فوز سان جيرمان يعيد يونايتد وسولسكاير إلى أرض الواقع

الفريق الفرنسي وضع قدماً في ربع نهائي دوري الأبطال... ومدرب مانشستر يعترف بالفوارق والخبرات

مبابي (في الوسط) يسجل في مرمى دي خيا حارس يونايتد ليعزز انتصار باريس سان جيرمان (رويترز)
مبابي (في الوسط) يسجل في مرمى دي خيا حارس يونايتد ليعزز انتصار باريس سان جيرمان (رويترز)
TT

فوز سان جيرمان يعيد يونايتد وسولسكاير إلى أرض الواقع

مبابي (في الوسط) يسجل في مرمى دي خيا حارس يونايتد ليعزز انتصار باريس سان جيرمان (رويترز)
مبابي (في الوسط) يسجل في مرمى دي خيا حارس يونايتد ليعزز انتصار باريس سان جيرمان (رويترز)

أسفرت الجولة الأولى من مباريات الذهاب لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا عن تعزيز باريس سان جيرمان الفرنسي فرصه في العبور لدور الثمانية إثر فوزه الثمين بثنائية على مضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي، مكبداً المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير خسارته الأولى، بينما تفوق روما الإيطالي على ضيفه بورتو البرتغالي 2 - 1.
على ملعب «أولد ترافورد»، خالف سان جيرمان التوقعات ضد فريق حقق 10 انتصارات وتعادل في 11 مباراة بإشراف سولسكاير الذي عين بدلا من البرتغالي جوزيه مورينهو المقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبرز الألماني توماس توخيل مدرب سان جيرمان بوصفه الرابح الأكبر في المباراة، بابتكار مزيج ناجح عوّض غياب البرازيلي نيمار والأوروغوياني إدينسون كافاني.
وفي حين ساد اعتقاد بأن سان جيرمان قد يكون الطرف الأضعف في المواجهة بغياب مفتاحي الهجوم نيمار وكافاني، عوض المدافع بريسنل كيمبيمبي والمهاجم الواعد كيليان مبابي الثغرة، وسجلا هدفين في الشوط الثاني، ليمنحا الفريق أفضلية كبيرة للعبور إلى ربع النهائي عندما يستضيف مباراة الإياب على ملعبه «بارك دي برانس» في 6 مارس (آذار) المقبل.
وعلى مدار 20 دقيقة كان الشعور السائد في «أولد ترافورد» يتعلق باستعادة أمجاد الماضي بالنسبة للبطل السابق مانشستر يونايتد؛ ففي ظل حضور 74 ألف متفرج متحمس كان يونايتد يشن هجمات من الجانبين على باريس سان جيرمان بفضل السرعة والجدية، بينما بدا بطل فرنسا متراجعا. لكن مع مرور الوقت بدأ سان جيرمان يفرض سيطرته على المباراة، وفي نهاية الليلة وضحت الفجوة الموجودة بين الفريق الإنجليزي وفرق الصفوة في أوروبا.
واعترف سولسكاير بعد المباراة قائلا: «هذا هو المستوى الذي نريد الوصول إليه... كان حديثنا في الفترة الأخيرة عن الوجود بالمربع الذهبي (في الدوري الإنجليزي الممتاز) وهذا واقع، لكننا نريد الوجود على القمة، ومانشستر يونايتد يجب أن يكون على القمة».
وأضاف المدرب النرويجي بعدما تعرض لأول هزيمة في 12 مباراة منذ توليه المسؤولية: «كنا نواجه فريقا من المستوى الرفيع. شعر لاعبونا بالإحباط بكل تأكيد، لكني أعتقد أيضا أنهم يعرفون أننا في حاجة إلى رفع مستوانا للوصول إلى المستوى الذي نريده».
وفقد يونايتد الجناحين أنطوني مارسيال وجيسي لينغارد بسبب إصابتين عضليتين خلال المباراة، ولم يتمكن البديلان أليكسيس سانشيز وخوان ماتا من تعويضهما بشكل مناسب. في المقابل، نجح سان جيرمان في التعامل بكفاءة مع غياب نيمار والهداف كافاني بالاعتماد على يوليان دراكسلر وآنخيل دي ماريا.
وأظهر هذا مدى أهمية وجود البدلاء المميزين، وهو ما يحتاجه يونايتد إذا كان يرغب في أن يعود ليصبح من فرق الصفوة في أوروبا كما كانت الحال تحت قيادة السير أليكس فيرغسون. وقال سولسكاير: «إنه اختبار للواقع، ويمكن ملاحظة قوة المنافس عند إشراك هؤلاء اللاعبين... نحن نتطلع إلى تعزيز قوة التشكيلة، وسأكرر مجددا أننا نملك كثيرا من اللاعبين الشبان، ونقطع خطوة نحو الموسم المقبل».
وأصر المدرب النرويجي على أن الخسارة الأولى له بعد سلسلة انتصارات لن تؤثر على معنويات يونايتد التي زادت كثيرا بفضل النتائج الرائعة في الدوري الممتاز، وقال: «لا أتوقع أي انهيار على الإطلاق، لأننا في هذا النادي اعتدنا التعافي سريعا، دوري الأبطال تتسم دائما بالصعوبة... سنحاول أن نقوم برد فعل قوي عندما نذهب إلى باريس. إنها مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة».
ولم يفز يونايتد سوى بمباراة واحدة في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال منذ موسم 2010 – 2011. وفي ظل غياب أهم لاعبي الوسط بول بوغبا بسبب طرده أمام سان جيرمان، فإن كل التوقعات ستكون ضد حدوث مفاجأة في باريس في 6 مارس.
في المقابل، وصل سان جيرمان إلى مانشستر على خلفية فشل في تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات في المسابقات القارية على أرض الفرق الإنجليزية، إلا إنه تفوق بشكل لا لبس فيه على مضيفه الذي اكتفى بمحاولة واحدة خطيرة على مرمى الحارس الإيطالي جانلويغي بوفون. وقال توخيل بعد الفوز: «لعبنا بمزيج جيد. الجميع عمل من أجل إغلاق المساحات. بقينا هادئين مع الكرة، لقد أظهرنا قوتنا في هذه المباراة، وهذا إنجاز جميل من جانبنا».
وعلق الألماني يوليان دراكسلر على أداء فريقه بالقول: «نحن فريق قوي بوجود نيمار وكافاني؛ النجمين من الطراز العالمي، لكننا فريق قوي أيضا في غيابهما».
وارتكز سان جيرمان في المباراة على أداء مهاجمه مبابي الذي لعب على غير العادة في مركز رأس حربة، وعوّل على دعم من الأطراف من دراكسلر والأرجنتيني آنخيل دي ماريا صاحب تمريرة الهدف الثاني.
وأكد مبابي (20 عاما)، الذي يعد من أبرز المهاجمين الواعدين في كرة القدم في الوقت الراهن، أن تعليمات توخيل شكلت عاملا حاسما في الفوز، وقال: «طلب مني اللعب بشكل مختلف، وألا أتقدم كثيرا لأنني اللاعب الوحيد القادر على التسلل بسرعة من خلف المدافعين».
وأضاف: «أنصت إليه حتى وإن كان الأمر صعبا، لأن ذلك كان جديدا بالنسبة لي، وما زلت أحاول أن أعتاد هذا المركز». وأوضح: «نحن سعداء بالنتيجة، لكننا لا نزال في منتصف الطريق، وسنواصل التحضير بشكل جيد. علينا أن نتوقف عن الخوف. كرة القدم تلعب على أرض الملعب. بالطبع نيمار مهم جدا... كافاني محوري، لكن كرة القدم تلعب على أرض الملعب، وهذا ما أظهرناه».
ومنح توخيل دورا أساسيا لدي ماريا الذي أمضى موسما للنسيان مع يونايتد في 2014 - 2015، ونوّع في تشكيلته، لا سيما من خلال الدفع بالظهير البرازيلي المخضرم داني ألفيس (35 عاما) نحو مركز الجناح الأيمن، مبقيا على مواطنه ماركينيوس في مركز ارتكاز الوسط إلى جانب الإيطالي ماركو فيراتي، في غياب الفرنسي أدريان رابيو «المعاقب» من النادي على خلفية رغبته بالرحيل ورفض تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم.
وقال توخيل إن ماركينيوس وفيراتي «كانا مذهلين معا، وقدما أداء لا يصدق، لكن لا يمكننا أن نخوض الموسم بأكمله معهما فقط في الوسط». ويأمل سان جيرمان في تفادي التجربة القارية المُرة التي اختبرها في الموسم ما قبل الماضي، عندما تفوق على أرضه برباعية نظيفة 4 - صفر على برشلونة الإسباني في ذهاب ثمن النهائي، قبل أن يخسر 1 - 6 في الإياب على ملعب «كامب نو»، في «ريمونتادا» من الأبرز في تاريخ كرة القدم، وبرز فيها نيمار الذي كان لا يزال في صفوف الفريق الكتالوني.
وبينما يتوقع أن يغيب نيمار وكافاني أيضا عن الإياب، أظهر أداء أول من أمس لمشجعي باريس قدرة الفريق على التأقلم وتحقيق نتيجة إيجابية حتى دون هدّافهم التاريخي (كافاني) وأغلى لاعب في العالم (نيمار).


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.