أهم الدول المنتجة لهذا الزيت الذي يعتبره البعض بديلاً عن النفط. لكنّ محاولات تحصيله كوقود أدت إلى إزالة مساحات هائلة من الغابات وخسارة الكثير من الثروات الطبيعية والحيوانية في البلاد. وبشكل عام يدخل زيت النخيل في مطابخ الدول الاستوائية أكانت في أفريقيا أم في جنوب شرقي آسيا والبرازيل. كما يعد من المواد المهمة في إنتاج المواد الغذائية على نطاق استهلاكي واسع.
- زيت السلجم
يطلق عليه بالإنجليزية اسم «ريبسيد» وقد أصبح من الزيوت المشهورة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الكميات الكبيرة التي تصدرها الصين. ويعد زيت السلجم من أهم الزيوت النباتية التجارية حالياً إلى جانب زيت فول الصويا وزيت النخيل. وترتفع شعبيته هذه الأيام في الكثير من الدول لأنه يرتبط بالمواد الصحية والطهي الصحي لأنه يحتوي على أقل كمية من الدهون المشبعة بين كل أنواع الزيوت النباتية. أضف إلى ذلك أنه رخيص السعر ومتوفر في كل مكان.
- زيت فول الصويا
يستخدم زيت فول الصويا كثيراً في البلدان التي تزرع فول الصويا كدول جنوب شرقي آسيا والصين منذ قديم الزمان. وينتشر حالياً بكثرة في منشوريا وإندونيسيا واليابان وكوريا. وقد دخل عالم أوروبا في نهاية القرن الثامن عشر خصوصاً في فرنسا التي تزرع فوله على نطاق واسع. يستخدم زيت الصويا كثيراً في الطبخ وأكثر في عمليات تخفيض مستوى الدهون الثلاثية في الدم مما يقي من أمراض القلب والشرايين. على أي حال يُعرف الزيت بأنه سهل الهضم وكامل الغذاء.
- زيت الجوز
زيت الجوز الذي ينتشر في دول المتوسط، من الزيوت الخاصة واللذيذة عندما تُستخدم في صلصات السلاطة. ويُنصح الناس عادةً بعدم استخدامه في الطبخ لأنه يخسر الكثير من طعمه الطيب. وقد استخدم الفنانون في أوروبا في عصر النهضة هذا الزيت بكثرة في عمليات الرسم لأنه سريع الجفاف، كما يستخدم كثيراً لتحسين الخشب وتغذيته والعناية به. ولهذا الزيت أيضاً فوائد صحية جمة على رأسها تحسين الذاكرة وتنظيم سكر الدم.
- زيت الزيتون
من أشهر وأهم وأطيب الزيوت وأكثرها فائدة للصحة في العالم. وقد بدأ استخدامه منذ 7 آلاف سنة في دول المتوسط، ويدخل في الكثير من عمليات الطبخ والأطباق الشهيرة والمعروفة في الكثير من البلدان، وأحياناً يؤكل نيئاً بالخبز مع الفلفل الحار، كما يصعب تقديم الكثير من الأطباق الشهيرة كالحمص والفول والبابا غنوج من دونه، وهو عنصر رئيسي من عناصر السلاطة. وللحديث عن فوائده الصحية نحتاج إلى مقالة خاصة لأنها لا تحصى ولا تعدّ.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
TT

المطاعم و«إنستغرام»... قصة حب غير مكتملة

ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)
ديكورات جميلة ولكن مذاق الطعام عادي (إنستغرام)

في الماضي، كان الناس يخرجون لتناول الطعام في مطعمهم المفضل وتذوق طبقهم الألذ فيه، أما اليوم، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر كاميرا الهواتف الذكية في كل مكان وزمان، ونشر صور الطعام على منصات رقمية على رأسها «إنستغرام» أصبحت زيارة المطعم لالتقاط الصور ومشاركتها مع العالم، دون أكلها أحياناً. ولكن هل كل ما تأكله الكاميرا قبل المعدة لذيذ كما تراه في الصورة؟

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)

هناك فئة من المطاعم التي تحمل مصطلح «إنستغرامابل» Instagrammable وتعني أنها تبدو جميلة على صفحات «إنستغرام» نظراً للتركيز على شكل الأطباق وطريقة تقديمها واستخدام الألوان فيها، بعيداً عن التركيز عن النكهة والمنتج المستخدم فيها.

