جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، موقفه السابق بخصوص الأزمة في فنزويلا، قائلا إنه يدرس «كل الخيارات» بشأن فنزويلا، مشيرا إلى أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ارتكب «خطأ فظيعا» بمنعه وصول المساعدة الإنسانية الدولية من دخول بلاده.
والجدير بالذكر أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إليوت إنجيل ناقض ما قاله الرئيس، قائلا إن الكونغرس لن يدعم تدخلا عسكريا أميركيا في فنزويلا رغم تلميحات الرئيس إلى أنه سيقدم على مثل هذا التدخل. وقال إنجيل، وهو ديمقراطي، في مستهل جلسة بشأن الوضع السياسي المضطرب في البلد العضو في منظمة أوبك «أشعر بالقلق إزاء تهديد الرئيس باستخدام القوة العسكرية وتلميحاته إلى أن التدخل العسكري الأميركي ما زال خيارا. أريد أن أوضح للحاضرين وأي شخص آخر يشاهدنا: التدخل العسكري الأميركي ليس خيارا».
كما استبعدت الحكومة الألمانية مشاركتها في تدخل عسكري محتمل. وقال ميشائيل روت، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمام البرلمان اليوم: «نحن نعمل من أجل حل سلمي، وهو الحل الذي يتخلى عن الوسائل العسكرية». وأضاف روت: «ندعو كل الأطراف بقوة إلى نبذ العنف»، بهدف التوصل إلى حل سياسي مقرون بانتخابات جديدة حرة وديمقراطية في فنزويلا. ومنع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وصول مساعدات إنسانية من الخارج إلى بلاده بدعوى أن هذه المساعدات تمهد لتدخل عسكري في بلاده.
كما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو من أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا. ووفقا لبيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، فقد «حذر لافروف من أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، بما في ذلك استخدام القوة». وأكد لافروف استعداد روسيا لإجراء مشاورات حول فنزويلا في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وذكر موقع «روسيا اليوم» أن الوزيرين تبادلا الآراء كذلك بشأن اتصالات ممثلي الخارجيتين الروسية والأميركية حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية وبشأن التسوية في أفغانستان. وفيما يخص نيات واشنطن فرض عقوبات إضافية ضد روسيا بسبب قضية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، أكد لافروف أن «هذه الخطوة غير المبررة من قبل واشنطن ستعقد الأمور في العلاقات الثنائية والأجواء على الساحة الدولية». وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الأميركي.
انتقدت الصين تقريرا لصحيفة «وول ستريت جورنال» يشير لوجود علاقة بينها وبين زعيم المعارضة في فنزويلا، وذلك من أجل حماية استثماراتها في الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية التي تواجه أزمة حاليا. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، قد أفادت الثلاثاء، بأن مسؤولين صينيين التقوا ممثلين لزعيم المعارضة خوان غوايدو في واشنطن لمناقشة حجم الديون الفنزويلية للصين، الذي يقدر بـ20 مليار دولار ووضع المشروعات المشتركة. ويشار إلى أن أميركا تدعم جهود غوايدو ليحل محل الرئيس نيكولاس مادورو، حليف الصين وروسيا.
مع ذلك، نفت وزارة الخارجية الصينية أنباء عقد لقاء في واشنطن، وانتقدت قرار الصحيفة الأميركية لنشر هذه القصة الخبرية قبل تلقي رد رسمي من جانبها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية هوا تشون يينغ، أمس الأربعاء: «أعتقد أن توجه الصحيفة ليس بناء ولا مهنيا... في حقيقة الأمر، التقرير خاطئ ويعد من الأخبار الكاذبة». وأضاف أن الصين مستمرة في السعي» للتوصل لحل سياسي عبر الحوار والتشاور للأزمة المستمرة في فنزويلا.
ومن جانبه، وجه البابا فرنسيس ردا يتسم بالحذر الشديد إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي كتب له مطلع فبراير (شباط) طالبا مساعدته ووساطته، كما ذكرت الأربعاء صحيفة «كورييرا ديلا سييرا» اليومية الإيطالية. وتذكّر الرسالة المؤرخة في 7 فبراير والموجهة إلى «السيد» مادورو (من دون لقب الرئيس) بمحاولات الوساطة السابقة، بما فيها تلك التي قامت بها الكنيسة. وأعرب البابا عن أسفه بالقول: «فشلت جميعها ويا للأسف لأن ما تقرر في الاجتماعات لم يترجم أفعالا ملموسة لإنجاز الاتفاقات». وردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية عن رسالة البابا، رفض الفاتيكان الإدلاء بأي تعليق.
وتراجعت صادرات النفط الفنزويلية وتحولت تجاه الهند بعد دخول العقوبات الأميركية الجديدة حيز التطبيق في 28 يناير (كانون الثاني)، فيما تسعى شركة النفط التي تديرها الدولة بي.دي.في.إس.إيه لإيجاد بديل للشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا التي تعطلت بسبب القيود على السداد.
وتحول فنزويلا تركيزها إلى مشترين يدفعون نقدا، لا سيما الهند، ثاني أكبر مشتر لنفطها بعد الولايات المتحدة. وتهدف العقوبات للحيلولة دون حصول مادورو على إيرادات النفط التي ساعدت حكومته على البقاء في السلطة.
وعلى مدى أسبوعين منذ إعلان العقوبات، تمكنت بي.دي.في.إس.إيه من تحميل وتصدير 1.15 مليون برميل يوميا من النفط والمنتجات المكررة بحسب بيانات رفينيتيف أيكون. وكانت فنزويلا تصدر نحو 1.4 مليون برميل يوميا في الأشهر الثلاثة السابقة للعقوبات وفقا لبيانات أيكون. وانطلقت ناقلتان عملاقتان من مرفأ خوسيه في فنزويلا مساء الاثنين تحملان شحنات لموانئ هندية. وتفيد بيانات تتبع السفن على رفينيتيف بأن ناقلات أخرى تحمل خاما ووقودا من فنزويلا في طريقها لآسيا، وإن كانت الوجهات النهائية لهذه السفن غير واضحة بعد. وقال محللون إن إيجاد عملاء في آسيا قد يكون صعبا مع استغلال واشنطن نفوذها السياسي والمالي للضغط على الدول لوقف التعامل مع شركة النفط الفنزويلية.
ترمب يدرس «كل الخيارات» في فنزويلا والكونغرس يقول: «العسكري ليس أحدها»
لافروف يحذر بومبيو من أي تدخل... ومادورو يتجه للهند وأسواق آسيا لتصدير نفطه
ترمب يدرس «كل الخيارات» في فنزويلا والكونغرس يقول: «العسكري ليس أحدها»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة