السيسي: مصر دمرت البنية الأساسية والتحتية لـ«الإرهابيين»

يلقي كلمة رئيسية بمؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية اليوم

غداء العمل الذي نظمته إدارة مؤتمر ميونيخ من «صفحة المتحدث الرئاسي المصري»
غداء العمل الذي نظمته إدارة مؤتمر ميونيخ من «صفحة المتحدث الرئاسي المصري»
TT

السيسي: مصر دمرت البنية الأساسية والتحتية لـ«الإرهابيين»

غداء العمل الذي نظمته إدارة مؤتمر ميونيخ من «صفحة المتحدث الرئاسي المصري»
غداء العمل الذي نظمته إدارة مؤتمر ميونيخ من «صفحة المتحدث الرئاسي المصري»

دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة التوصل لحلول سياسية للأزمات القائمة في المنطقة، بما يحفظ مؤسساتها الوطنية ويحول دون انهيارها ويصون مقدرات شعوبها. وأكد السيسي، خلال لقائه عدداً من رؤساء كبرى الشركات الدولية، على مائدة مستديرة نظمتها مجموعة «أجورا» الاستراتيجية على هامش فعاليات «منتدى ميونيخ للسياسات الأمنية»، ضرورة تعزيز الجهود الدولية لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، كوسيلة رئيسية لسد الفجوة ما بين إرساء السلام والبدء في استفادة الشعوب من ثماره التنموية.
في حين قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن «الرئيس أكد خلال لقائه مجموعة (أجورا) أن العملية الشاملة التي بدأت في فبراير (شباط) الماضي بمصر نجحت لحد كبير جداً في النيل من الإرهاب، وتدمير البنية الأساسية والتحتية، لما كان موجوداً قبل ذلك للعناصر الإرهابية».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير عام 2018، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة موالية لتنظيم داعش الإرهابي، وتعرف العملية باسم «سيناء 2018».
ويتحدث السيسي في الجلسة الرئيسية لـ«مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية»، اليوم (السبت)، بمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتعد هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس «مؤتمر ميونيخ» عام 1963، التي يتحدث فيها رئيس دولة غير أوروبية في الجلسة الرئيسية.
وسيطرح السيسي خلال المؤتمر «رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وكذا جهود مصر في إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف».
وشارك السيسي، أمس، في غداء عمل نظمته إدارة المؤتمر، على شرف الرئيس المصري، بحضور بيتر التماير وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، وفولفجانج إيشنجر رئيس «مؤتمر ميونيخ للأمن»، وعدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية والعالمية. وقال السفير راضي إن «الرئيس السيسي أعرب عن تطلع مصر لتوسيع آفاق التعاون خلال المرحلة المقبلة، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدشين مشروعات مشتركة في مختلف المجالات، أخذاً في الاعتبار أن تلك المشروعات لن تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصرية، بل والنفاذ لأسواق ضخمة في أفريقيا والمنطقة العربية وأوروبا، ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة».
ونوه الرئيس للمزايا التي يتمتع بها الاقتصاد المصري حالياً من حيث توفر البنية التحتية اللازمة والأيدي العاملة الماهرة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الحوافز المالية والضريبية غير المسبوقة التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد وحجم السوق الكبير، والبنية التشريعية المناسبة، فضلاً عن قيام الدولة المصرية بتنفيذ سلسلة من المشروعات القومية الكبرى لتحفيز عجلة الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وكذلك تطوير قدرات مصر على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بما يمكنها من زيادة قدراتها الإنتاجية، ويؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة ومصدراً مستقراً وشريكاً يمكن الاعتماد عليه.
وأكد راضي أن الرئيس التقى عدداً من رؤساء كبرى الشركات الدولية، وذلك خلال المائدة المستديرة التي نظمتها مجموعة «أجورا» الليلة قبل الماضية، وأوضح الرئيس خلال اللقاء أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، خصوصاً في قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن الأفريقي، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري، مؤكداً حرص مصر على التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق تلك الأولويات. كما أشار الرئيس إلى أن مصر تعمل على تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بالقاهرة، ليكون بمثابة أداة فعالة في مساعدة الدول التي خرجت من النزاعات المسلحة على تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لإعادة الإعمار، معرباً عن ترحيب مصر بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون والاستفادة من الخبرات الأفريقية والدولية.
في غضون ذلك، قال السفير راضي، أمس، إن الرئيس تحدث خلال لقائه مجموعة «أجورا» عن موضوع الهجرة غير الشرعية التي تؤرق الدول الأوروبية، مؤكداً قيام مصر بمجهود كبير جداً في ضبط سواحلها وحدودها، بشكل منفرد، من دون أي طلب مساعدات من أوروبا، ولم تسجل مصر أي حالة من التسلل أو هجرة غير شرعية منذ سبتمبر (أيلول) 2016 حتى اليوم، بدافع ضبط الحدود وبدافع إنساني أيضاً، لأن الشاب الذي يتسلل يجد صعوبة ومخاطرة في عرض البحر، وقد تودي بحياته، مؤكداً أن مصر لديها خبرة كبيرة جداً في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف على عدة محاور، بجانب الفكر العسكري والاستخباراتي، كتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي السمح.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.