وفي دراسة نشرت أخيراً على موقع رقمي متخصص بأخبار المطاعم والطعام، تبين أن تصوير مأكولات (تبدو شهية مثل الكيك وأنواع الحلوى المنمقة) قد تزيد من نكهتها قبل أكلها، والسبب قد يعود إلى أن مقولة «العين تعشق قبل القلب أحياناً» صحيحة، وذلك لأن العين هنا تقع في حب الطبق قبل تذوقه، فقط بسبب الصور التي نلتقطها.

طبق شهير نشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

في الآونة الأخيرة، وفي تغير واضح في طريقة تصرف الذواقة في المطاعم أصبح التقاط صور الطعام أمراً مبالغاً به، لدرجة أنه أصبح من الضروري الاستئذان من الجالسين على طاولتك قبل مد يدك لتناول الأكل بسبب اهتمام بعضهم بالتقاط الصور ونشرها على الإنترنت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ما تلتقطه الكاميرا وينشر على الشبكة العنكبوتية يتمتع بنكهة لذيذة توازي الشكل الجميل؟

ديكورات تلفت الانظار والمهتمين بنشر صور المطاعم (إنستغرام)

هذا السؤال يذكرني بحادثة وقعت معي، بعدما تحمست لزيارة أحد المطاعم الإيطالية في لندن، بعد رؤية العديد من المؤثرين ينشرون صوراً لثمار البحر يسيل لها اللعاب، فقررت الذهاب وتذوق تلك التحف الصالحة للأكل، وللأسف انتهى الحماس بمجرد تذوق أول لقمة من طبق الأسماك المشكلة الذي جئت حالمة بصورته وتذوقه، فالمذاق لم يكن على المستوى الذي توقعته، خاصة أن لائحة الانتظار للحصول على حجز في ذلك المطعم طويلة مما اضطرني للتكلم مع المدير المسؤول في هذا الخصوص، والاعتراض على نوعية المنتج.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)

الأكل في أيامنا هذه بالنسبة للأجيال الصاعدة مثل «جين زي» وجيل الألفية يعدّ نوعاً من التعبير عن المكانة الاجتماعية والمادية، فنشر صور الأكل بالنسبة لهم يتعدى مفهوم التهام الطعام والتمتع بمذاقه، وإنما يكون نوعاً من المفاخرة والتباهي في أوساط مجتمعاتهم ومعارفهم.

فالطعام نوعان؛ الأول يركز على المذاق والنكهة، أما الثاني فيعتمد على التصميم الخارجي، تماماً مثل ما حصل مع دوناتس قوز القزح، أقراص الحلوى التي غزت الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي، وسميت بـRainbow Food Craze فكل من تذوق هذه الحلوى بوصفة الدونات المعدلة والمبتكرة قال إن النوع التقليدي يتمتع بمذاق ألذ بكثير.

تاباس أسماك (إنستغرام)

هناك عدد من المطاعم حول العالم التي تشتهر بتقديم أطباق جميلة وجذابة بصرياً على «إنستغرام»، لكنها ليست بالضرورة لذيذة. غالباً ما يكون الهدف من هذه المطاعم هو جذب الانتباه من خلال الإبداع في العرض وتنسيق الألوان والتفاصيل الجمالية، ولكن عند تذوق الطعام قد يكون الطعم عادياً أو غير مميز.

فيما يلي بعض الأمثلة التي تُذكر عادة في هذا السياق، مثل مطعم «ذا أفو شو» في أمستردام المعروف بتقديم يعتمد بشكل كامل على الأفوكادو بطريقة مبهرة وجميلة، إنما هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن الطعم لا يرقى إلى مستوى العرض البصري.

صور الطعام قد تكون خادعة في بعض الاحيان (انستغرام)cut out

أما مطعم «سكيتش» في لندن ويعدّ من المطاعم ذائعة الصيت والمميز بديكوراته الجميلة وألوانه الزاهية، فهناك آراء كثيرة حول مذاق أطباقه الذي لا يكون على قدر التوقعات العالية التي يولدها المظهر الفاخر.

ومطعم «شوغر فاكتوري» في الولايات المتحدة الذي يملك فروعاً كثيرة، وشهير بحلوياته ومشروباته المزينة بألوان مشرقة على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يصفونه بأنه مجرد «سكر على شكل جميل»، ولا يقدم شيئاً مميزاً من حيث المذاق.

«إيل أند أن كافيه» في لندن، وهو غني عن التعريف، خاصة أنه من أكثر المطاعم التي تنشر صورها على «إنستغرام»، ومن بين أول المطاعم التي استخدمت أسلوب الديكور الذي يعتمد على الورود، فهناك من يعتقد أن أكله ليس جيداً على عكس الصور التي تنشر هنا وهناك.

برغر سمك في "فيش إند بابلز " (إنستغرام)cut out

«فيش أند بابلز» Fish & Bubbles الواقع في نوتينغ هيل بلندن، من المطاعم الإيطالية التي انتشرت بسرعة البرق على وسائل التواصل الاجتماعي، والصور والفيديوهات التي نشرها المؤثرون جرّت الكثير للذهاب إلى المطعم وتذوق ثمار البحر كما رأوها في الصور، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك؛ لأن المذاق أقل من عادي والأسماك ليست طازجة، ومن زار هذا المكان فلن يزوره مرة ثانية.

ولمحبي البرغر فقد أغرتهم الصور في مطعم «بلاك تاب كرافت برغرز» في نيويورك بعد الشهرة التي حصل عليها على «إنستغرام»، إلا أن الكثير من الزبائن يجدون أن النكهات عادية، ولا تتناسب مع الشهرة التي حصل عليها على الإنترنت. ولا يتفق الكثير من الذين زاروا «سيريال كيلار كافيه» Celear Killer Café في كامدن تاون بلندن، الذي يقدم حبوب الإفطار بألوان زاهية وتنسيقات مبتكرة تجعلها مثالية للصور، أن الطعم يوازي روعة الصور، مما عرّض المقهى للكثير من الانتقادات، خاصة أنه ليس رخيصاً.

لائحة أسماء المطاعم التي تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق أطباقها التي لا ترتقي للجودة المطلوبة لا تنتهي، والسبب وفي عصرنا هذا هو التسويق البصري والجذب السريع للزبائن، حيث يعتمد هذا النوع من التسويق بشكل كبير على الصور والفيديوهات القصيرة، خاصة على منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك». الأشخاص يتأثرون بالصور الجميلة والجذابة أكثر من أي شيء آخر. لذلك، عندما تكون الأطباق مصممة بشكل جميل ومبهج، يسارع الناس إلى تصويرها ونشرها، مما يوفVر للمطعم تسويقاً مجانياً وانتشاراً واسعاً.V

الكثير من الزبائن في يومنا هذا يسعون إلى أماكن مثالية لتصوير أطباقهم ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض المطاعم تلبي هذا الاحتياج عبر تقديم أطباق مبهجة بصرياً، مما يجعل المطعم وجهة مفضلة رغم أن الطعم قد يكون عادياً.

في السنوات الأخيرة، بدأ الطعام يُعامل بوصفه نوعاً من الفنون البصرية. فهناك اتجاه كبير نحو تقديم الطعام بطريقة إبداعية وفنية، مما يجعل من الصعب أحياناً التوفيق بين الطعم والتصميم. فالبعض يرى أن تصميم الطبق الجميل يستهلك جهداً كبيراً قد يطغى على الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالطعم.

ولكن، وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح، ويبقى هذا النوع من المطاعم التي تهتم بالشكل والديكور وطريقة تقديم الأطباق لتشد الكاميرا وتتحول إلى صور يتهافت عليها الزبائن حالة خاصة؛ لأنها ستكون مؤقتة وستجذب الزبون مرة واحدة على عكس المطاعم التي تعتمد على جودة المنتج ونوعية الطعام وطعمه. كما أنه لا يجوز وضع المسؤولية كاملة على كاهل المطاعم إنما يتحمل أيضاً الزبون وبعض المؤثرين المسؤولية في تضليل الرأي العام، والتسويق لمطعم لا يستحق الشهرة والانتشار.